جثث ومفقودون.. عائلات جزائرية تتقفى أثر أبنائها بعدما حاولوا دخول سبتة المحتلة سباحة من الفنيدق
خلفت موجة الهجرة من سواحل مدينة الفنيدق نحو سبتة المحتلة خلال نهاية شهر غشت 2024 حصيلة ثقيلة من المفقودين في عرض المتوسط، يقول الحقوقيون إنه لم يتم حصر أعدادهم بعد.
وفي السياق ذاته، قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور، إن جثتين تم العثور عليهما يوم الجمعة 23 غشت 2024 وإيداعهما بمستشفى الناظور، تبين أنهما تعودان إلى شابين جزائريين توأمين، وهما صحراوي شعيب وأيوب.
وأوضحت الجمعية أن التوأم الجزائري، حاولا الهجرة سباحة رفقة شاب جزائري آخر من شواطئ الفنيدق نحو مدينة سبتة المحتلة يوم 12 غشت 2024 على الساعة العاشرة ليلا.
وبعد 11 يوم من البحث، ظهرت جثتهما بشواطئ الدريوش، وسط تأكيد الحقوقيين على ضرورة ضرورة توسيع دائرة البحث عن المهاجرين المفقودين على طول شواطئ المغرب والجزائر، وذلك بالنظر إلى المسافة الطويلة التي يمكن قطعها بسبب قوة التيارات البحرية.
وفي السياق ذاته، أطلقت عائلة الشاب الجزائري الثالث الذي كان رفقة الأخوين التوأمين صحراوي نداء استغاثة بحثا عن ابنها، واسمه صهيب لعمارة، ويبلغ من العمره 20 سنة، تقول عائلته إنه لم يظهر له أثر منذ يوم محاولة دخول سبتة، وراسلت الحقوقيين المغاربة والقنصلية الجزائرية.
في ظل غياب معطيات رسمية، سواء من الجانب المغربي أو الإسباني، أصدر مرصد الشمال لحقوق الإنسان معطيات، تشير إلى ارتفاع محاولات الهجرة غير نظامية بالسواحل الغربية للمغرب ب 300 % خلال شهري ماي ويونيو 2024.
وقال المرصد الثلاثاء 27 غشت 2024، إنه رصد ارتفاع محاولات الهجرة غير نظامية بمعدل يفوق 300 % خلال شهري ماي ويونيو الماضيين، مقارنة بالفترة التي سبقت.
وتميزت الفترة المذكورة بنجاح ما بين 1200 و1300 مهاجر غير نظامي، جلهم شباب من الفئة العمرية 15 و 24 سنة، من الوصول إلى سبتة المحتلة أغلبهم مغاربة،90 % عبر الحدود البحرية مع الفنيدق، 5 % منهم عبر حدود المدينة البحرية مع بليونش و 5 % عبر السياجي الحدودي.
في حين تمكن حوالي 15 مهاجر مغربي من دخول مدينة مليلية المحتلة. فيما سجل المرصد هجرة غير نظامية لمنتخبين تابعين لجماعات ترابية بإقليم الناظور.
ولاحظ مرصد الشمال لحقوق الانسان بالمغرب استمرار تفضيل أغلب المهاجرين غير نظاميين، من ضمنهم قاصرين غير مصحوبين، الوصول إلى مدينة سبتة سباحة. مع تحول نوعي من الهجرة سباحة بشكل فردي إلى الشكل الجماعي عبر استغلال نزول الضباب الذي يعوق المراقبة الأمنية عبر الحدود البحرية .
ويسجل المرصد ارتفاع محاولات هجرة القاصرين غير مصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاق من شواطئ الفنيدق بمعدل سباحة تصل إلى أزيد من 10 كلمترات، تستغرق ما بين 10 إلى 15 ساعات بين المقطع البحري الفنيدق – سبتة، أو بليونش- سبتة الذي يستغرق ساعتين كمعدل ويعرف تيارات بحرية، وتزداد خطورة، هذا المقطع، بسبب الصخور الذي توجد على شواطئه.
هذه المعطيات، يقول المرصد إنه قام بتدميعها بعد فحص وتدقيق بناء على شبكة علاقات، وتواصل مباشر مع أطراف متعددة، ورصد لما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي بعد التأكد من المعطيات الواردة فيها.
وتأتي هذه الأرقام، بعدما استنفرت موجة هجرة قوية أخذت المئات من القاصرين والشباب المغاربة سلطات مدن الشمال، منهم والي الجهة الذي حل بمدينة الفنيدق صباح الإثنين 26 غشت 2024، للوقوف عند تفاصيل ما يحدث في المدينة.
وانتشرت مقاطع فيديو توثق لحالة “الهروب الجماعي” من الفنيدق نحو سبتة المحتلة، كما عاشت مدينة الفنيدق على وقع الأزمة، بعد تجمهر عائلات الموقوفين، من المهاجرين الذين أوقفتهم السلطات المغربية في عرض المتوسط، في طريقهم نحو سبتة المحتلة