story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

طاردتها شبهة نقل أسلحة لإسرائيل.. هذه حقيقة السفينة التي رست في طنجة

ص ص

أثار رسو سفينة شحن بميناء طنجة المتوسط، الجمعة الماضي، استياء المغاربة للاشتباه بنقلها أسلحة موجهة لإسرائيل، خصوصاً مع تكرار رسو سفن إسرائيلية في الميناء ذاته خلال فترات متفرقة منذ العام الماضي، قبل أن تنفي الشركة الدنماركية “ميرسك لاين” وجود أسلحة على متن سفينتها بالتزامن مع مغادرة هذه الأخيرة الميناء باتجاه سلطنة عمان.

وبدأ الجدل حول السفينة عندما صدرت تصريحات إسبانية، الخميس 7 نونبر 2024، تفيد بأن سفينتين تحمل إحداهما اسم “ميرسك دنفر” غادرت نيويورك بتاريخ 31 أكتوبر الماضي، بينما تحمل الثانية اسم “ميرسك سيلتار” والتي غادرت المدينة ذاتها الثلاثاء الماضي “لن تتوقفا في إسبانيا”، وهو ما جعل هيئات المجتمع المدني تتوقع تحويل مسارهما إلى مدينة طنجة، خاصة مع اقتراب إحداهما من مضيق جبل طارق في اليوم الموالي.

بي دي إس” تحذر

فور إعلان إسبانيا قرار منع السفينتين المذكورتين، أصدرت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بياناً تدعو فيه السلطات المغربية إلى أن “تحذو حذو نظيرتها الإسبانية التي منعت السفينتين من الرسو في موانئها”، ورفض استقبالهما في أي ميناء مغربي للاشتباه في “حملهما شحنة عسكرية غير قانونية إلى إسرائيل أثناء الإبادة الجماعية المستمرة والاحتلال غير القانوني”.

وقالت الحركة إن سفينة ميرسك دنفر، التي رست في طنجة مساء الجمعة، “تعدّ جزءاً من أسطول ميرسك الذي يحمل إمدادات عسكرية إلى إسرائيل”، مشيرة إلى أنه “يشتبه بشكل معقول في أنها تحمل حالياً شحنة عسكرية أمريكية غير قانونية متجهة إلى إسرائيل”.

ودعت إلى التحقيق الفوري في قضية السفينة وحمولتها الحالية “والكشف عن نتائج التحقيق علناً مع اتخاذ كافة التدابير المتاحة لضمان عدم وصول أي إمدادات عسكرية أو مواد ذات استخدام مزدوج إلى إسرائيل”، بينما طلب حزب العدالة والتنمية من السلطات تقديم التوضيحات اللازمة للرأي العام بخصوص الموضوع.

ميرسك” تنفي

بتاريخ السبت 9 نونبر 2024، أعلنت شركة “ميرسك لاين”، حسب التلفزيون الدنماركي، منع دخول سفينة ميرسك دينفر (MAERSK DENVER US) ميناء الجزيرة الخضراء “ألخيثيراس”، مع نفي وجود أسلحة أو ذخيرة على متنها، بحيث أن الشحنة حسب تعبيرها “تتوافق تماماً مع القوانين واللوائح والوطنية والدولية”.

وقالت الشركة “نؤكد تحويل مسار السفينة ‘ميرسك دنفر’ من الجزيرة الخضراء بإسبانيا إلى طنجة بالمغرب”، مشيرة إلى أنه “مع ذلك فإن الأساس الذي استند إليه قرار السلطات الإسبانية بمنع الوصول إلى ميناء الجزيرة الخضراء غير واضح بالنسبة لنا، لأن الشحنة تتوافق تماماً مع القوانين”.

لكن الشركة الدنماركية بدت، حسب صحيفة ميدل إيست آي، وكأنها تؤكد أن بعض الشحنات كانت متجهة إلى إسرائيل، متساءلة حول ما إذا كانت إسبانيا “قد وسعت حظرها على نوع الشحنات المتجهة إلى إسرائيل التي كانت تمنع وصولها إلى الموانئ الإسبانية”.

وقالت ميرسك في بلاغ حسب المصدر ذاته: “من فهمنا، يبدو أن إسبانيا قد غيرت معاييرها وفقا لتقديرها الخاص، وأصبحت الآن ترفض السفن التي تحمل أي شحنة عسكرية متجهة إلى أو من إسرائيل، رغم أن هذه الشحنات قانونية”.

وأشارت إلى أنه اتضح لها ذلك بعدما قامت بالتشاور مع السلطات الإسبانية “لفهم سبب رفض دخول شحنة لا تختلف عن الشحنات السابقة التي كانت تُنقل بشكل روتيني عبر هذا الميناء دون وقوع حوادث”.

إسبانيا تُحقّق

وأوضح التلفزيون الدنماركي أن السفينتين “مايرسك دينفر” و”مايرسك سالتاير”، التابعتين لشركة “ميرسك لاين”، كانتا قد طلبتا التوقف في الميناء في 8 و14 نونبر على التوالي، ولكن تم رفض طلباتهما من قبل السلطات الإسبانية.

وأعلنت وزارة الخارجية في مدريد أنها ستبدأ التحقيق فيما إذا كان هناك تواطؤ في الاشتباه بوجود أسلحة إسرائيلية على متن السفينة ذاتها التي رست في ميناء طنجة بنفس اليوم قبل مغادرتها إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان عن طريق رأس الرجاء الصالح.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية إنه “في حال تأكدت المعلومات فإن جميع الإجراءات اللازمة ستدخل حيز التنفيذ”.

