story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

حظر السفر الأميركي يُهدد جماهير إيران في مونديال 2026

ص ص

قبل عام فقط من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة إلى جانب كندا والمكسيك، يجد كثير من المشجعين الإيرانيين أحلامهم تتبخر بفعل قرار أميركي جديد يمنع دخول مواطني 12 دولة، من بينها إيران، إلى الأراضي الأميركية.

قرار أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقضي بفرض حظر سفر يبدأ في التاسع من يونيو الجاري، بدعوى “حماية البلاد من التهديدات الإرهابية”، مع استثناءات محدودة تشمل الرياضيين المشاركين في مونديال 2026 ودورة الألعاب الأولمبية 2028 في لوس أنجليس.

ولكن هذا الاستثناء لم يبدد خيبة الأمل في الشارع الإيراني، حيث كان كثيرون ينتظرون الفرصة لمرافقة منتخبهم وتشجيعه من المدرجات الأميركية، في تجربة وصفها البعض بأنها “فرصة لا تتكرر”.

وكانت إيران من أوائل المنتخبات التي ضمنت تأهلها إلى مونديال 2026، وسط تصاعد التوترات مع واشنطن على خلفية ملفها النووي.

ومع إعلان القرار الأميركي، طفت المخاوف إلى السطح، ليس فقط من غياب الجماهير، بل حتى من تهديد محتمل لمشاركة بعض المنتخبات المتأهلة، وفقًا لتقارير أشارت إلى أن 43 دولة قد تتأثر بالحظر إذا تم تطبيقه بشكل واسع.

تجربة سياسية قديمة

وليست هذه المرة الأولى التي تتقاطع فيها السياسة مع الرياضة، فقد سبق أن مُنع منتخب روسيا من المشاركة في مونديال قطر 2022 وأمم أوروبا 2024 بسبب الحرب في أوكرانيا، كما واجهت دول أخرى حظرا مؤقتا من الفيفا لأسباب داخلية.

لكن الوضع الحالي أكثر تعقيدًا، لأنه يتعلق بقرارات سيادية أميركية تمس دولًا ذات شعوب عاشقة لكرة القدم، مثل إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا، ما يجعل من الملف اختبارًا كبيرًا لقدرة “الفيفا” على ضمان “شمولية” المونديال وعدم تسييسه.

أمل في تقارب رياضي

ورغم التوتر، يرى بعض المراقبين أن كرة القدم قد تفتح نافذة للتقارب، بحيث يقول محمد رضا منافي، أستاذ العلوم السياسية، إن “الدبلوماسية الرياضية قد تكون وسيلة لتسريع التفاهم بين البلدين. كرة القدم تملك قدرة على جمع ما فرقته السياسة”.

ويذكّر منافي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، بمباراة إيران والولايات المتحدة في مونديال 1998، حين تبادل اللاعبون الزهور والتقطوا الصور في مشهد نادر من الود بين بلدين متخاصمين.

ومع ذلك، يبقى مصير مشاركة الجماهير الإيرانية معلقًا بين قرارات سيادية، وضغوط رياضية، وأحلام لا تريد أن تموت, أما كأس العالم، الذي يفترض أن يكون عرسًا كونيًا جامعًا، فيبدو مهددًا بأن يصبح ساحة جديدة من ساحات الانقسام العالمي.

فيفا” تتحرك بحذر

ولم يقف “الفيفا”مكتوف الأيدي، إذ أشارت تقارير إلى وجود مشاورات جارية بين “الفيفا” والإدارة الأميركية لإيجاد حلول قانونية تسمح للدول المتأهلة بالمشاركة دون عراقيل متعلقة بالتأشيرات أو إجراءات الدخول.

وتنطلق هذه المشاورات من مبدأ “شمولية كأس العالم”، الذي تؤكد “الفيفا” دومًا أنه خط أحمر.

لكن الواقع القانوني في الولايات المتحدة، حيث تسمح السيادة لكل دولة بتنظيم سياساتها الحدودية والهجرية، يعقد الأمور.

وتقول مصادر قانونية إن الباب الثامن من قانون الهجرة الأميركي يمنح الإدارة صلاحيات واسعة لمنع دخول أي أجنبي لأسباب صحية أو أمنية، بما في ذلك الانتماء إلى منظمات محظورة، أو التورط في جرائم، أو حتى احتمال الاعتماد على المعونات الحكومية.