story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

حضيني نحضيك !

ص ص

قدم نادي الوداد البيضاوي أمس الخميس مدربه الجديد الجنوب إفريقي رولاني ماكوينا الذي وقع عقدا يمتد لثلاث سنوات خلفا لعزيز بنعسكر الذي كان قد أكمل مع النادي الأحمر مباريات الموسم الماضي.

مسؤولو الوداد البيضاوي الجدد بقيادة هشام أيت منا يقولون إن هذا التعاقد جاء في إطار مشروع رياضي لإعادة “وداد الأمة” إلى سابق توهجه بعد الوضع الكارثي على جميع المستويات الإدارية والتقنية والتدبيرية الذي أعقب اعتقال الرئيس السابق سعيد الناصري في قضية “إسكوبار الصحراء” والفراغ التسييري الذي تسبب فيه.

أعترِف أنني لست متابعا دقيقا لشؤون الأندية والبطولة الوطنية لأسباب لا يهم ذكرها هنا، ولكن بالرغم من ذلك، ومن خلال بعض الخلاصات العريضة التي تحيط بسير الشأن الكروي المحلي في المغرب، يمكن أن أشير إلى المنحى غير الطبيعي الذي أصبحت تسلكه الأندية الوطنية التاريخية وخاصة الرجاء والوداد في تحديد رهاناتهما وأهدافهما من الوجود داخل الخريطة الكروية الوطنية.

عندما يأتي رئيس جديد لإنقاذ ناد عريق من وضع كارثي عاشه الموسم الماضي، ويتحدث عن “مشروع رياضي” كبير أتى به، ويتم التهليل والتطبيل له، ويتحدث عنه الكثيرون بأنه “احترافي” وفيه كل مقومات النجاح في إعادة التوهج.. لكن عندما تطلع على تفاصيل هذا “المشروع الرياضي الإحترافي” تجده يتعلق فقط بالسعي إلى التعاقدات الوازنة مع مدرب شهير ولاعبين “ساويين” في سوق الإنتقالات، والهدف واحد ووحيد، هو العودة إلى منافسة الغريم على لقبي البطولة وكأس العرش ومحاولة الذهاب بعيدا في المنافسات القارية.

نفس الهاجس الذي يحكم “المشروع الرياضي” لأيت منا مع الوداد، كان لدى محمد بودريقة الموسم الماضي لما عاد لرئاسة الرجاء البيضاوي، وهو التركيز على الفريق الأول وإحاطته بكل العناية والتخطيط و”كبان الفلوس” حتى يصبح قادرا على الإطاحة بالغريم ونيل رضى الجمهور الذي بدون موافقته ودعمه ورضاه، لا تقوم لأي مسير أو مدرب أو لاعب قائمة.

لقد بلغ الهوس بقطبي الدار البيضاء الرجاء والوداد ببعضهما، وهذا السعي المفرط إلى التفكير في هزم الغريم، وتفوق هذا على ذاك في سلم الترتيب، أدى إلى إهمال باقي الفئات وإلى “التزقريم” في تطوير جوانب أخرى أكثر أهمية، ونسيان دورهما الطبيعي في الخريطة الكروية الوطنية كناديين تاريخيين من المفترض أنهما يقودان قاطرة كرة القدم المغربية، ويزودان المنتخبات الوطنية بأجود اللاعبين ويتوفران على سياسة احترافية فعالة في التكوين..

نظريا الوداد والرجاء يجب أن يكونا نموذجا لمؤسسة رياضية احترافية حديثة في التدبير المالي والإداري والتقني، وأن يخطط كل واحد منهما بمشاريع شاملة لناديه دون التفكير فيما يقوم به النادي الآخر، وأن يستغنيا عن هذه العقلية الهاوية التي تسير أمورهما، و”حضيني نحضيك” المستمدة من ثقافة دوريات الأحياء، والتي تنزع عنهما أي قيمة رمزية في التاريخ الكروي المغربي.