story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

مركز أمريكي: الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يحتاج المزيد من التوضيح في الأشهر المقبلة

ص ص

أوضح مركز التفكير الأمريكي “أطلانتيك كاونسل” أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء “تحول دبلوماسي تاريخي لباريس ونصر دبلوماسي كبير للمغرب، نظرًا لتاريخ فرنسا الاستعماري في شمال إفريقيا ومسؤوليتها المشتركة مع إسبانيا في تحديد الحدود بعد الاستعمار لكل من المغرب والجزائر وموريتانيا”، مؤكدا في المقابل أنه سيحتاج إلى مزيد من التوضيح والترجمة إلى سياسات ملموسة في الأشهر المقبلة.

وأوضح تقرير المركز أن تحول الموقف الفرنسي يأتي في وقت كانت فيه العلاقات مع المغرب متوترة منذ عام 2020، حين ضغطت الرباط على باريس “لكسر حيادها في القضية، واتخاذ موقف أوضح بشأن قضية الصحراء”، مبرزا أن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وتطبيع العلاقات مع إسرائيل عزز الثقة الدبلوماسية للمغرب وساعد في إعادة تعريف السياسة الخارجية للمملكة، حيث أصبحت قضية الصحراء هي العدسة التي ينظر من خلالها المغرب إلى العالم”.

ونتيجة للحياد الفرنسي الذي اعتبر المصدر أنه كان موجهًا لعدم إزعاج المغرب أو الجزائر، أضاف التقرير أن الملك محمد السادس “تخلى نهائيًا” عن العلاقات مع ماكرون ورفض طلبات زيارة الدولة من قبل الرئيس الفرنسي العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، “بدأت المملكة في تقليل استثماراتها في الشراكات التجارية مع فرنسا، التي كانت تعتبر إلى وقت ليس ببعيد شريكها الاقتصادي المفضل”.

وتابع أنه بينما كانت فرنسا ممزقة بين المغرب والجزائر، لم تتمكن من تحقيق التوازن في شمال إفريقيا بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة، بما في ذلك قضية برامج التجسس بيغاسوس، أزمة التأشيرات، وسحب الرباط سفيرها من فرنسا في فبراير 2023. ومؤخراً، رفض المغرب المساعدة الفرنسية بعد زلزال مراكش في شتنبر 2023.

وأردف التقرير أن “فرنسا لم تتوقف عن محاولات كسب المغرب، حيث لم ترغب باريس في فقدان أرضية اقتصادية وسياسية استراتيجية في إفريقيا. كما لم تقطع الرباط علاقاتها مع باريس بالكامل، حيث استمرت في تعاونها الاستخباراتي والأمني مع فرنسا”.

استمرار الوضع على هذا النهج، بالإضافة إلى تحول الصحراء إلى “ثغرة أمنية” خصوصا في ظل “انتشار الشائعات حول وجود عناصر من إيران ومجموعة فاغنر في مخيمات تندوف” دفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى محاولة حل ملف الصحراء بشكل نهائي.

في المقابل أبرز التقرير أن هذا القرار من شأنه أن يعزز من عزلة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية في 7 سبتمبر المقبل، مضيفا أن هذه الأحداث قد تدفع الجزائر إلى تعميق علاقاتها مع إيران وروسيا.

وتابع المصدر ذاته أنه “على الرغم من أن الأمر لم يكن مقصودًا من أي طرف، فإن خطر أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى إشعال صراع إقليمي أوسع في المغرب العربي أعلى من أي وقت مضى”، مبرزا أنه “حتى وإن كانت هناك محاولات لتجنب التصعيد، فإن الجزائر ستشعر على الأرجح بضرورة الرد بشكل أو بآخر”.