story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

رغم أزمة الماء.. المغرب ما يزال يصدر مياهه عبر الأفوكادو

ص ص

على الرغم من وضع الإجهاد المائي الذي يعيشه، صدر المغرب ما مجموعه 45 ألف طن من فاطهة الأفوكادو إلى الأسواق الخارجية برسم الموسم الفلاحي الحالي 2023-2024 حسب منصة “فريش بلازا” نقلا عن رئيس جمعية الأفوكادو المغربية عبد الله اليملاحي.

ووفق ذات المصدر فإن هذا الرقم يشكل 70 بالمائة من الهدف الذي تم وضعه من قبل الجمعية والمحدد في 60 ألف طن، وفي هذا السياق يشير اليملاحي إلى أن هذا الهدف يمثل رقما قياسيا جديدا لحجم التصدير على بعد شهرين من انتهاء موسم الجني، مضيفا أنه “لذلك نبذل جهودا كبيرة لتحقيقه هذا الموسم”.

إجراء غير كافي

وأمام استمرار استنزاف هذه الزراعة لإمكانيات المائية للمغرب في ظل موجة الجفاف القياسية التي يشهدها المغرب، اتجهت الحكومة إلى وقف الدعم المخصص لمشاريع الري الموضعي لهذه الزراعة.

إجراء اعتبره البعض غير كاف أمام الاستنزاف المائي الكبير الذي تتسبب فيه هذه الزراعة، حيث تقدِرُ معطيات أن كيلوغرام واحد من الأفوكادو يتطلب إجمالا طن من الماء.

وكانت النائبة البرلمانية عن حزب فدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التانمي، قد أشارت إلى أن “تقرير المجلس الأخير تطرق لعدم نجاعة المخططات المتعلقة بالماء، مؤكدة على الحاجة الملحة للقطع مع الزراعات المستنزفة للماء”.

وأضافت النائبة خلال مناقشة التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات أن “الحكومة تقول إنها رفعت الدعم عن زراعة فاكهة “الأفوكادو” في الوقت الذي يجب فيه أن تحد من هذه الزراعة”.

من جانبه أكد الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أن ولوج هذه الزراعة بالذات يتطلب رؤوس أموال كبيرة وبالتالي سحب الدعم عن ري هذه الفاكهة لن يؤثر على الشركات الكبرى التي تختار هذه الزراعة بالنظر إلى العائد المادي الذي توفره في حالة توجيهها إلى التصدير.

وفي ذات السياق وحسب منصة “فريش بلازا”، يرى رئيس جمعية الأفوكادو المغربية عبد الله اليملاحي أن القيود الحكومية على زراعة الأفوكادو لن تتجاوز هذا التدبير دعم مرافق ري أشجار الأفوكادو، مشيرا في الآن ذاته إلى أن “مناطق الشمال، حيث يتمركز معظم الإنتاج، تتمتع بهطول مطر جيد واحتياطيات مائية جوفية هائلة.”

زراعات دون أخرى

وحول أسباب عدم توجه الحكومة إلى إيقاف زراعة فاكهة “الأفوكادو”، كما هو الشأن بالنسبة لفاكهة البطيخ، يرى الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أنه من المرجح أن يكون الأمر راجعا إلى مشاريع تحلية مياه البحر والأوراش الملكية التي سترى النور في السنوات القليلة القادمة.

وفي هذا السياق أوضح أوحتيتا أن استهلاك فاكهة الأفوكادو للماء بكميات كبيرة يبدأ بعد 4 سنوات من زرعها، على عكس فاكهة البطيخ التي يمتد موسمها لمدة 4 أشهر يستمر استهلاك الماء خلال تلك الفترة بأكملها، مشيرا إلى أنه في غضون السنوات القادمة ستكون هناك مشاريع ووحدات تحلية مياه البحر التي من الممكن أن تحد من استنزاف هذه الزراعات للمياه الجوفية.

وبالتالي يرى الخبير أن إجراءات تقييد الزراعة لم تطل فاكهة الأفوكادو بهدف عدم منع المزارعين من زراعتها في هذه الفترة على أن يبدأ جنيها واستهلاكها للماء بكميات مهمة في الأربع سنوات المقبلة، بعد أن يتم تفعيل برامج تحلية المياه.