story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
آداب |

ممثل المغرب بالبوكر: روايتي عن فن الفسيفساء وصراع الانتماء والاستلاب

ص ص

يمثل الكاتب المغربي، عيسى ناصري، بروايته “الفسيفسائي” المملكة في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في دورتها للعام 2024 التي تشهد 16 ترشيحا من بلدان عربية أخرى.  

وفي دردشة مع “صوت المغرب” حول عمله الأدبي قال ناصري: “صراحة وأنا أكتب الفسيفسائي لم يكن هاجسي ترشيحها للبوكر أو جوائز عربية ووطنية أخرى”.

وأضاف: “هاجسي كان النشر ذاتُه مع دار نشرٍ محترمة لها حضور وازن في الساحة العربية وفي المعارض الدّولية، ما يسمح بوصول الرواية إلى أكبر قاعدة ممكنة من القراء في الوطن العربي الواسع. وهو ما تأتَّى لي في النهاية. وإذا أتت الجوائز فلن تزيد إلّا في نشر العمل وترويجه على نطاقٍ أوسع”.

زيارة وليلي

واستغرق عيسى ناصري ما يزيد عن العامين والنصف لكتابة رواية “الفسيفسائي”، “لكن فكرتها كانت راسخة في الذهن قبل هذا الوقت، منذ أول زيارة لي لموقع وليلي الأثري”، يقول الكاتب.

ويبرز وقع هذه الزيارة في اختيار أمكنة الرواية التي تدور أحداثها، حسب الأديب المغربي، ” في ثلاثة متقاربة هي وليلي ومكناس ومولاي إدريس زرهون، وهي فضاءات مكانية غنية تحمل ذاكرةً خصيبة وثقلا حضاريا وتاريخيا أفَادَتْ منهما الرواية كثيرا”. 

ولا تعالج الفسيفسائي، يوضح ناصري، “موضوعا محدّدا أو تحمل على عاتقها طرحا واحدا تريد مقاربته، إنّما تثير قضايا جماليّة ووجودية وحضارية جديرة بالتأمل والسؤال”.

فن الفسيفساء

ويقول ناصري إن أبرز القضايا التي كتب عنها في روايته تتصل بالكتابة والفنّ، “خاصّة فن الفسيفساء الذي كان مَدار الرواية ومحورها”.

وإلى جانب فن الفسيفساء، تتلاحق بعض الثنائيات الضدية في الرواية تجسد “صراعا قديما دارت رحاه على أرض المغرب بين الدّخيل الروماني والمحلّيِّ الموريِّ، وبين المستعمِر الفرنسي والمُستعمَر المغربي”. 

كما تبرز ثنائيات أخرى داخل الرواية من قبيل “الحرّية والاضطهاد، الانتماء والاستلاب، الوطنيّة والاستعمار، صراع الأنا والآخر، حوار الشّمال والجنوب، ولقاء ثقافة الداخل بثقافة الخارج”.

آثار مغربية منهوبة

ويؤكد عيسى، في حديثه ل”صوت المغرب”، أن هذا “الصراع الحضاري”، كما يتجلى من الثنائيات الضدية، “لا يمنع أبدا من إقامة حوار حضاريٍّ بين الشّمال والجنوب، وتحقيق اندماج بين ثقاقة الأنا والآخر”. 

ويضيف:” أعليتُ من صوت التسامح والانفتاح والاندماج. أقمتُ علاقة إنسانية موريّيين ورومان، ومتّنتُ صداقاتٍ بين أمريكيين ومغاربة، وجّهتُ العدالة للقبض على مغربيٍّ أجرم في حقّ كاتبة أمريكية”.

 ويواصل: “وقفتُ عند القيمة الحضارية والجمالية للآثار المغربية التي نهبها المستعمر الفرنسي، دون أن أسقط في شَرَك الإدانة والمحاسبة العقيمة، أو أعزف على وتر الضعينة أو أُؤجِّج نار النزاع العرقي الموروث ضدّ الآخر”. 

تفسير فنّي للعالم

ويعتبر الروائي المغربي الشاب الرواية “عملا فنّيا قبل أن تكون مرآةً عاكسة للحياة والواقع”، مؤكدا اعتناءه “قدر المستطاع في “الفسيفسائي” بالشّكل والفنّيات والتقنيات”.

ويرى أن “على الروائي أن يصدُر، في عمله، عن وعي جمالي ورؤية جمالية، لأنّ ما يكتبه في النهاية فنٌّ. ومن هنا فمهمّة الرواية عندي تتمثّل في تجسيد رؤية فنّية للواقع، ووظيفتُها الأولى تقديم تفسير فنّي للعالَم”.