story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

مركز دولي: التغيرات المناخية تهدد سبل العيش في مراكش

ص ص

مع تسارع التغيرات المناخية المثيرة للقلق بمختلف قارات العالم، خاصة خلال سنة 2024 التي عدتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأسوأ في ما يتعلق بالطقس القاسي ودرجات الحرارة، تتواصل الدراسات على مستوى عدد من دول العالم لرصد المناخ ومدى تكييف السياسات مع تغيراته.

في هذا الصدد، اختار المركز العالمي للتكيف (GCA) مدينة مراكش باعتبارها حالة خاصة ضمن عدد من المدن الأفريقية، التي شملها تقرير نشره، الجمعة 16 غشت 2024، ويقدم تحليلاً أعمق لإفريقيا، نظراً لاحتياجات التكيف المتزايدة والفرص المتاحة في القارة السمراء، مبيناً أن أبرز مخاطر التغير المناخي في المدينة الحمراء تتعلق بالجفاف، ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات، والعواصف الرملية والترابية.

وسلط المركز الضوء على مجموعة من التحديات قال إنها عبارة عن تأثيرات يعاني منها سكان مدينة مراكش، والتي نتجت عن تغير المناخ من قبيل “إمدادات الغذاء والمياه، وارتفاع حالات أمراض الجهاز التنفسي، وفقدان سبل العيش بسبب الجفاف، ودرجات الحرارة الشديدة، والفيضانات”.

وأشار المركز إلى أن هذه التأثيرات تؤدي بدورها إلى مخاطر من المتوقع أن تتفاقم، بينها “المضاعفات الصحية، وإنتاجية العمل المحدودة، وندرة المياه، وانخفاض في إنتاج الغذاء، وتدمير النظام البيئي”، فضلاً عن الآثار الاقتصادية باعتبار أن مدينة مراكش تعتمد بشكل كبير على السياحة، مرجحاً أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والمخاطر الأخرى إلى “تثبيط عزيمة الزوار، مما يؤدي إلى فقدان سبل العيش”.

ولفت التقرير ذاته إلى أن النمو السكاني وأوجه عدم المساواة الاجتماعية الكبيرة بمراكش قد ساهم “في زيادة الضعف الاجتماعي في المدينة، حيث أصبح الشباب والنساء والمهاجرون أكثر عرضة للمخاطر”.

وفي حين أن هذه الآثار تزداد سوءاً، حسب نتائج التقييم السريع لمخاطر المناخ الذي أجراه المركز العالمي للتكيف، فقد عمل الأخير أيضاً على تحديد إجراءات إدارة المخاطر والتكيف اللازمة التي من شأنها جعل المدينة المغربية الحمراء قادرة على الصمود، في الوقت الذي “تركز فيه السياسات العامة الوطنية والمحلية بشكل أساسي على التخفيف من تغير المناخ بدلاً من التكيف معه”، حسب نص التقرير.

ويفضل المركز “اتباع نهج قطاعي في التعامل مع تغير المناخ، مع التركيز على قضايا الوصول إلى المياه”، معدداً إجراءات قال إن من شأنها تعزيز تكيف مراكش مع تغير المناخ ذكر منها وضع دليل للعمارة المتكاملة والتخطيط الحضري والتشاركي، وتنفيذ المشروع التجريبي للمدينة من أجل أماكن عامة أكثر مرونة.

وإضافة إلى ذلك اقترح إنشاء أكاديمية مناخية للمشاركين في العمل العام بهدف خلق فهم أفضل لتأثير تغير المناخ على الصحة، إلى جانب مجلس استشاري علمي لتحسين الوصول إلى البيانات المتعلقة بتغير المناخ وتوافرها، فضلاً عن وضع خطة للتكيف مع قطاع السياحة.

ومن مظاهر التغيرات المناخية بالمغرب، تعاقب سنوات الجفاف التي يشهدها على إثرها هذا البلد الإفريقي الواقع على ضفتي المتوسط والأطلسي أزمة مياه تصدرت مواضيع النقاش العمومي منذ إعلان الحكومة حالة طوارئ مائية، مع استنزاف الخزانات المائية الجوفية في عدد من مناطق البلاد.

وكان الملك محمد السادس قد دعا الإثنين 29 يوليوز الماضي، إلى ضرورة التسريع بإنجاز المشاريع المرتبطة بالماء دون تأخير، وخصوصا تلك المرتبطة بتوفير الماء الشروب والتي لا تحتمل “أي تهاون أو تأخير أو سوء تدبير”، مشيراً إلى أن إشكالية الماء تزداد حدة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية.