story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

رمضان مغاربة غزة بطعم “الجوع والانتظار”

ص ص

”لم تعد المعاناة تختزل ما نعيشه” هكذا يعبر فلسطيني من أصل مغربي عالق في مدينة رفح، بعد أن أتى إليها منذ أزيد من شهر حالما بالعبور صوب مصر، لكن ذلك لم يتحقق بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على المنطقة وتعثر عمليات الإجلاء.

بطعم الجوع والانتظار

ويحكي في حديث لـ”صوت المغرب” عن رمضان هذا العام قائلا إنه “لا كلام يمكن أن يصف حجم هذه المعاناة التي نعيشها” وتابع “أن شهر رمضان شهر عظيم عند الله ولكنه في الحقيقة يحل علينا في ظروف كارثية، بالكاد نجد ما نسد به رمقنا ورمق أطفالنا”.

ونقل المتحدث ذاته في حديثه مشاهد من “المأساة” قائلا إنه “يبيت في العراء منذ أكثر من شهرين متنقلا في مدينة رفح”، مؤكدا “ أن عائلته مهددة بالجوع بعدما نفذ منهم ما ادخروه من مال يسير وهم الآن يعيشون نقصا حادا في التغذية”.

وتابع متأسفا “لا أفهم لماذا لم يتم إجلاؤنا بعد ونحن نتوفر على كل الشروط اللازمة” مشيرا إلى أن أسماء عائلته كانت قد صدرت في الكشوفات التي تمكن السلطات المصرية الوصية على المعبر بالسماح لهم بالعبور.

وأكد أنه “لم يعد أحد من السلطات المغربية بسفارة المملكة في القاهرة يتواصل معهم” مضيفا أنه وإلى جانب المغاربة الآخرين العالقين “يشعرون أنه قد تم التخلي عنهم وتركهم وحيدين في مواجهة مصائرهم”.

وطالب المصدر ذاته “السلطات المغربية المعنية بالتحرك العاجل من أجل إنقاذ أرواحهم قبل فوات الأوان” وذلك لأن المنطقة مهددة باجتياح بري من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

“العابرون ليسوا أوفر حظا

وتحدثت “صوت المغرب” مع فلسطيني من أصل مغربية كان قد تمكن من الخروج من القطاع ضمن الدفعات الأولى، إلا أنه “علق في وضعية إقامة غير قانونية بمصر إذ أن السلطات لم تصدر تأشيرات لأفراد عائلته من أجل التمكن من السفر”.

ويقول “إن رمضانهم هذا العام يمر بطعم المأساة والخذلان” ويضيف “لقد تمكنا من النجاة من القصف والموت نعم.. لكننا نعيش موتا متكررا بشكل يومي لا نحن مقيمون ولا نحن عابرون”.

ويتابع في حديثه عن المعاناة التي تعيشها العائلات المغربية الموجودة بمصر بعد خروجها من القطاع قائلا “إنه ليس هناك حتى اللحظة أي استجابة من طرف السفارة معنا” مؤكدا “أنه مغربي وزوجته كذلك وأحفادهم أيضا فلماذا لا يمنحوننا تأشيرات العودة إلى بلدنا”.

وتابع إلى أن “كثيرا من العائلات لديها منازل في بلدها المغرب لكنها مضطرة إلى الكراء بأثمنة خيالية، إلى جانب أنها لن تتمكن لا من تدريس أطفالها ولا حتى من الاستشفاء بالمستشفيات الحكومية لأنه لا إقامة قانونية لهم حتى اللحظة”.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه وتبعا لهذه الأوضاع “فإن العديد من العائلات المغربية اضطرت إلى أن تتكدس في بيت واحد من أجل تخفيف الأعباء المادية” مجددا رفع مطالبه إلى السلطات المعنية لتسوية وضعيتهم وإصدار تأشيرات تسمح لهم بالعودة إلى المغرب.

آخر حديث رسمي

وكان أول حديث رسمي للمغاربة العالقين بالقطاع قد كان منتصف شهر فبراير المنصرم، إذ لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحدثت الخارجية المغربية بشكل رسمي عن مغاربة القطاع المحاصر، معلنة عن تفاصيل عمليات الإجلاء.

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن إجلاء 289 شخصا من المغاربة العالقين بقطاع غزة المحاصر وذلك على أربع دفعات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدة عدم تسجيل أية حالة وفاة في صفوف حاملي الجنسيات المغربية.

وأفادت الوزارة أنها تتابع عن كثب وضعية أفراد الجالية المغربية المقيمة بفلسطين منذ الهجوم على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، وبالخصوص، حالة المواطنين المغاربة العالقين بغزة.

وتابعت في بلاغ لها، أنه في ظل الوضع الراهن، “تقوم سفارة المملكة المغربية برام الله بتتبع حالة المواطنين المقيمين بغزة، ومواكبة الراغبين منهم في مغادرة القطاع عن طريق معبر رفح باتجاه الأراضي المصرية، كباقي المواطنين الأجانب العالقين هناك”.

وأضافت أنه تم إلى حدود الساعة، تسهيل إجلاء أفراد الجالية المغربية المقيمين بغزة بالتنسيق مع سفارتي المملكة المغربية بكل من رام الله والقاهرة، وذلك بعد موافقة السلطات المصرية والإسرائيلية لتسهيل عملية مغادرة القطاع-في إطار هذه العملية- لعدد إجمالي بلغ 289 شخصا تم التأكد من هويتهم.

وأوضحت أن عملية الإجلاء هذه تمت عبر تنظيم خروج المواطنين المغاربة بغزة على أربع دفعات ابتداء من شهر نونبر الماضي وآخرها تم يوم 30 يناير 2024.

وبعد مرور شهر على هذا البلاغ، ماتزال دفعة هي الخامسة من المغاربة العالقين بمدينة رفح، تواصل رفع أصوات معاناتها أملا في الاستجابة لمطالب إجلائها.