story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

طريدانو: العالم العربي سيلقى مصير غزة

ص ص

اعتبر أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد المغيث بنمسعود طريدانو، أن العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 “سيكون مصير العالم العربي برمته”، معتبرا أن العالم يشهد مرحلة أخرى من حرب الحضارات.

وقال طريدانو، في ندوة حول “الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي والتحولات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” نظمت اليوم بكلية الحقوق السويسي بالرباط، إنه لا يتوقع هذا المصير للعالم العربي من منطلق عاطفي وإنما لأن ما يقع يهدد مصالح كبرى.

وذهب الأستاذ الجامعي إلى أن انتصار حماس يعني بداية تدهور الولايات المتحدة الأمريكية وإفشال ممر اقتصادي هام يمر بتل أبيب ووقف قطار التطبيع وتطويق الدول العربية، مقابل استفادة إيران رأس الهلال الشيعي بالمنطقة التي تبنّت منذ 1979 هذا الصراع بعد استقالة العرب وخاصة مصر مع اتفاقية كامب ديفيد للسلام.

“بالمقابل، سقوط غزة وسحق حماس سيكون مقدمة للقضاء على حزب الله وإضعاف سوريا  أكثر مما هي ضعيفة ثم النيل من باقي الدول العربية، خاصة الأردن ومصر التي تعيش على وقع اضطرابات عديدة”، يقول طريدانو، الذي توقع أيضا أن تفقد دول الخليج، في سيناريو هزيمة حماس، كل ما حققته من استقلالية (نسبية) في التفاوض مع الولايات المتحدة.

وفسّر طريدانو رد الفعل الدموي والهمجي الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة في 7 أكتوبر 2023  وما لقيه من احتضان ودعم غربي ب”النظرة الدونية التي يحملها الغرب عن الإنسان العربي”.

وقال إنها نظرة ترى هذا الإنسان “عاجزا وضعيفا ولا يمكن أبدا أن يقود عملية مماثلة فبالأحرى أن يغلبنا (أي الغرب)”، مؤكدا أن طوفان الأقصى صدم الغرب “صدمة نفسية وحضارية” كبرى.

وحسب طريدانو، هناك بعد آخر حاضر في تفسير السند الغربي وهو ابتزاز إسرائيل للغرب وأوروبا خصوصا مخافة أن تُترك لمواجهة مصيرها، “إذ هناك 200 صاروخ نووي إسرائيلي موجّها نحو أوروبا، وليس فقط باتجاه إيران، في رسالة مفادها إذا زلتُ ستزولون معي”.

وعدّد طريدانو “أخطاء قاتلة” ساهمت في استفحال هذا الصراع بدأت ب”وعد بلفور سنة 1917 تحت الشعار الكاذب ‘أرض بلا شعب لشعب بلا أرض’، أي تقديم وعد بأرض قبل الانتداب البريطاني”، ثم “خلق دولة داخل دولة بمقتضى الانتداب البريطاني سنة 1920، واستقطاب الهجرة اليهودية خلال الانتداب”.

ومن جملة هذه الأخطاء “الخيانات العربية” و”تحويل الشعب الفلسطيني سنة 1967 إلى شعب لاجئ، أي نفي صفة الشعب عنه” وقيادة الغرب “سياسة حرب حضارات تجاه العالم العربي”، وصولا إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 2017.