story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لكل رياضة “دݣيݣها”!

ص ص

تابعنا كيف أجهز منتخبنا للفوتصال على خصومه بالنتيجة والآداء والحصص العريضة، وكيف أصبح أولاد الناخب الوطني الجميل هشام الدݣيݣ بلا منافس حقيقي على الصعيد العربي والإفريقي، بحيث ظهرت فوارق السماء والأرض على جميع المستويات بين المغرب وباقي المنتخبات التي شاركت في كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة.

الجمهور المغربي أصبح يرى منتخبه للفوتصال داخل خانة الكبار عالميا، ومنافسات كأس إفريقيا وكأس العرب للأمم صار الفوز بهما من المسلمات التي لا تناقش، ويمكن اعتبارهما معسكران طويلان فقط من أجل الاستعداد لكأس العالم والمواعيد التي ينازل فيها الأمم العريقة التي هي في نفس مستواه أو أكثر.

لكن إذا نظرنا إلى نجاح مشروع تطوير كرة القدم المغربية داخل القاعة والأشياء الجميلة التي تحققت لصالح المغرب، والتي بكل موضوعية تدعو إلى الفخر، وقمنا بإسقاط تجربة “الميني فوت” على رياضات جماعية شبيهة تمارس هي الأخرى داخل القاعة ككرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة، لها الكثير من الخصوصيات المتشابهة، سنتوصل بكل سهولة إلى حقيقة مؤسفة، وهي أن بإمكان هذه الرياضات في المغرب أن تصل أيضا إلى العالمية مثلما فعلت الفوتصال، وأن تسيطر قاريا هي الأخرى وأن تفوز بالكؤوس والإنجازات تلو الأخرى.

هي رياضات تتوفر لديها نفس بيئة الممارسة في المغرب التي توفرت للفوتصال، حيث أن الفضاءات التي أعطت كل هذا الزخم من المواهب في كرة القدم المصغرة، وجعلتها بقليل من الإمكانيات والتخطيط وإرادة النجاح، تصل إلى العالمية، هي نفس الفضاءات التي تنجب ممارسين موهوبين في باقي الرياضات الجماعية، ويكفي أن نلقي إطلالة على المؤسسات التعليمية وملاعب القرب والقاعات الرياضية والنوادي الخاصة لنكتشف أن رياضات كرة السلة واليد والكرة الطائرة فقط في حاجة إلى إرادة حقيقية مثل التي توفرت للفوتصال لكي تحقق العجب العجاب طالما أن أهم شروط النجاح متوفر بكثرة وهو العنصري البشري وقاعدة الممارسين الموهوبين.

في كل جامعات الرياضات الجماعية في المغرب التي تمارس داخل القاعة، تجد أشخاصا يشبهون هشام الدݣيݣ في كفاءتهم وصبرهم وتضحياتهم وحبهم للنوع الرياضي الذي ينشطون فيه دون انتظار المقابل، وقد مرت عليهم سنوات عديدة التصق فيها اسمهم بالرياضة التي يمارسون ويؤطرون فيها وينظمون ويرافعون، والذاكرة الجماعية للمغاربة لازالت تحتفظ بالكثير من هذه الأسماء والأطر العصامية في مقاومتها للتهميش وقلة ذات اليد والمحافظة على رياضتهم المحبوبة من الاندثار.

هؤلاء وكأن لسان حالهم يقول لهشام الدݣيݣ المثل الشعبي البليغ: “اللي سقاك يرشنا”، وينتظرون أن يخرج في جامعتهم “قجع” ما يكون له المال والمنصب ليثق فيهم ويمكنهم من الوسائل والإمكانيات المطلوبة ويسهر معهم على مخطط تطوير رياضتهم في الأندية والمنتخبات الوطنية ويساعدهم على تقديم منتوج رياضي يجلب لهم المستشهرين وأموال الدعم العمومي مثل الذي تغرق في نعيمه كرة القدم.