خطة جديدة لتحويل نفايات الدار البيضاء-سطات إلى موارد مالية ضخمة

علمت صحيفة “صوت المغرب” أن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة تدرس، بالتعاون مع جهة الدار البيضاء-سطات، إعداد مخطط إقليمي شامل لإدارة النفايات الصناعية والطبية والصيدلانية غير الخطرة على مستوى الجهة.
وتركز دراسة المخطط الإقليمي لإدارة النفايات غير الخطرة بجهة الدار البيضاء-سطات، تتوفر “صوت المغرب” على نسخة منها، على تقييم مدى إمكانية استغلال هذه النفايات والاستفادة منها عبر مسارات التثمين المختلفة، أو تحديد الأنسب لتوجيهها نحو المطرح.
وتبرز المعطيات المتوفرة حول تقديرات حجم هذه النفايات، تصاعدا مستمرا في كمياتها المتوقعة خلال السنوات القادمة، مما يؤكد الحاجة الملحة لوضع استراتيجيات فعالة لإدارتها.
إلى جانب ذلك، تشير التوقعات إلى استمرار المنحنى التصاعدي لمعظم أصناف النفايات، بحيث من المتوقع أن تصل نفايات مجازر اللحوم إلى 15.30 ألف طن بحلول عام 2028، بينما يُتوقع أن تصل النفايات الهامدة إلى كمية ضخمة تبلغ 7903.97 ألف طن في نفس العام.
وتكشف المعطيات الجديدة المتعلقة بالدراسة، عن تنامٍ ملحوظ ومستمر في كميات هذه النفايات المتوقعة حتى عام 2028.
وحسبما أفادت به مصادر لصحيفة “صوت المغرب”، فإن هذه الأرقام “تؤكد الحاجة الملحة للاستثمار في مسارات التثمين بدلا من التوجه نحو المطرح”.
وتشير التقديرات إلى أن كميات نفايات مجازر اللحوم (غير الخطرة) ارتفعت من 13.53 ألف طن في عام 2018 إلى 14.23 ألف طن في عام 2023، مع توقع وصولها إلى 15.30 ألف طن بحلول 2028.
وبالمثل، زادت نفايات مجازر اللحوم البيضاء، من 10.52 ألف طن في 2018 إلى 11.05 ألف طن في 2023، مع توقع وصولها إلى 11.88 ألف طن في 2028.
كما تشهد نفايات الأسواق ارتفاعا ملحوظا، حيث يُتوقع أن تصل نفايات سوق الخضر والفواكه بالجملة إلى 14.88 ألف طن في 2028، بعد أن كانت 12.78 ألف طن في 2018.
أما نفايات سوق السمك بالجملة، فمن المتوقع أن تبلغ 5.03 ألف طن في 2028، بعدما كان حجمها يصل إلى 4.32 ألف طن في 2018، بينما يُتوقع أن تصل نفايات سوق الدواجن بالجملة إلى 2.55 ألف طن في 2028، بعدما كانت تقدر سنة 2018 بـ 2.19 ألف طن.
وحسب ذات المصادر فإن المثير في هذه التوقعات هو الحجم الهائل المتوقع للنفايات الهامدة، “التي من المنتظر أن تبلغ حوالي 7903.97 ألف طن في عام 2028”.
وفي هذا الإطار، تسعى وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إلى تثمين هذه النفايات، “محولة إياها من عبء بيئي إلى موارد اقتصادية ذات قيمة سوقية”.
فعلى سبيل المثال، ستتم معالجة نفايات مجازر اللحوم (الحمراء والبيضاء) عبر تقنية الميثان لإنتاج الغاز الحيوي والسماد، حيث يُستخدم الغاز الحيوي كوقود بديل مكافئ للفحم المعدني، بقيمة تتراوح بين 1000 و1500 درهم للطن تقريبا، بينما يُقدر سعر السماد الناتج بحوالي 300 إلى 500 درهم للطن.
وفيما يتعلق بتثمين نفايات سوق الجملة للدواجن والخضر والفواكه، فإن التقنية تعتمد على التسميد المشترك مع نفايات أخرى لإنتاج سماد عضوي، بقيمة سوقية تتراوح بين 300 و 500 درهم للطن كسماد.
أما بالنسبة لتثمين نفايات سوق السمك بالجملة، فيتم استخدام هذه النفايات كمادة أولية لإنتاج دقيق وزيت السمك، حيث يقدر سعر طن دقيق السمك بحوالي 10,000 درهم، وزيت السمك بحوالي 5,000 درهم للطن.