حركة “جيل Z” تعود للاحتجاج أمام البرلمان مطالبة بإقالة الحكومة وبإقرار إصلاحات اجتماعية واقتصادية

تجدّدت، مساء السبت 18 أكتوبر 2025، احتجاجات “جيل Z” بالعاصمة الرباط، بعد فترة من التوقف، حيث نظم العشرات من الشباب وقفة سلمية أمام مبنى البرلمان، للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية تمسّ قطاعات حيوية، على رأسها التعليم والصحة، إلى جانب المطالبة بإقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش.
الوقفة، التي دعت إليها تنسيقيات شبابية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مرّت في أجواء سلمية هادئة ودون أي تدخل أمني، مقارنة بالوقفات السابقة، ما اعتُبر من طرف بعض النشطاء أضعف حضور أمني منذ انطلاق هذه الحركة الاحتجاجية يوم 27 شتنبر 2025.
وردد المشاركون خلال الوقفة شعارات تدعو إلى “العدالة الاجتماعية” و”الصحة والتعليم للجميع”، إلى جانب هتافات تطالب بـ”تغيير السياسات العمومية” و”محاسبة المسؤولين عن الأزمة المعيشية”، مؤكدين تمسكهم بـ”الطابع السلمي” لتحركاتهم.
وكانت الحركة الشبابية قد دعت قبل أيام إلى توسيع رقعة التعبئة لتشمل مختلف المدن المغربية، وإلى تنويع أشكال الضغط، من خلال الجمع بين الوقفات الميدانية ومبادرات رمزية مثل مقاطعة عدد من المنتجات ومباريات كرة القدم، في محاولة لرفع منسوب الضغط الشعبي على الحكومة ودفعها للاستجابة للمطالب.
وفي سياق متصل، شهدت عدد من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء وطنجة وفاس تحركات متفرقة، تزامنًا مع وقفة الرباط، رفعت خلالها الشعارات ذاتها المطالِبة بإصلاحات اجتماعية عاجلة، بينما أكد ناشطون أن الهدف هو “مراكمة الضغط الشعبي في الشارع، تمهيدًا لمرحلة جديدة من النضال السلمي من أجل إسقاط الحكومة الحالية أو دفعها إلى مراجعة سياساتها”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه نقاشات داخلية حول مستقبل حركة “جيل Z”، بين من يرى أنها “تمرّ بمرحلة إعادة تنظيم وتقييم لمسارها”، ومن يعتبر أن موجتها الاحتجاجية بدأت “تفقد زخمها الأول بفعل غياب التنسيق الميداني واتساع رقعة المبادرات غير الموحدة”.
وفي هذا الاتجاه، كانت مجموعة “جيل Z”، المعروفة بـ GENZ212، قد دعت جميع أبناء المغرب إلى التحلّي بالوعي والمسؤولية، “وعدم الانجرار وراء الخطابات الهدّامة التي تهدف إلى تفتيت الوحدة الوطنية”، مشيرة إلى “ظهور محاولات مشبوهة لبثّ الفرقة وإشعال نار الفتنة بين الأمازيغ والعرب المغاربة”.
وجاء هذا البيان، بعد إعلان عدد من شباب الحركة الأمازيغية المنتمي لمجموعة “Genz212” تعليق كافة أنشطتهم إلى “حين عودة الحركة لمسارها النضالي الحقيقي وتحقيق الأهداف الجامعة التي خرج للدفاع عنها الشباب، والمتمثلة في إصلاح أوضاع الصحة والتعليم ومحاربة الفساد”.
وحول استأناف الاحتجاج أوضحت حركة “جيل زد 212” في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن قرارها بتجديد الدعوة للاحتجاج وتوسيع أشكالها النضالية “هو تطور منطقي ومسؤول لمسار بدأته”.
وأشارت إلى أنها قدمت ما وصفته بـ”رؤية متكاملة” ضمن الملف المطلبي، “الذي يتضمن حلولاً عملية لمشاكل يعاني منها الشباب المغربي”، وعلى رأسها الصحة، والتعليم، والشغل، والإفراج عن كافة معتقلي الرأي على خلفية مشاركتهم السلمية في الاحتجاجات.
وأضافت الحركة أن “غياب أية استجابة حكومية جدية وملموسة” في ما وصفته بـ”سياسة التجاهل” دفعها إلى “تنويع أساليبها النضالية السلمية”.
وأوضحت أن الوقفات في الشارع تمثل “وسيلة للتعبير المباشر”، فيما تأتي المقاطعة الاقتصادية “كشكل ضغط إضافي للتأكيد على أن القضية ليست ظرفية شبابية، بل هي قضية مجتمع بأكمله”.
وشددت الحركة، في تصريحها لصحيفة “صوت المغرب”، على أن مبدأها الأساسي سيظل هو السلمية في كل الخطوات، مؤكدة أن الهدف من مواصلة الاحتجاجات هو “حث الحكومة على الاستجابة للمطالب المشروعة”.
وأضافت أن “موقفنا واضح؛ عندما تبدأ الحكومة صراحةً في تبني مطالب ملفنا المطلبي، وعلى رأسها إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية مشاركتهم السلمية في احتجاجاتنا، عندها سنبدأ تعليق خطواتنا النضالية”.