story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مأزق الملاعب الإسبانية

ص ص

على بعد عشرة أيام من حلول أجَل التقديم الرسمي لملف الترشيح الثلاثي الإسباني المغربي البرتغالي لاحتضان كأس العالم 2030، أتت مفاجآت لم تكن منتظرة في تحديد الملاعب الإسبانية المرشحة، بعد أن اعتقد الجميع أن الملف قد أصبح جاهزا من جميع النواحي ولم يعد يتطلب سوى مصادقة الفيفا النهائية أو تسجيل بعض الملاحظات بخصوص الوفاء بدفتر التحملات.

فبعد مفاوضات عسيرة مع المغرب من أجل زيادة عدد ملاعبها، والتي انتهت بالفشل، أخرجت إسبانيا إلى العلن لائحة ملاعبها الأحد عشر المرشحة لاحتضان المونديال وهي كامب نو وإسبانيول ببرشلونة، وسانتياغو بيرنابيو وميتروبوليتانو بمدريد، ولا روزاليدا بسان سيباستيان، وغران كاناريا بلاس بالماس، ولا كارتوخا بإشبيلية، ونويفا روميرادا بسرقسطة، وريازور بكورونيا، وسان ماميس ببيلباو.

طبعا كان الملعب الأبرز الغائب عن اللائحة هو ملعب ميستايا الجديد بمدينة فالينسيا الذي يشهد تعثرا في ورش إنجازه منذ سنوات طويلة إثر خلافات مالية بين مالكي نادي المدينة الأول ومسؤوليها المنتخبين، الشيء الذي جعل لجنة إعداد الترشيح الإسباني تصرف عنه النظر مخافة ظهور تعقيدات أخرى قد تحول دون إتمام بنائه قبل سنة 2030، وهو ما يعني أن ثالث مدينة إسبانية من حيث عدد السكان في إسبانيا بعد مدريد وبرشلونة، ومركز إقليم نشيط بالسياحة والخدمات سوف يُحرم من حدث عالمي ككأس العالم.

المفاجأة الأخرى في ملف الملاعب الإسبانية، جاء من إقليم غاليسيا، فبعدما وضعت لجنة الترشيح ملعب ريازور بمدينة لاكورونيا ضمن قائمة الملاعب التي سيتم تقديمها للفيفا، خرجت إدارة نادي ديبورتيفو مالك الملعب ببيان ناري ضد هذا التعيين الذي سعت إليه عمدة المدينة، واصفة إياه بالخارج عن القانون، وأنه تم دون موافقة النادي، وأن النادي ليس في جدول برنامجه المستقبلي زيادة مدرجات جديدة في الملعب الذي لا تتعدى طاقته الإستيعابية 32 ألف متفرج، حتى يصل إلى شروط الفيفا بالتوفر على طاقة استيعابية لا تقل عن 40 ألف وبالتالي “فكها يا من وحلتيها”.

الترشيح الإسباني يختلف كثيرا عن المغربي والبرتغالي في ملف مونديال 2030، فإذا كانت البرتغال الطرف “الدرويش” ضمن الثلاثة، بالنظر لوضوحها منذ البداية أنها ستترشح بثلاثة ملاعب الجاهزة لديها، وغير مستعدة لصرف أورو واحد ضمن هذه “البيعة وشرية”، والمغرب يقوم بترشيح “سيادي” تتكفل به السلطات العليا وخصصت له مبلغا فلكيا من أجل إعادة هيكلة وبناء الملاعب التي هي في ملكية الدولة ولا تنتظر موافقة أحد من أجل ترشيحها لاحتضان المونديال، فإن إسبانيا لديها الكثير من التعقيدات في هذا الصدد، أبرزها هوية البلد المتعدد العرقيات الذي يفرض حذرا في الكثير من القرارات الكبيرة، وطبيعة النظام السياسي القائم على أقاليم الحكم الذاتي والذي يفرض على لجنة الترشح للمونديال أن تعمل على خلق “عدالة” في تعيين المدن والملاعب بين مختلف الأقاليم، ثم هناك العائق الآخر الذي يرخي بمفاجآته على الملف الإسباني، وهو ملكية الملاعب لأندية كرة القدم التي هي جمعيات-شركات خاصة لا يمكن لأحد أن يفرض عليها تنظيم مباريات المونديال فوق ملاعبها دون موافقتها، وهو ما يحدث اليوم من مشكل في ملعب ريازور بمدينة لاكورونيا.

هذا “البلوكاج” الإسباني الذي تنتظره مفاوضات شاقة بين أطراف الخلاف من أجل حله في مدة قصيرة، يأتي بعد تفجر المشاكل الداخلية للجامعة الإسبانية لكرة القدم وإقالة الرئيس السابق خوان روبياليس، وتوقيف الرئيس الحالي بيدرو روتشا، ومن شأنه أن يفقد إسبانيا الكثير من مركزيتها في ملف الترشيح الثلاثي لصالح المغرب، ولاشك أن فوزي لقجع سيعمل على استغلال ذلك جيدا في التفاوض من أجل استضافة المباريات المهمة في النهائيات، بعدما صار شبه محسوم أن المباراة النهائية دخلت دهاليز المقايضات بين الفيفا وريال مدريد من أجل تنظيمها في ملعب سانتياغو بيرنابيو، ولم يتبق سوى الإعلان الرسمي عن ذلك.