story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
صحة |

شفشاون.. 500 ألف نسمة دون طبيب تخدير منذ 5 سنوات

ص ص

يعاني سكان إقليم شفشاون من غياب طبيب التخدير والإنعاش، عن المستشفى الإقليمي محمد الخامس لأكثر من خمس سنوات، وهو ما يفاقم معاناة سكان الإقليم الذين يضطرون إلى نقل الحالات الحرجة في اتجاه مدن مجاورة من أجل تلقي العلاج.

“نصف مليون نسمة بدون طبيب تخدير بإقليم شفشاون منذ سنة 2020، وجراء ذلك، يضطر الذين هم بحاجة إلى التخدير لإجراء عملية كيفما كانت، للتنقل صوب مدن تطوان أو وزان أو طنجة”، هكذا بدأ الفاعل الجمعوي ياسر الحضري حديثه لصحيفة “صوت المغرب” مضيفا أنه “رغم استنكار الساكنة للأمر وتنظيم وقفات احتجاجية، إلا أن مطلب الساكنة لا زال لم يتحقق”.

ونبه الحضري إلى أن “الأطباء الذين يتم تعيينهم لا يلتحقون بمكان عملهم بسبب غياب المصحات الخاصة بالمدينة، والتي توفر لهم مدخلا آخر لجني الأرباح”، مشيرا إلى أن “المستشفى تحول إلى نقطة عبور نحو مدن أخرى في ظل غياب طبيب التخدير”.

وأبرز المتحدث ذاته أن “وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب وقف على معاناة السكان في زيارة للمدينة، ووعدهم بحل هذا المشكل”، مردفا بالقول: “إلا أن المشكل لم يتم حله وظلت الأمور كما هي عليه منذ سنوات”، مطالبا في نفس الوقت بتدخل المسؤولين وحل هذا المشكل حتى لا تتكرر المآسي الإنسانية التي يشهدها المستشفى بإقليم يعاني الهشاشة والفقر.

وكان النائب البرلماني عن دائرة شفشاون، عبد الرحيم بوعزة، قد طالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية في 9 من ماي 2022، باتخاذ التدابير الاستعجالية من أجل تمكين المستشفى الإقليمي بشفشاون من أطباء التخدير والإنعاش.

وقال النائب البرلماني عن حزب الجرار في سؤال كتابي حول هذا الموضوع، “إن المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، يعيش ولمدة ليست بالقصيرة، على إيقاع نزيف الأطر الطبية، بسبب مغادرة عدد كبير من الأطباء إلى مدن أخر، مما جعله يعاني من نقص حاد في الأطباء من شتى التخصّصات الأساسية، ودفع بوضعيته إلى التدهور أكثر في الآونة الأخيرة”.

وأضاف النائب البرلماني، أنه على إثر الحركة الوطنية الأخيرة للتعيينات والانتقالات الخاصة بالأطباء الاختصاصيين، طال إقليم شفشاون الحرمان من الظفر بالحصول على أطباء في تخصص التخدير والإنعاش، مما أوقع الساكنة في حرج استدامة معاناتها مع التنقل إلى مدن أخرى للعلاج، نتيجة غياب نظام المناوبة والحراسة خارج الأوقات الرسمية، الذي يستحيل في ظل تواجد طبيب متخصص واحد فقط داخل المستشفى الإقليمي”.

وبحسب بوعزة، فإن هذا الوضع يعتبر نوعا من التجاهل للحاجة الملحة في أطباء متخصصين في الإنعاش والتخدير، ونوعا من اللامبالاة تجاه رغبة الساكنة في تفعيل نظام المداومة والحراسة بهذا التخصص الحيوي في المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون. مضيفا أن الأمر مرتبط أشد الارتباط بتسريع جدولة العمليات الجراحية، وتقليص مدة انتظار المرضى، وكذا استمرار السير العادي في الحدود الدنيا للعمل بقسم الإنعاش.

واعتبر المتحدث، أن هذا الوضع يعاكس تطلعات ساكنة شفشاون إلى تمكين المستشفى الإقليمي محمد الخامس من ضمان الأمن الصحي على مستوى الإقليم، مع إعطاء هذا المستشفى المكانة اللائقة التي يشغلها كملاذ للمرضى بالإقليم، عبر عصرنته، وتعزيز عرضه العلاجي، وتوسيع حجم قدرته السريرية، وإدماج التكنولوجيا المتطورة في بنيته اللوجيستيكية، بما يمكنه من الاستجابة للاحتياجات الحالية والمستقبلية للإقليم وفق المعايير الدولية المعمول بها.

*عبيد الهراس