حفيظ: المغرب لم يحقق تقدما سياسيا ولا زلنا نرفع نفس المطالب منذ ربع قرن
قال الأستاذ الجامعي والقيادي بفدرالية اليسار الديمقراطي محمد حفيظ “إن المغرب لم يحقق تقدما سياسيا منذ ما يربو عن ربع قرن”، موضحا أن المطالب السياسية التي لازال الشعب المغربي يرفعها اليوم هي نفس المطالب التي كانت قائمة قبل أكثر من ربع قرن.
وأفاد الأستاذ الجامعي في مداخلته، بالجامعة السنوية التي نظمها حزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت 9 نونبر 2024، بأن المغرب لا يراكم الشيء الكثير على المستوى الدستوري أو السياسي أو المؤسساتي أو حتى على مستوى نزاهة الانتخابات، مبرزا ”أنه إن لم نكن نراكم فنحن ليس ثابتين في مكاننا فنحن حتما نعود للوراء”.
وأردف عضو فدرالية اليسار الديمقراطي أن المغرب لم يعد هو مغرب سنوات 1993 أو 2002 أو 2003 أو 2011، مبرزا “أننا في سنة 2024 وما زلنا نطرح الأسئلة ونطرح المطالب المتعلقة ب ثلاثين سنة خلت”.
وأضاف أنه “بالنسبة لي المغرب من الناحية السياسية لا يتقدم، صحيح يوجد القطار السريع والطرق السيارات والمشاريع الكبرى لكن السياسة تعود للوراء، وهذا الموضوع يهم الجميع ويشكل خطرا حتى على الدولة”.
واعتبر المتحدث ذاته “أن السياسة لن تكون يوما ضد السياسة بمعناها النبيل، فالسياسة دائما في خدمة الديمقراطية”، مشيرا في ذات السياق، إلى “أن بلادنا راكمت مجموعة من المكتسبات في طريق تحقيق بناء الدولة الديمقراطية الحديثة الوطنية، والمؤسسات القوية، بل وحتى على مستوى النص الدستوري نفسه، فدستور 2011 متقدم على الدساتير الأخرى، على مستوى النص”.
وبالمقابل سجل المتحدث، أنه “لا يمكن أن نقر اليوم بأن المغرب دخل فعلا في زمن الديمقراطية، لأن هذه الأخيرة في بلادنا مازالت مشروعا”، داعيا في نفس الوقت إلى أنه “لايمكن أن تظل مشروعا إلى ما لا نهاية، فبعد أعوام طويلة مازلنا نتحدث عن المشروع الديمقراطي وهذا يعكسه عنوان هذا اللقاء”.
وقال الباحث الأكاديمي “إننا لا نتحدث عن الواقع الديمقراطي بل مازلنا نتحدث عن الديمقراطية باعتبارها مطلب، والأرضية تصب في هذا الاتجاه متحدثة عن توطيد الديمقراطية وتعميقها وتعميق الممارسة الديمقراطية، وغيرها. وهذا دليل على أن المشكل مازال مطروحا”.
وأوضح المتحدث ذاته أن الأفق يتطلب الحديث عن الديمقراطية على الأقل كما هي متعارف عليها فلسفيا، لا عن نماذج بعينها، “بل في تعريفها البسيط والواضح حيث يحكم الشعب نفسه بنفسه، عبر من ينتخبهم لا أن يحكمه غيرهم”، متسائلا في ذات السياق: ”وهل في المغرب نرى ذلك؟”.
وخلص السياسي والأستاذ الجامعي محمد حفيظ، إلى أن السياسة في المغرب لم تعد موجودة بمعناها المتعارف عليه، فالانتخابات هي السياسة، والناس الذين يترأسون المؤسسات الوطنية والمحلية، لم يعد لهم دور”، مضيفا أن ”الانتخابات لم تعد لها قيمة عملية وأثر فعلي في الواقع، بحيث أننا لا نحس بأن الذين وصلوا للمؤسسات يمثلوننا، لأن في بلادنا ليس من يتم انتخابه هو الذي يسير”.