story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

سطوة الميرينغي

ص ص

الطريقة التي شاهدنا بها نادي ريال مدريد وهو يجهز على خصمه أتالانتا بيرغامو الإيطالي ليلة أمس بمناسبة مباراة كأس السوبر الأوربي، تشير إلى أن النادي الملكي الإسباني لازال على نفس منوال الموسم الماضي رغم التغييرات التي حدثت باعتزال “عقل” الفريق، الألماني توني كروس وأيضا ذهاب عميده السابق ناتشو فيرنانديز.

نفس النهج الذي عرفنا به ريال مدريد لازال لاعبوه يسيرون عليه، أي ترك الخصم يأخذ بزمام المباراة في الشوط الأول ليبدد لاعبوه مخزونهم البدني، ثم الإنقضاض عليهم في الجولة الثانية بطريقة ضاغطة، وبالهجمات المتتالية والمتنوعة وحسم المباراة بفرض شخصية البطل التي يتوفرون عليها.

كيليان مبابي الذي قضى سبع سنوات في نادي باري سان جيرمان وهو يحلم بلقب أوربي بدون جدوى، كان على موعد مع أول مباراة له مع ريال مدريد.. سجل فيها أول أهدافه، وفاز بلقبه الأول أيضا، ذلك ما يفسر تفضيل كثير من النجوم الإنضمام ل”الميرينݣي” ولو مجانا، فمعه تصبح الألقاب في المتناول وفي أسرع مدة بعد الإنضمام، وقد يملأ أي لاعب رصيده الشخصي بالجوائز إذا استمر طويلا في حمل القميص الأبيض.

ريال مدريد له خاصية قلما تتوفر في باقي أندية العالم، وهو عدم سقوط مدربيه ولاعبيه في فخ الإشباع من الألقاب ومسألة غياب الحافز ، حيث أنه ومنذ سنوات يبدأ كل موسم بنفَس وطموح جديد وكأنه ليس الفريق الذي فاز لتوه بثلاث أو أربع ألقاب الموسم الماضي، وهي خاصية زرعها المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي في النادي، بالإضافة إلى الكاريزما التي يتوفر عليها والتي تنعكس على طريقة تحفيزه للاعبين النجوم واحترامهم له.

ما نشاهده من بطولات وكؤوس وألقاب لازال يحصدها النادي الملكي، هي النتيجة الحتمية لاستراتيجية طويلة الأمد بدأت مع الرئيس الداهية فلورينتينو بيريز، الذي نقل تجارب حياته المبهرة كرجل أعمال ومستثمر ناجح إلى نادي ريال مدريد وحوله إلى نموذج يحتذى به لمؤسسة رياضية ومالية تراكم الألقاب تلو الأخرى وتتضاعف مداخيلها وميزانيتها كل سنة وتعرف استقرارا على جميع المستويات.

ريال مدريد من خلال ما نشاهده من نجاح مؤسسته المالية والتقنية، يبدو أن سيطرته لسنوات كثيرة قادمة على الكؤوس والألقاب، صار أمرا لا نقاش فيه.