مغاربة لبنان: نعيش ظروفا صعبة ونطالب السلطات المغربية بإجلائنا
تعيش الجالية المغربية المقيمة في لبنان ظروفا إنسانية صعبة جراء الحرب الإجرامية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على عموم الأراضي اللبنانية منذ الاثنين المنصرم، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 600 شهيد وما يزيد على ألفي جريح، معظمهم من المدنيين.
وقد دفعت أجواء الحرب هناك، شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها من وإلى لبنان، الأمر الذي أصبحت معه حركة تنقل المسافرين ومنهم المغاربة الذين يريدون مغادرة البلاد صعبة إلى مستحيلة، في ظل غياب تواصل رسمي من الحكومة والمصالح القنصلية هناك، لإيجاد حل من أجل إجلائهم مباشرة نحو بلدهم المغرب، أو إلى أحد البلدان الآمنة خارج لبنان.
فاطمة الزهراء معين، مواطنة مغربية تقيم بمنطقة صيدا جنوب لبنان، أوضحت في تصريح لصحيفة صوت المغرب”، اليوم الخميس 26 شتنبر 2024، أنها تنام وتستيقظ رفقة زوجها وأبنائها على أصوات الطائرات الحربية ودوي الانفجارات الصاروخية، التي تهز مناطق قريبة من منزلها منذ الاثنين الماضي، مضيفة بصوت مبحوح، تحشوه حشرجة الهلع والخوف على حياتها وحياة أسرتها من مصير باتت أبوابه مفتوحة على المجهول: “نعيش على أعصابنا، الخوف يحيط بنا من كل جانب والموت يتربص بنا في كل لحظة وحين”.
مصير فاطمة الزهراء وأسرتها مشابه لمصير المئات من المغاربة، لا زالوا عالقين في لبنان الذي أصبح مع توالي الساعات أرضا مستباحة لجيش الاحتلال، يُنكّل بأهله وينتهك سيادته، في هجوم هو الأعنف والأوسع والأكثر كثافة على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل قرابة العام.
توقف حركة النقل الجوي من وإلى لبنان، جعل الجالية المغربية هناك عرضة للموت والاستهداف في أية لجظة، الغارات الإسرائيلية لا تفرق بين مدني وعسكري ولا بين بشر ولا حجر. تقول فاطمة الزهراء: “الطائرات الإسرائيلية تقصف في كل الاتجاهات، عدد من المنازل بالقرب منا تم استهدافها بالصواريخ، نريد مغادرة البلاد لكن لا سبيل لذلك، المطارات متوقفة والسفارة المغربية لا ترد على اتصالاتنا”.
وأضافت المتحدثة، “مصالح السفارة المغربية هنا في لبنان لا تتواصل معنا، في هذه الظروف الصعبة، عكس ما كان عليه الأمر من قبل، كانت السفارة على تواصل دائم معنا، لكن الآن انقطع اتصالها ولا معلومة تصلنا من طرف الجهات المسؤولة لإخراجنا من لبنان”.
“عددنا هنا في لبنان يقدر بالآلاف، أنشأنا مجموعات للمحادثة والتواصل مع بعصنا على شبكات التواصل الاجتماعي، نواسي بعضنا ونتبادل ما استجد من أخبار ومعلومات تهم وضعنا الإنساني الصعب بسبب الحرب، ونأمل بالمقابل في التوصل بأخبار أو قرارات من السلطات المغربية تبشر بإنهاء معاناتنا الإنسانية”، تقول فاطمة الزهراء معين.
وفي تواصلها مع السفير المغربي بلبنان محمد كرين، حاولت صحيفة “صوت المغرب”، بدورها، معرفة الإجراءات التي تعتزم السلطات المغربية والمصالح القنصلية بلبنان اتخاذها من أجل إجلاء المغاربة العالقين هناك، إلا أن هاتف السفير ظل يرن دون أن يرد.
وتابعت المواطنة المغربية، “هناك العديد من الأسر المغربية التي باتت تقطن الآن في الملاجئ والمدارس، جراء القصف المستمر للطيران الإسرائيلي للمنازل”، مضيفة بالقول: “وحتى من لا يزال يقطن بمنزله لا يستطيع مغادرته لقضاء بعض الأغراض خوفا من استهدافه أو استهداف البيوت والأطفال”.
وطالبت المتحدثة مسؤولي السفارة المغربية في لبنان بالتواصل مع المغاربة الموجودين هناك وطمأنتهم والتخفيف عنهم في هذه الظروف الإنسانية الصعبة، “كما نطالب كذلك السلطات والدولة المغربية بالتدخل والقيام بما يجب من أجل إنقاذنا وإنقاذ أبنائنا وإجلائنا نحو بلدنا المغرب أو نحو أي بلد آمن خارج لبنان”.
وبعد أشهر من القصف والتراشق المتبادل بين إسرائيل وحزب الله بجنوب لبنان، بسبب دعم المقاومة اللبنانية للمقاومة الفلسطينية جراء الحرب الإجرامية التي يشنها جيش الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصرة منذ 07 أكتوبر 2023، أصبح القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة يطال جميع أنحاء لبنان، خلف حتى الآن الآلاف من الشهداء والجرحى وهو ما ينذر بجر المنطقة ككل نحو المزيد من التصعيد، الذي يهدد حياة آلاف المواطنين المغاربة هناك ويجعل مصيرهم مفتوحا على المجهول.