story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

حمودي: طوفان الأقصى أسقط اتفاقات العقود الماضية والبديل مفتوح على كل الاحتمالات

ص ص

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس إسماعيل حمودي، إن أحداث السابع من أكتوبر 2023 مثّلت لحظة فارقة أدت إلى إسقاط كافة الاتفاقات التي أبرمت خلال العقود الثلاثة الماضية، بدءاً من اتفاق أوسلو وحتى صفقة القرن، وفتحت الباب أمام مستقبل مليء بالاحتمالات الغامضة.

وأوضح حمودي، في ندوة حول مسارات القضية الفلسطينية ما بعد طوفان الأقصى والدور المطلوب، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح السبت 08 فبراير 2025 بالرباط، أن هذا التحول يأتي في سياق نظام دولي أحادي القطب بدأ يتشكل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث انفردت الولايات المتحدة بالقيادة العالمية ودفعت نحو العولمة وتحرير الأسواق، مع إعادة تعريف دور الدول والمؤسسات من خلال القوة الناعمة.

وأضاف المتحدث ذاته، أن الولايات المتحدة حاولت دمج روسيا والصين في الإطار الليبرالي العالمي عبر آليات مثل الشراكة مع الناتو، ومنظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين، إلا أن هذه المحاولات اصطدمت منذ عام 2000 بتطورات دفعت روسيا والصين إلى بناء نظام دولي بديل، من خلال مبادرات مثل تكتل “بريكس”، مشروع “الحزام والطريق”، والمشروع الأوراسي، مبينا أن هذه التحولات ظهرت معالمها في التدخل الروسي في القرم سنة 2014، والحرب في أوكرانيا سنة 2022.

وأشار حمودي إلى أن المنطقة العربية، في هذا السياق، كانت ساحة لديناميات متناقضة، حيث شهدت من جهة تفكيكاً واسعاً نتيجة الحرب على العراق وانهيار التوازنات الإقليمية، ومن جهة أخرى محاولات تسوية سياسية مثل اتفاق أوسلو، مؤكدا أن انتفاضة الأقصى عام 2000، واحتلال أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، فضحت النوايا الأمريكية والصهيونية، وأظهرت أن هذه الاتفاقات كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن وصول المحافظين الجدد إلى الحكم في الولايات المتحدة عام 2000 عزّز هذا المسار، من خلال مشاريع مثل “الشرق الأوسط الكبير”، الذي ركز على دمج إسرائيل في المنطقة تحت شعارات كالديمقراطية وحقوق الإنسان، مستدركا بالقول “ومع ذلك، توقفت هذه المشاريع بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، التي أثارت جدلاً حول ما إذا كانت جزءاً من الديناميات الغربية أو تعبيراً عن تحولات مستقلة في المنطقة”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الفترة أفرزت توازنات جديدة، تمثلت في انتصار قوى الثورة المضادة التي قادتها دول خليجية بدعم إسرائيلي، وصعود إيران كقوة إقليمية مؤثرة، في مقابل تراجع القوى الديمقراطية والإسلامية، مشيرا إلى أن أمريكا عززت خلال هذه الفترة هيمنة إسرائيل إقليمياً عبر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإطلاق صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.

ولفت حمودي إلى أن إعلان مشروع “الممر الهندي الإسرائيلي” عام 2023، الذي يهدف إلى تطويق العالم العربي وإضعاف تركيا ومصر، عزز التقارب بين السعودية وتركيا وإيران، وفي المقابل، حاولت إسرائيل الدفع نحو توسيع التطبيع مع السعودية، وتصعيد المواجهة مع إيران، وتهميش القضية الفلسطينية.

وتابع المتحدث أن أحداث السابع من أكتوبر فجّرت الوضع في المنطقة وكشفت هشاشة التوازنات الإقليمية، لافتاً إلى أن هذه اللحظة المرجعية قد تعيد تشكيل النظام الدولي، الذي بدأ يتحول نحو التعددية القطبية.

وعلى المستوى الدولي، أوضح حمودي أن الأحداث أبرزت ضعف الولايات المتحدة كقوة قيادية، ما قد يعزز النفوذ الصيني والروسي، مبرزا أن التطورات الإقليمية تنبئ باحتمال نشوء تكتل عربي-تركي-إيراني جديد يتجاوز الانقسامات السابقة.

أما فلسطينياً، فرأى حمودي أن المقاومة قد تتجه نحو تعزيز الخيار السياسي على حساب الخيار المسلح، لتحصين خيارها المقاوم في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن هذه الأحداث قد تكون نقطة تحول نحو توازنات جديدة في المنطقة، مع احتمالات أقوى لدعم القضية الفلسطينية وإعادة توجيه البوصلة نحو التحرير الشامل.