story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

“فاكهة الفقراء” تسجل مستويات قياسية في أسعارها

ص ص

سجلت أسعار فاكهة التين الشوكي أو ما يعرف ب “الهندية” مستويات قياسية خلال هذا العام بلغت ما يناهز 8 دراهم للحبة الواحدة، وهو أمر أثار استياء العديد من المستهلكين الذي باتوا يشتكون غلائها خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأنها إلى وقت ليس ببعيد كانت معروفة بكونها “فاكهة الفقراء”.

ويُرجع بائعو فاكهة “الهنديو” دوافع الغلاء إلى الأضرار التي خلفتها الحشرة القرمزية التي دمرت محاصيل هذه الفاكهة في السنوات الماضية، فضلا عن استعمالها بكثرة في الزيون والمنتوجات التجميلية التي تجد إقبالاً مكثفا من طرف النساء.

تعليقا حول الموضوع، أكد الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أن الحشرة القرمزية صارت مشكلة ذات بعد إفريقي ولم تعد مقتصرة على المغرب فقط، حيث باتت العديد من الإفريقية تعاني من تأثير هذه الحشرة على محاصيلها

ولمواجهة هذه الظاهرة، أوضح الخبير أن المغرب خلال السنوات الأخيرة عمل من خلال البحث الزراعي على إنتاج بذور جديدة مقاومة للعديد من الآفات والحشرات المضرة من بينها الحشرة القرمزية، وذلك بهدف إعادة هذه الفاكهة إلى الأسواق، مؤكدا أن هذه الجهود توجت باكتشاف بذور مقاومة قبل أربع سنوات.

في هذا الصدد كانت وزارة الفلاحة قد أعلنت عن توصل المعهد الوطني للبحث الزراعي إلى تحديد 8 أصناف مختارة من الصبار مقاومة للحشرة القرمزية تم تطويرها من أصل 249 نوعا مختارا من المجموعة الوطنية للصبار. مؤكدا أن هذه الأصناف المقاومة ستمكن من مواكبة برنامج الوزارة لإعادة الغرس بالمناطق المتضررة من الحشرة القرمزية.

وتابع أوحتيتا أن هذا المجهود البحثي سيحتاج إلى 5 سنوات أخرى قبل أن يبدأ في التأثير على أسعار فاكهة “الهندية” في الأسواق لتعود إلى “مستوياتها المعهودة”، مبرِرا هذا الأمر بالفترة التي ستحتاجها الجهات الرسمية بهدف تسويق هذه الأصناف الجديدة وتحسيس الفلاحيين بضرورة اعتمادها.

في المقابل أبرز أوحتيتا أن “التوجه الأساسي للبحث الزراعي في هذا المجال صناعي أكثر منه غذائي”، مشيرا إلى أن بعض الأصناف الجديدة من “الهندية” تتوفر على بذور كثيرة، وهو ما يجعلها صالحة أكثر للاستعمال صناعي.

في هذا السياق، كان العديد من المهنيين قد ربطوا الغلاء الذي تعرفه هذه الفاكهة بتوجيه نسبة كبيرة من المحاصيل إلى الاستعمال في الصناعة التجميلية، وهو ما أكده الخبير الفلاحي موضحا أن بذورها تستخدم في إنتاج الزيوت والمنتجات التجميلية، فيما توجه البقايا أو ما يسمى ب”الحريرة” في إنتاج المربى.

ونفى الخبير أن يكون جزء من المحاصيل المغربية موجه نحو التصدير إلى الخارج، مؤكدا أن أسعارها المرتفعة، تجعلها غير قادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية.