على بعد 5 سنوات.. هل يستطيع المغرب تحقيق أهدافه بخصوص الطاقات المتجددة؟
أفادت الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء أن حصة إنتاج الطاقة من مصادر الطاقات المتجددة بنسبة %22,7 بين عامي 2022 و 2023 ، لتصل إلى 21.7% من إجمالي إنتاج الكهرباء نهاية عام 2023، وهو ما انتقده مراقبون معتبرين أن الرقم المسجل إلى حدود اللحظة يظل بعيد عن الرقم الذي سطره المغرب في 52%، في أفق 2030، وذلك على بعد 5 سنوات فقط عن هذا التاريخ.
وتعليقا على هذه الأرقام، يتوقع الخبير الطاقي، عبد الصمد ملاوي، أن المغرب سيتجاوز رقم 52% الذي سطره بحلول سنة 2030، وذلك نظرا للتطور الكبير الذي شهده المغرب خلال السنوات الثلاث الماضية فيما يتعلق بمشاريع الهيدروجين الأخضر، الذي يعتمد أساسًا على الكهرباء الخضراء. حيث أدى هذا الأمر إلى تسريع العديد من المشاريع غير المبرمجة لإنتاج الكهرباء الخضراء.
وأبرز الخبير أن رقم 21.7% الذي أشار إليه تقرير الهيئة يتعلق بـ”القدرة الكهربائية المستغلة فعليًا” والتي تعني الكهرباء التي يتم إنتاجها وتوزيعها واستغلالها فعليًا مع احتساب ما يسمى بالفقد الكهربائي، وكذلك جميع العوامل التي تؤدي إلى ضياع الكهرباء، سواء في الأسلاك أو في الأجهزة المحولة وغير ذلك.
في مقابل ذلك، أوضح الخبير الطاقي أن هدف 52% الذي سطره المغرب يتعلق بما يعرف بـ”القدرة الكهربائية المركبة” والتي تعني إجمالي القدرة النظرية للمحطات المتجددة المنشأة، أي القدرة القصوى التي يمكن أن تنتجها المحطات دون أن تصل إليها بالضرورة، لعدة عوامل، مبرزا أن مساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي هذه القدرة بلغ 38% مع نهاية السنة الماضية، مع توقعات بتجاوز الرقم نسبة 44% نهاية هذه السنة.
وأشار المتحدث إلى أن “هناك مجموعة من المصطلحات الرائجة التي للأسف لا يميز بينها عموم المواطنين وحتى أحيانًا العاملين في القطاع، خصوصًا تلك المتعلقة بإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة”، حيث تستعمل ثلاث مصطلحات في سياق واحد رغم الاختلاف الكبير بينها، ويتعلق الأمر بكل من “القدرة الكهربائية المركبة”، و”القدرة الكهربائية المنجزة”، بالإضافة إلى “القدرة الكهربائية المستغلة فعليًا”.
وأبرز الخبير أنه في السنوات الماضية، كان أغلب إنتاج الكهرباء في المغرب يأتي من مصادر أحفورية تشمل الغاز الطبيعي، الفحم الحجري، والنفط.
وعلى الرغم من توجه المغرب نحو الطاقات المتجددة، لا يزال الفحم الحجري يشكل المصدر الأول في إنتاج الطاقة الكهربائية في المغرب، حيث إن الكهرباء المولدة عن طريق الفحم الحجري تفوق 34% من المزيج الطاقي الوطني.
وتابع ملاوي أن خطة المغرب للتوجه نحو المصادر الخضراء، المعروفة بـ”زيرو كاربون”، تتضمن استبدال مصادر الطاقات الأحفورية الأكثر تلوثًا بمصادر أقل تلوثًا.
وهذا الأمر يشمل استبدال الفحم الحجري والنفط، بالغاز الطبيعي الذي يُعتبر أقل تلوثًا بحوالي الثلث مقارنة بالمصادر الأحفورية الأخرى.
وفي ذات السياق، أفاد تقرير لوكالة الأنباء “رويترز”، شهر شتنبر الماضي، أن المغرب حافظ على مركزه كثاني أكبر مستورد للفحم الأمريكي في العالم، بحجم واردات بلغ 3 ملايين طن خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية، وسط طموح المصدرين الأمريكيين برفع صادراتهم نحو المغرب.
وحسب تقرير “رويترز”، يعد كل من المغرب ومصر الوجهتان المفضلتان لمصدري الفحم الأمريكي الذين يتطلعون لزيادة حصتهم في السوق الإفريقية، خاصة بالنظر إلى المسافة القريبة نسبيا بين أمريكا والمغرب والتي تخفض تكلفة الشحن.
ويستغرق زمن الإبحار لسفينة الشحن التي تحمل الفحم من ميناء بالتيمور – الميناء الرئيسي لتصدير الفحم من الولايات المتحدة – إلى محطة الشحن بالجملة في الدار البيضاء بالمغرب أقل من 11 يومًا.
كما يمكن للمصدرين الأمريكيين أيضًا تسليم الفحم إلى المغرب في مدة أسرع مقارنة بدول مثل كولومبيا وروسيا، مما يعني أنه من المرحج أن يظل المغرب وجهة رئيسية للفحم الأمريكي، خصوصا في ظل الكمية الكبيرة التي يستوردها المغرب إجمالا والتي تقدر ب 750 ألف طن شهريًا.
وأبرز تقرير “رويترز” أن المغرب، أكبر مستورد للفحم في إفريقيا، كونه يستخدم الفحم بشكل أساسي لتوليد الطاقة، حيث تبلغ مساهمة الفحم الحراري في المزيج الطاقي حوالي 64 بالمائة.