هذا وكان النائب الإسباني إنريكي سانتياغو قد طالب المدعي العام، في وقت سابق، باتخاذ إجراءات لمنع دخول السفينتين، اللتين كان من المتوقع وصولهما إلى ميناء الجزيرة الخضراء في 9 و14 من الشهر الجاري، محذراً من أن دخولهما يشكل انتهاكاً للقانون الجنائي الإسباني.

تحقيق: ماسك أوف ميرسك (سقط قناع ميرسك)

إسبانيا اتخذت هذا القرار بحق السفينتين التابعتين لعملاق الشحن الدنماركي، بدعوة من داخل البرلمان الإسباني حيث طلب نواب مجموعة “سومار”، التي تضم إنريكي سانتياغو وتوني فاليرو وفليكس ألونسو كانتورني وتيش سيدى، من الحكومة والمدعي العام اتخاذ تدابير ضد السفينتين، مشيرين إلى أنً تحقيقاً أجرته منظمتا “بروغريسيف إنترناشيونال” و”حركة الشباب الفلسطيني” كشف عن تسجيل مئات الشحنات من الإمدادات العسكرية التي تم نقلها من الولايات المتحدة عبر ميناء الجزيرة الخضراء إلى إسرائيل.

التحقيق الذي صدر بتاريخ الإثنين 4 نونبر 2024، واطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، أشار إلى أنه في الفترة من شتنبر 2023 إلى شتنبر 2024، قامت الشركة بشحن ملايين الأرطال من المعدات العسكرية إلى الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة عبر أكثر من 2,000 شحنة، تضمنت هياكل ومحركات وأجزاء متخصصة لناقلات الجنود المدرعة والمركبات التكتيكية، فضلاً عن أجزاء للطائرات وأنظمة القذائف.

وقال باحثون في المنظمتين، اللتين نشرتا التحقيق في سياق تحرك “سقط قناع ميرسك” (Mask off maersk)، إن ما يقارب جميع الشحنات العسكرية التي تمت مراجعتها (2104 من أصل 2110) تم شحنها من ميناء إليزابيث في نيوجيرسي (USEBH)، بينما انطلقت البقية (6 من أصل 2110) من ميناء هيوستن، تكساس (USHOU)، خلال نفس الفترة الزمنية.

وأوضح التحقيق أنه رغم عدم ذكر الشحنات صراحةً أن الوجهة هي إسرائيل “إلا أن الوكيل المستلم مدرج كوزارة الدفاع الإسرائيلية، مما يُرجح بقوة أن الشحنات كانت تُرسل إلى إسرائيل لأغراض عسكرية”، مشيراً إلى أن جميع الشحنات عبرت من خلال ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا (ESALG)، “الذي يضم محطة مركزية لميرسك تديرها بالكامل شركة إيه بي مولر ميرسك، من خلال فرعها إيه بي إم تيرمينالز وبموجب عقد امتياز من سلطة ميناء الجزيرة الخضراء (APBA)”.

رسو سفن إسرائيلية بطنجة

عرف ميناء طنجة المتوسط هذه السنة رسو سفن إسرائيلية في فترات متفرقة، في ظل الحرب الإجرامية التي تشنها دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، بحيث كشف تقرير سابق لصحيفة “غلوبس” (Globes) الإسرائيلية عن وصول سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية “INS Komemiyut”، إلى طنجة للحصول على الإمدادات، أثناء إبحارها بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأكد التقرير أن سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية، “INS Komemiyut”، التي وصلت إلى إسرائيل في يونيو الماضي قادمة من الولايات المتحدة، وقفت في طنجة بعد الاتصال بالسلطات المغربية لتلقي الإمدادات، وفقا للمعلومات التي تلقتها “Globes” من مصادر مطلعة، ومدعومة من خلال سجلات السفينة على موقع “Vessel Finder”.

وأثناء توقف السفينة بميناء طنجة، على الطريق الطويل من باسكاجولا في المسيسيبي إلى القاعدة البحرية في حيفا، قام الطاقم بتخزين الوقود والطعام لبقية الرحلة إلى إسرائيل، والتي اكتملت يوم الأحد الماضي 16 يونيو 2024 .

وأوضح المصدر ذاته، أنه “تم نقل الإمدادات والمعدات على متن السفينة في طنجة، وفي هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها”.

وخلص التقرير إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها سفن حربية إسرائيلية في موانئ مغربية، حيث يشير إلى أن أول سفينة إنزال اشترتها إسرائيل، والتي وصلت إلى حيفا في شتنبر 2023، “آي إن إس نحشون” رست أيضا في طريقها بالمغرب.

دعوات للتحقيق في المغرب

تجددت الدعوات داخل المغرب، لإجراء تحقيق رسمي حول حقيقة السفينة التي رست في ميناء طنجة، والكشف عن نتائجه للرأي العام الوطني.

الدعوة أطلقها حزب العدالة والتنمية، في آخر بلاغ لأمانته العامة صدر الأحد 10 نونبر 2024، وحذر من مغبة استقبال سفن موجهة لإسرائيل ما يمكن أن يلحقه هذا القرار بسمعة البلاد.

ليست المرة الأولى التي يطالب فيها هذا الحزب وغيره وفاعلون مدنيون وسياسيون آخرون بالتحقيق، حيث سبق أن رفع هذا المطلب عندما نشرت وسائل إعلام أمريكية قبل أشهر خبر مرور سفينة محملة بالأسلحة لإسرائيل بالمغرب ورسوها في طنجة للتزود بالغذاء والوقود.

المطلب رفع للبرلمان كذلك، حيث وجه نواب سؤالا كتابيا رسميا إلى وزير الشؤون الخارجي ةوالتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلا أن الحكومة المغربية بكل مكوناتها، سواء وزارة الخارجية التي وجه إليها السؤال أو الناطق الرسمي باسم الحكومة والذي يساءل دائما حول هذه القضايا، لم تقدم أي جواب للرأي العام.