story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مدربان لمنتخب واحد !

ص ص

خسرنا أمام إسبانيا طبقا للقاعدة الرياضية التي فيها الهزيمة كما الانتصار والتعادل، وخرجنا مرفوعي الرأس من دور نصف نهاية الألعاب الأولمبية (لاتزال هناك مباراة أخرى للترتيب) أمام منتخب إسبانيا فلا يمكن لأي كان أن يصمد أمام سطوته كقوة كروية عالمية جديدة.

خرجنا بخلاصات مفيدة حول منتخب أولمبي واعد يمكن أن يشكل العمود الفقري للمنتخب الأول خلال العقد القادم، إن كانت هناك أصلا سياسة لتصعيد الكفاءات الكروية مثلما تفعل المنتخبات العالمية، ولدينا في منتخب طارق السكيتيوي من الكفاءات الواعدة ما يمكنها أن تأخذ مكانها في منتخب الكبار من الآن بدون مركب نقص.

صحيح أصابتنا بعض “الشمتة” جراء الهزيمة أمس أمام إسبانيا، خصوصا أن المباراة كانت بين أيدينا وأضعناها باختيارات تكتيكية خاطئة للإطار التقني في الشوط الثاني، وأيضا بسبب انهيار المخزون البدني لبعض اللاعبين وتأخر التغييرات المطلوبة، وبسبب أخطاء ساذجة في الرقابة أمام خصم يتقن استغلال الهفوات وتحويلها إلى أهداف في رمشة عين، ولكن عزاؤنا أننا انهزمنا أمام إسبانيا بمنتخباتها التي تحصد الأخضر واليابس خلال السنوات الأخيرة.

مباراة أمس ضد إسبانيا شهدت حالة في الكواليس سيكون لها ما بعدها على مستوى المنتخب الأول خلال المناسبات المقبلة، ويتعلق الأمر بالناخب الوطني وليد الرݣراݣي الذي انتشرت صورة له وهو يقف مع لاعبين من المنتخب الأولمبي كانا بصدد الرجوع إلى الملعب لخوض الشوط الثاني.

الصورة خلقت عاصفة من الجدل على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي بين من رأى ذلك سلوكا عاديا يقوم به وليد الرݣراݣي بصفته “مشرفا عاما” على المنتخبين الأول والأولمبي، وأنه من صلاحياته توجيه اللاعبين وإصدار التعليمات للمدرب أيضا.

فيما رآه آخرون “قلة احترام” و”سلوك هاوي،” للمدرب الرسمي، وتدخلا في اختصاصاته، و”دسارة” بعد المكانة التي احتلها لدى الجمهور إثر إنجاز مونديال قطر.

لكن دعونا نناقش الحالة بموضوعية وبدون تشنج انطلاقا من التساؤلات التالية التي إن تمت الإجابة عليها ستتضح الصورة ويأخذ كل ذي موقف حقه.

ما هي الصفة التي يحضر بها وليد الرݣراݣي لتداريب ومباريات المنتخب الاولمبي ويتحدث مع اللاعبين ويصدر التعليمات حول الخطط التكيتيكية؟
هل هو مشرف عام على المنتخبين الأول والأولمبي، علما أنه لم يصدر أي بلاغ رسمي من الجامعة حول تعيينه، والإجتهاد الوحيد الذي أوصلنا إلى هذه الخلاصة هو بلاغ تعيين طارق السكيتيوي مكان الشرعي والإشارة إلى يد الرݣراݣي في ذلك؟

حتى وإن كان قد تم تعيينه بطريقة “سرية”، هل يحق له أن يبدأ في إعطاء تعليماته للاعبين من المدرجات في إهانة تامة للمدرب الجالس في كرسي الاحتياط؟ هل شاهد أحدٌ المشرف  العام على المنتخبات الإسبانية فرانسيس هيرنانديز الذي كان يجلس في منصة ملعب فيلودروم وهو يعطي التعليمات للاعبي المدرب سانتي دينيا ؟ هل حدث ذلك في أي مكان من عالم كرة القدم الاحترافية؟

الجمهور المغربي الآن إن أراد أن يمارس حقه في انتقاد طريقة لعب المنتخب الاولمبي وآدائه الكارثي في الجولة الثانية لمباراة إسبانيا، لمن سيحمل مسؤولية القرارات التكتيكية الخاطئة؟ هل لطارق السكيتيوي الذي كان يجلس في كرسي الاحتياط بصفته مدربا رسميا، أم لوليد الرݣراݣي الذي كان “يعطي التعليمات” بين الشوطين للاعبين بوصفه “مشرفا عاما” ؟

من المفروض أن المكانة التي أصبحت تحتلها المنتخبات الوطنية المغربية لدى تصنيفات الفيفا، والإشعاع الذي حققته كرة القدم المغربية بعد إنجاز قطر، والنجوم الذين أصبحوا يتقاطرون عليه لحمل قميصه، يفرض أن نتوفر على مناخ احترافي جدا في محيط الفريق الوطني وأن تسير الأمور وفق سقف عال من الشفافية والوضوح والتواصل مع الرأي العام وإخباره رسميا بالتعيينات الجديدة، وأن تكون جميع المناصب المتدخلة في شؤون المنتخبات الوطنية واضحة الاختصاصات والسلطات، حتى يتحمل كل واحد مسؤوليته عند ساعة الحساب.