story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

مطالبات بإحصاء أضرار الفلاحين بتنغير.. وخبير: المنطقة “منكوبة فلاحياً”

ص ص

بعد الفيضانات الأخيرة التي شهدتها تنغير نهاية الأسبوع المنصرم، يلفت المجتمع المدني إلى حدوث أضرار جسيمة على مستوى الفلاحة في الإقليم، وتعرض المنتجعات الفلاحية والمساحات المزروعة لخسائر “كبيرة غير مسبوقة” جراء السيول الفيضانية السبت الماضي 24 غشت.

ودعت جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة في تنغير وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات إلى زيارة المنطقة، مشددة على ضرورة وقوف الحكومة على حجم الدمار الفلاحي الذي لحق بمختلف الجماعات المتضررة، خاصة في المناطق الجبلية مثل أوسيكيس وامسمرير وأموكر-تيدريت، وأيت سدرات الجبل.

وفي هذا الصدد، اعتبر نبارك أمرو رئيس جمعية تيرسال في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن المنطقة المعروفة بزراعة البطاطس والتفاح أصبحت “منكوبة فلاحياً” وشدد على أن الوضع “كارثي جداً” جراء الفيضانات الأخيرة، في الوقت الذي مازال فيه المواطنون “يقومون بإحصاء الفردي لخسائرهم”، مطالباً المصالح المختصة في وزارة الفلاحة بإيفاد خبرائها “من أجل إجراء إحصاء رسمي للخسائر، ورصد الدعم اللازم للفلاحين الذين تعد الفلاحة المصدر الوحيد لعيش أسرهم، كما أنهم أوفياء لهذه المنطقة الجبلية التي تعرف ظروف مناخية قاسية”.

ودعا أيضاً المصالح المختصة والمعنية بالقطاع الفلاحي أو المياه والغابات ومصالح وزارة الداخلية لتشكيل لجان تقنية لبحث حلول “تنصف المتضررين اليوم وتمكن من تفادي تكرار هذه الأزمات مستقبلاً”، بتنظيم زيارة للمنطقة التي تعد الفيضانات الأخيرة شكلاً من أشكال معاناتها إلى جانب “كثافة الثلوج في فصل الشتاء، وعزلتها وسط الجبال، والبعد عن المجال الحضري والمصالح الصحية والتنمية”.

ونبه نبارك أمرو وهو خبير في تغير المناخ إلى أن من أبرز أسباب خسائر السيول الفيضانية لواد أقانوسيكيس هو توحل السد علر مستوى هذا الأخير، والذي كان قد شيد لأهميته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ليسهم في التنمية الفلاحية بالمنطقة وحمايتها من الفيضانات، قبل توحله منذ 15 سنة.

وأوضح أمرو أن سبب توحل سد أقانوسيكيس كان غياب التشجير في عاليته، مشيراً إلى أن هذه العملية “كانت مقررة وفق شراكة ضمت قطاع المياه والغابات”، لتفادي التوالي الذي يؤدي إلى جرف كميات كثيفة من الأتربة والحجارة عندما يهطل المطر مثلما حدث السبت الماضي، “حيث جرفت أمطار ساعة من الزمن جزءاً كبيراً من المناطق المزروعة خاصة في جماعات امسمرير وأيت سدرات الجبل العليا والسفلى”.

وأفاد المتحدث ذاته أن من أسباب تفاقم الخسائر أيضاً غياب سد في المناطق المتضررة من السيول، مستغرباً عدم برمجة اي سد في عالية أودية جماعات امسمرير، التي بينها أوسيكيس وإرغيس وانميتر وتمسينت وتيدريت ضمن البرنامج الوطني للماء الذي رصدت له بتوجيهات ملكية سامية ميزانية تقدر بأزيد من 150 مليار درهم بعد مراجعتها سنة 2023.

وقال نبارك أمرو، في حديثه مع الموقع، إن جمعية تيرسال رسالت مصالح الداخلية من أجل برمجة سدود صغرى جديدة بالمنطقة المتضررة ضمن الشبكة التي خصصت لإقليم تنغير، وهو ما قوبل بعدم الاستجابة “الذي يعد السبب الأول في خسائر الفيضانات الأخيرة”، كما دعت مراراً لضرورة تأهيل سد أقانوسيكيس، حسب المتحدث ذاته، من خلال مراسلة وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة في ولاية شرفات أفيلال، التي أوفدت لجنة تقنية من الرباط كان جوابها “أن الحل الوحيد لهذا السد هو إعادة بنائه بالحجر بعلو نحو 15 متر ليحمي المنطقة من الفيضانات مدة 20 سنة أخرى، رغم احتمال توحله من جديد”، وهو ما عده المجتمع المدني في تنغير وعداً من الوزارة الوصية آنذاك “لم يتحقق إلى اليوم”.