story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
جالية |

مقتل مغربي خنقًا في مدريد.. ومطالب لبوريطة بتحرك دبلوماسي عاجل

ص ص

وجهت النائبة البرلمانية عن مجموعة العدالة والتنمية، نعيمة الفتحاوي، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بشأن مقتل شاب مغربي يبلغ من العمر 35 عامًا، بعد أن تعرض للخنق حتى الموت من طرف شرطي بلدي إسباني كان خارج أوقات عمله، وذلك في ضاحية Torrejón de Ardoz القريبة من العاصمة مدريد، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025.

وساءلت النائبة الوزير ناصر بوريطة عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون الخارجية في هذه القضية، وعن الدور الذي قامت به مصالح سفارة المملكة المغربية بمدريد لمتابعة الملف، والتكفل بعائلة الفقيد، ومرافقتها قضائيًا وإنسانيًا، كما تساءلت عن التدابير التي تتخذها الوزارة لضمان حماية كرامة وحقوق أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا في ظل تصاعد مثل هذه الممارسات.

وكشفت النائبة أن الحادثة المأساوية التي هزّت الجالية المغربية بإسبانيا أعادت إلى الواجهة قضية عنف الشرطة والتمييز العنصري تجاه المهاجرين، مشيرة إلى أن الضحية المدعو قيد حياته، عبد الرحيم، لم يكن يحمل سلاحًا، ولا شكّل أي خطر لحظة تدخّل الشرطي، الذي عمد إلى طرحه أرضًا مستعملًا تقنية “الخنق الخلفي” المعروفة بـ la técnica del mataleón، وهي تقنية مميتة طالما وُجهت إليها انتقادات حقوقية ومهنية بسبب خطورتها.

وأوضحت البرلمانية، استنادًا إلى شهادات صحف إسبانية، أن الشرطي واصل خنق الضحية رغم توسلات المارة وصراخهم، وظل يضغط على عنقه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما فشلت طواقم الإسعاف في إنقاذه، وقد وثّق المارّة لحظات الحادث، بينما عاشت أسرة عبد الرحيم صدمة كبيرة لم تستوعب فظاعتها.

وقالت الفتحاوي إن السلطات الإسبانية، وتحت ضغط الرأي العام، بادرت إلى فتح تحقيق قضائي، وأوقفت الشرطي عن العمل، وسحبت منه جواز سفره، كما تم وضعه تحت المراقبة القضائية، قبل أن يُحال على التحقيق بتهمة القتل غير العمد، وتؤمر المحكمة بإجراء تشريح طبي دقيق لتحديد أسباب الوفاة.

ولفتت إلى أن قرار الإفراج المؤقت عن الشرطي المتورط أثار استياء واسعًا داخل أوساط الجالية المغربية ومنظمات مناهضة للعنصرية، حيث اعتُبر هذا القرار بمثابة “تطبيع مع العنف المؤسسي الممارس ضد المهاجرين”، لا سيما وأن المعطيات تشير إلى أن المعتدي كان تحت تأثير الكحول أثناء الواقعة.

وأشارت النائبة إلى أن عائلة الضحية تؤكد أن عبد الرحيم كان ضحية عنف غير مبرر ولا مسوّغ له، وأنه لم يكن في حالة تهديد، داعية إلى تحقيق نزيه ومستقل يكشف ملابسات الحادث ويضمن الإنصاف لعائلته المكلومة.

كما سلطت الضوء على الاحتجاجات التي شهدتها مدينة Torrejón يوم السبت 21 يونيو الماضي، حيث نظم العشرات من أبناء الجالية المغربية ومن النشطاء وقفة بساحة Plaza de España، رافعين صور عبد الرحيم ولافتات كتب عليها “لا للعنصرية، نعم للعدالة”، وسط مشاهد مؤثرة تجسدت في دموع والدته وأخته وهما تصرخان طلبًا للإنصاف والكرامة.

وقالت الفتحاوي إن منظمات حقوقية من بينها SOS Racismo وCorridor en Lucha عبّرت عن رفضها لما وصفته بـ “التساهل القضائي”، وربطت الجريمة بسياق أوسع من التمييز الممارس ضد المغاربة والمسلمين والمهاجرين في أوروبا، داعية إلى تأسيس تنسيقية للدفاع عن عبد الرحيم وكل ضحايا العنف الأمني.