story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

دور محللي الفيديو

ص ص

في عالم كرة القدم المعاصرة صارت جل الأندية الكبيرة والمنتخبات تعتمد على تحليل الأداء عبر تقنيات الفيديو كجزء أساسي داخل عمل الأطقم التقنية، وأصبح التوفر على أطر كفأة في إجادة الإحصائيات الكروية يكتسب ميزة كبيرة في بيئة تنافسية شرسة.

ومع تزايد عدد هؤلاء يوما عن يوم، تحول الحديث من السؤال عن وجودهم داخل طاقم تقني لناد أو منتخب ما، إلى السؤال عن درجة كفاءتهم وتجربتهم، وأيضا دورهم في مساعدة المدرب على اختياراته البشرية والتكتيكية.. بل يذهب الكثير من الخبراء اليوم إلى أن محلل الأداء عبر تقنية الفيديو هو أهم الأشخاص الذين لهم القدرة على مساعدة الفريق في جلب النتائج الإيجابية والألقاب.

في الطاقم التقني للمنتخب الأرجنتيني الفائز أمس بكوبا أمريكا، هناك شخص رفقة طاقم المدرب سكالوني يدعى ماتياس مانا، مهمته محلل أداء عبر تقنية الفيديو، خاض 4 نسخ كأس عالم، مع التشيلي في نسختي 2010 و 2014 ثم عمل مع المنتخب الأرجنتيني بقيادة سامباولي في مونديال روسيا 2018، و ٱخرها التتويج في مونديال قطر 2022 .

يؤمن مانا، أن وصف مهنة محلل الفيديو “مهنة مستقلة”، عبارة عن هُراء، فإذا اقتصرت وظيفة المحلل، على تجزئة مراحل اللعب للمدرب، فلن يتمكن من مساعدة الفريق بشكل صحيح، ولا تطوير اللاعبين من الناحية التقنية، بل يعتقد ماتياس بضرورة إتقان المحلل لكل وظائف المدرب، فيكون دوره شموليًا وبارزًا مع الفريق، ويقول: “المحلل هو مدرب، فنحن ننظر إلى مجموعة المدربين في الفريق الواحد وليس مجرد مدرب، التحليل ليس مجالا تقنيا، وليس برنامجا، وليس تصويرا، إنه مشكلة أخرى أكثر منهجية. لا أحب كلمة “محلل فيديو”؛ هل عالم النفس محلل دفاتر لأنه يكتب في دفتر ملاحظات؟”.

يقول مانا عن “رئيسه” سكالوني، إنّه رجل صاحب طاقة إيجابيّة، و”شعرت أنّه يمضي قدمًا من اللحظة الأولى، ولديه تحضير رائع للمباريات، رفقة حدس متميز واستثنائي”.. ،ويؤكد بأن سكالوني “يؤمن بضرورة التركيز على لاعبي فريقنا أكثر من الإفراط في تحليل الخصوم”.

في حين أنّ سكالوني اعترف بدور مانا في الفوز بكأس العالم الأخيرة بقطر ، عندما قال: “لقد أعطاني ماتياس كل شيء بالتفصيل، عن خصومنا، يا له من شاب”.

في حوار سابق تحدث ماتياس مانا عن أعظم قرار مهني اتخذه في مسيرته التي بدأت قبل أزيد من 15 سنة.. يقول مانا “كان مخططا لأن نواجه فرنسا في نهائي مونديال قطر بخمسة لاعبين في خط الدفاع لأن دي ماريا كان عائدا من إصابة وبعد التدقيق في ثلاث حالات قام بها اللاعب المغربي سفيان بوفال في مباراة نصف النهاية ضد كوندي، طلبت الإجتماع بسكالوني والطاقم وقلت بأنه يجب أن يلعب دي ماريا في ذلك المكان وأن يواجه كوندي وكان ذلك أهم قرار اتخذه في مسيرتي”.

حالة ماتياس مانا وآخرون على شاكلته، تؤكد أن كرة القدم اليوم دخلت فيها التكنولوجيا “طولا وعرضا”، وأن معايير التفوق التكتيكي مستقبلا سيخرج من يد المدرب الذي لا يستعين ب”شياطين” الفيديو إلى جواره، والقادرين على إعطائه الوصفة السحرية المستخرجة من الأرقام والإحصائيات سواء المتعلقة بلاعبي النادي أو المنتخب نفسه، أو التي تتعلق بلاعبي الخصوم وطريقة لعبهم.