story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

سعيد الكملي.. “الشيخ الذي جمع الشباب والشيب في المجالس”

ص ص

يتكلم في المجالس بلسان عربي فصيح فيصغي إليه الناس في المغرب وفي المشرق، هو الشيخ والمحدث والداعية المغربي سعيد الكملي الذي استطاع أن يجمع حوله الشباب والشيب في حلقات درسه وخطبه، وانتقل صيته من المنابر إلى العوالم الرقمية إذ تحظى مقاطعه بمشاهدات عالية.

رجوع إلى بدايات الشيخ

خاض سعيد الكملي رحلة علم بدأها من المغرب وانتهت بالمشرق نهل فيها من المعارف والعلوم الدينية قبل أن يعود إلى كراسي الجامعات ليتقاسم مع الطلبة ما جاد الله عليه به من علم.

من إحدى إقواله الشهيرة:

الخلق بلا علم لا يضر صاحبه والعلم بلا خلق يضر صاحبه ويضر الناس 

كانت البداية حينما حفظ القرآن وهو طفل في سن صغيرة، ليتعمق فيما بعد في علومه، لسعيد الكملي مسار دراسي وأكاديمي حافل إذ تلقى تعليمه الثانوي والإعدادي بكل من ثانويتي دار السلام ومولاي يوسف بالرباط ، ثم حصل على شهادة الماستر في تسيير وإدارة المقاولات السياحية من المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة.

والتحق بعدها بجامعة محمد الخامس بالرباط، فحصل على شهادة العالمية. ثم حصل على شهادة الماستر، برسالة مطبوعة بعنوان “الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية”، و نال شهادة الدكتوراه برسالة تحمل عنوان “الاجتهاد والمعاصر المشكلات الإنسانية، بحضور العلامة المغربية فاروق حمادة.

رحلات الشيخ

ورحل سعيد الكملي إلى بلدان عدة بحثا عن العلم، إذ بدأها من مدينة مراكش إذ حرص على مدار ست سنوات على الذهاب كل أسبوع لمدينة مراكش عند الشيخ المقرىء عبد الرحيم نبولسي حتى أجازه في القراءات العشر، وحفظ كذلك العديد من المتون في النحو والصرف والبلاغة والفقه والحديث والقراءات والمنطق والأدب.

وتتلمذ الشيخ على أيدي ثلة من العلماء في المغرب كما في المشرق، منهم الأستاذ العلامة الدكتور فاروق حمادة والأستاذ الدكتور الأديب الفقيه محمد الروكي، والشيخ الأديب الشاعر مصطفى النجار، وأجازه المحدث الشيخ محمد الأمين بوخبزة الحسني في الكتب الستة وفي سائر مرويات شيخه أحمد بن الصديق الغماري.

وبعد المغرب كانت للشيخ رحلات أخرى عند علماء شنقيط بموريتانيا، والتقى هناك بالشيخ محمد سالم ولد عبد الودود والشيخ أحمد ولد المرابط، وتتلمذ على يد الشيخ محمد الحسن الددو الذي أجازه في الموطأ، وأجازه أيضا في الكتب الستة وألفية العراقي ونظم الفصيح وغيرها من المرويات.

من موريتانيا تجه الكملي إلى أرض الأزهر، فالتقى بعدد من علماء الأزهر الشريف وحضر بعض دروسهم، ثم سافر إلى بلاد الحرمين والتقى هناك بطائفة من العلماء منهم الشيخ عطية سالم والشيخ عبد المحسن العباد و الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي.

كرسي “الإمام مالك”

وبعد أن اشتد عوده في الفقه وعلوم الدين عاد سعيد الكملي إلى المغرب إذ اشتغل بالتدريس في جامعة محمد الخامس بالرباط، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الدراسات الإسلامية، وكانت دروسه في الفقه والحديث والمواريث والنحو والأصول والأدب.

ويشرف الشيخ إضاف إلى ذلك على كرسي الإمام مالك بمسجد السنة بالرباط يشرح فيه موطأ الإمام مالك يوم الجمعة من كل أسبوع بين العشاءين، ويلقي أيضا خطبة الجمعة بمسجد المسيرة الخضراء بحي يعقوب المنصور بالرباط.

وله في مجاله مؤلفات عدة من ضمنها “كتاب الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية”و”كتاب جني الثمرات من نظم الورقات” وكتاب “النقد والتعليل لبناء الأحكام على ما أصل في البيان والتحصيل” وكلها مؤلفات مطبوعة.

“عقيدة اللين”

وحينما يلقي سعيد الكملي خطبه من على المنابر، يلتف حوله الناس شبابا وشيبا يصغون إلى كلامه بإمعان وهو يحكي لهم عن أمور الدين والدنيا مستحضرا أحاديث نبوية حينا وقصص الأولين حينا آخر ومختارات من عيون الشعر والأدب.

يقول محبوه إنهم يصغون إليه لأنه “لين غير شديد” ولأنه “شيخ حباه الله علما وقبولا ولغة وفصاحة يصوغ بها أصعب المعاني ويحكيها بسيطة رقيقة لا تخلو من الأعماق”.

وهو الذي قال في إحدى المناسبات:

“الحكمة هي وضع الشيء في موضعه.. وضع الشدة في موضعها ووضع اللين في موضعه.”

وانتقلت “شهرة” الشيخ سعيد الكملي من الواقع إلى المواقع إذ تحظى مقاطعه التي تنقل خطبه ومحاضراته بنسب مشاهدات ومتابة مرتفعة عبر مختلف المنصات.