story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

كوفية خديجة تلهم فنانين.. شاعر فلسطيني: موقفها دليل على الوطنية والوفاء

ص ص

لم يبق التضامن مع طالبة “الكوفية” حبيس أسوار المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، كما لم يبق حبيس حدود جغرافية وطنها، إذ لقي حدث رفض مسؤول جامعي تتويجها في حفل التخرج السبت الماضي تفاعلاً واسعاً بلغ صداه قطاع غزة الذي عبّر أطفاله عن شكرهم للطالبة المغربية.

ثبات خديجة أمام عميد كلية العلوم بنمسيك على منصة التتويج، ألهم كذلك فنانين عبروا عن اعتزازهم بهذا الموقف عادّين إياه مجسداً “للموقف المغربي الأصيل” والداعم للقضية الفلسطينية، مستنكرين في الوقت نفسه سلوك المسؤول الجامعي بسبب ارتدائها الكوفية في مشهد رأوا أنه تعبير عن واقع القضية اليوم.

وطنية ووفاء

“أصبحت الكوفية دليلاً على الوطنية”.. يقول الشاعر الفلسطيني ياسر علي تعليقاً على موقف الطالبة خديجة أحتور، ويتحدث لصحيفة “صوت المغرب” عن المشاعر التي جعلته ينسج قصيدة بحقها: “أول ما شاهدتُ خديجة، تذكرت كيف أن ابن أخي في تكساس (ولاية أمريكية) لبس الكوفية في حفل تخرجه، ولم يعترضه أحد”.

ويضيف علي مستهجناً رد فعل المسؤول الجامعي: “في حين أن بلادنا العربية تجد فيها بعض الناس يفعلون ما لم يفعله العدو”.

وأشاد الشاعر الفلسطيني المقيم في بيروت بموقف الطالبة “التي تعلم أنها قد تدفع ثمن ما قامت به، ولكنها أصرت عليه لأن الموقف أهم من المصالح”، موجهاً تحية لها “ولأهلها وتربيتها والجمهور الذي ضغط لمنع نزع الكوفية عنها”، عاداً الكوفية “دليلاً على الوطنية والوفاء لفلسطين، كما الحجاب ودلالته على التدين والولاء للإسلام”.

المغاربة سند قومي

ولفت ياسر علي، وهو عضو بالأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، إلى أن شعبه “يفرح بكل مظهر يُظهره أي فرد من المتضامنين معهم”، مشيراً إلى أن المغرب يعد “سنداً قومياً ودعماً استراتيجياً، وخزاناً بشرياً إذا ما احتاج الفلسطينيون إليهم”، مذكراً بإسهام المغاربة في تحرير القدس مع صلاح الدين الأيوبي، وبحارة المغاربة المجاورة للمسجد الأقصى والتي تُعد “معلماً مقدسياً يجب أن يعود لأصحابه، وعودته مرتبطة بتحرير القدس من الاحتلال”.

وعبرت القصيدة عن موقف الشعب المغربي، متحدثة بلسانه إذ استهلها الشاعر الفلسطيني ببيت جاء فيه “أنا المغرب.. أنا الشعب الذي يغضب ولا يتعب”، كما لفت إلى رفض التطبيع مع الاحتلال بقوله “أنا لم أرض بالتطبيع ولست أبيع”، ثم عرض مشهد الطالبة خديجة أحتور في أبيات لاحقة “أنا الكوفية السمراء من عَلمي.. ترفعني وأرفعها إلى القممِ، وترفعها خديجتها بالهممِ”.

هذا وحرص الشاعر على التذكير قبل ختام القصيدة بحارة المغاربة التي هدمها الاحتلال عند اجتياح القدس عام 1967، فقال بلسان مغربي: “أنا الحارات عند القدس والحرمِ.. ولي حرمي.. أبيدت كلها في ليلة بالألم”، وفي نهاية هذه الأبيات الفلسطينية يعلن المغرب “أنا لا أترك القدس فحب القدس لي دينُ.. ولم أعفر ولم أنسَ وبوصلتي فلسطينُ”.

وأشار ياسر علي، في حديثه مع “صوت المغرب”، إلى اعتياده التعليق بقصائده على لوحات رسام الكاريكاتير الفلسطيني علاء اللقطه، فجاءت هذه الأبيات تفاعلاً مع آخر إبداعته، التي كانت هي الأخرى تفاعلاً مع موقف خديجة على منصة حفل تخرج المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء؛ حيث نشر اللقطه بدوره رسماً كاريكاترياً يظهر عليه العلم المغربي بلونه الأحمر والنجمة الخضراء متوشحة كوفية فلسطينية مع عبارة: “ولو كره المطبعون”.