story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

حكاية لطيفة دبشي.. نخلة من واحة فكيك

ص ص

رسمت نساء فكيك خلال انتفاضهن ضد قرار خوصصة الماء، مشاهد ملحمية وهن يرفلن في “الحايك الأبيض” إحدى هؤلاء النساء البارزات بهذا الحراك هي لطيفة دبشي، المرأة التي تقول إنها “متشبثة بالأرض إلى أقصى الحدود”، آثارت البقاء “مرابطة” في الواحة حينما تعددت أمامها الفرص.

حكاية “نخلة”

تحكي لطيفة دبشي في حديث لها مع “صوت المغرب” عن ارتباطها بهذه الواحة قائلة “إني من هذه الأرض.. أبا عن جد ومتشبثة بها إلى أقصى حد” تتابع وهي خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة أنه “كانت أمامها فرص عدة للخروج من فكيك لكنها اختارت البقاء بها وفاء للأصل وللجذور”.

تخرج مع نساء المنطقة وهي مدرسة للأجيال، في كل احتجاج لهن عن حقهن في الماء، تعلمت لطيفة الدفاع عن القضايا العادلة حينما كانت طفلة، وهي التي فتحت أعينها على أب قارئ ومنزل لا تفارقه أخبار العالم.

تقول إن “عبارات من قبيل هنا لندن.. أو صوت أمريكا كانت مألوفة في بيتنا” مضيفة أنها ومنذ الطفولة “كانت تتابع ما يحدث في العالم العربي والعالم أجمع” وترجع هذا “الوعي بالقضايا المجتمعية الذي هي عليه اليوم إلى ذلك”.

تقول في هذا الصدد “إن كل تلك الأحداث جعلتني تواقة للحرية والتجديد والتنمية والتغيير” وذلك رفع حساسيتها تجاه القضايا المحيطة بها، خاصة تلك المتعلقة بالواحة التي تنتمي إليها.

وتترجم لطيفة دبشي تعلقها بهذه الأرض من خلال ما تقدمه لها من موقعها الخاص، إذ اشتغلت في بداياتها الأولى تعلم النساء في محو الأمية ثم انخرطت في العمل الجمعوي والسياسي، لتغدو بعدها أستاذة لأطفال المدينة بإحدى مدارسها.

قضايا حارقة

وفي خضم حديثها عن المسار الذي اختارته، تقول لطيفة إنه يحز في نفسها أن ترى “خيرة أبناء الواحة يرحلون تباعا ويهاجرون بحثا عن سبل عيش أفضل”.

وتحدثت لطيفة عما تقول إنه تهميش يطال أهل الواحة خاصة فيما يتعلق بالجانب الصحي، وقالت في هذا السياق إن “المدينة لا تتوفر على مستشفى، يوجد عندنا فقط مستوصف أو اثنين يتناوب عنهما مجموعة من الأطباء بين الغياب والحضور”.

وتؤكد أن أهل المنطقة يضطرون إلى التنقل من أجل التطبيب إلى مدن أخرى، وهو الأمر الذي تقول إنه “سبب مباشر يقود رجال ونساء المنطقة إلى الهجرة في بحثهم عن ظروف عيش جيدة” وتضيف بمرارة “إن الهجرة جعلت المدينة مفرغة من خيرة أهلها وهو ما يحز في قلبي كثيرا”.

نساء الواحة والنضال

وفي حديثها عن “نضال” نساء فكيك الذي يخضنه منذ أشهر ضد قرار خوصصة مياه الواحة تقول لطيفة إن “نضال نساء فيكيك ليس وليد اللحظة.

وعادت بنا لطيفة إلى حقبة الاستعمار وحكت لنا قصص النساء اللواتي كن يخاطرن بحياتهن في سبيل إمداد المقاومين بكفاف أيام طوال.

وتابعت “لقد كانت نساء الواحة يحملن على ظهورهن ما جادت به منازلهن البسيطة، إلى المقاومين في التخوم والجبال، يفعلن ذلك وهن لا يأبهن بالأخطار المحدقة بحياتهن على يد المستعمر”.

وتؤكد لطيفة دبشي أن المرأة الفكيكية كانت دائما طاغية الحضور و”إحساسهن بالظلم الذي يطال الواحة كان متقدا على الدوام”.

وروت لنا بعضا من هذه المحطات قائلة إنه “قد كانت هناك في وقت سابق تلى أيام الاستقلال، مظاهرات خاضها شباب المدينة ضد الأوضاع التي يعيشونها، وقامت السلطات باعتقالهم، فذهبت كل نساء الواحة إلى مكان اعتقالهم، وشرعن في الصياح”.

تقول إن “هؤلاء النساء لم يكن لديهن شعارات ولا كلام يقال، لكنهن استعملن صوتهن بأعلى ما فيه من أجل كف التعذيب وإطلاق سراح هؤلاء الشباب.. كان دائما الصوت هو سلاح نساء فكيك”.