story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“غلاء مواد البناء” والتعويض “غير الكافي”.. صرخة متضرّر من زلزال الحوز

ص ص

تضافرت ظروف تأخر الإعمار وأسعار مواد البناء الباهظة وعوامل الطبيعة القاسية، ضد المتضررين من زلزال الثامن من شتنبر 2023، الذين وجدوا أنفسهم أمام حاجة ماسّة إلى المساعدة العاجلة لإعادة بناء منازلهم التي دمرتها الكارثة، خصوصا وأن أغلب سكان هذه المناطق يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة.

وفي السياق، قال بناصر رشيد، أحد سكان جماعة اجوكاك قيادة ثلاث نيعقوب دوار ادسيار بإقليم الحوز، إنهم يعيشون معاناة حقيقية منذ وقوع الزلزال، مؤكدًا أن الحياة داخل الخيام باتت لا تطاق مع حلول فصل الشتاء والبرد القارس، موجها في حديثه لـ”صوت المغرب”، نداءً للحصول على المساعدة، قائلاً: “لا أطلب الكثير، فقط مواد البناء أو بعض الإسمنت لأتمكن من بناء غرفة بسيطة تؤويني أنا وأطفالي ووالدتي المسنة”.

وأوضح بناصر أن التضامن الذي شهدته المنطقة في البداية كان كبيرًا ومؤثرًا، ومع ذلك فالمعاناة مستمرة مع مرور الوقت، حيث أصبحت الظروف أكثر قسوة. مضيفا أن حلمه بسيط للغاية ويتمثل في توفير مأوى يقيه وأسرته من قسوة البرد والمطر، وزاد أن “حالته النفسية تدهورت نتيجة لهذه الظروف”.

يقول بناصر: “كنت أعمل لإعالة أطفالي، لكن الآن لم أعد أستطيع بسبب وضعي الحالي، واخترت البقاء مع أسرتي داخل الخيمة لرعاية أطفالي ووالدتي التي أتحمل مسؤوليتها”، ويوضح أن منزله تعرض لأضرار كبيرة بسبب الزلزال، وأن اللجنة التي قامت بتقييم الوضع قدرت تكلفة الإصلاح بـ80 ألف درهم، إلا أن أسعار مواد البناء الباهظة التي يتم جلبها من مراكش تجعل إعادة البناء شبه مستحيلة، مضيفًا: “الحياة هنا صعبة للغاية، وكل ما نطلبه هو القليل من الدعم لنتمكن من مواجهة هذه الظروف القاسية.”

من جانبها، أفادت عمالة إقليم الحوز بأن الجهود الميدانية لتنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير في شتنبر عام 2023، أسفرت عن “تحقيق تقدم ملموس في مختلف أوراش البناء والتنمية، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة وتمكينهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية في أقرب الآجال”.

وأوضح بلاغ لعمالة إقليم الحوز السبت 18 يناير 2025، أن 27,250 أسرة حصلت على دعم شهري قدره 2,500 درهم على مدى 17 شهرًا لتغطية تكاليف الإيواء والكراء. كما استفادت 26,228 أسرة من دعم مالي لإعادة بناء منازلها، بقيمة 140,000 درهم أو 80,000 درهم حسب طبيعة الضرر، يُصرف على شكل دفعات تتماشى مع وتيرة تقدم الأشغال.

وأضاف البلاغ، أنه بفضل التعبئة الشاملة والجهود المبذولة، تم الانتهاء من بناء وتأهيل 10,800 مسكن في ظرف قياسي، ومن المرتقب أن يرتفع العدد إلى 12,000 مسكن بنهاية شهر يناير الجاري.

ويأتي هذا الإنجاز في وقت قياسي مقارنة بالمعدل الدولي لإعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية، والذي يتراوح عادة بين سنتين إلى ثلاث سنوات. كما تواصل الأشغال في 9,702 منزل، فيما بلغت مراحلها النهائية في 2,729 منزلًا. وتم تنفيذ حلول ميدانية لفائدة 2,774 منزلًا في المناطق ذات التضاريس الصعبة، شملت تهيئة الأرضيات أو نقلها إلى مواقع أكثر أمانًا.

ورغم التحديات المرتبطة بالتضاريس الجبلية الوعرة وتشتت الدواوير، تمكنت جهود السلطات الإقليمية، يقول المصدر ذاته، من فتح العديد من الطرق المصنفة والقروية لتسهيل الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث تم هدم أكثر من 23,360 منزلًا، وإزالة ما يفوق 99% من الركام، أي ما يعادل أكثر من مليون و860 ألف متر مربع، وما يفوق 4 ملايين و600 ألف متر مكعب من الأنقاض.