story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

جامعات مغربية تقابل مطالب قطع الشراكات مع إسرائل باستقبال وفود فلسطينية

ص ص

تعيش الجامعات المغربية التي وقعت على اتفاقيات تعاون مع نظيرات لها في إسرائيل على صفيح ساخن، في ظل بوادر انتقال الحراك الذي يعيش على إيقاعه الشارع المغربي منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي رفضا للتطبيع مع إسرائيل إلى داخل أسوارها، وخروج أزيد من ألف طالب وخريج لواحدة من أكبر الجامعات في المغرب، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، للمطالبة بشكل واضح بقطع الجامعة لشراكاتها مع إسرائيل.

باستثناء جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التي عبرت بوضوح عدم استعدادها لقطع علاقتها مع إسرائيل، لم تعبر باقي الجامعات المغربية عن موقف واضح من مطالب الطلاب، وفضلت التواري عن الأنظار والانحناء في انتظار أن تمر العاصفة، محاولة في الوقت ذاته، مد يدها للجامعات الفلسطينية، وسط تجميد غير معلن لأنشطتها مع إسرائيل.

وفي السياق ذاته، استقبلت جامعة محمد الخامس بالرباط خلال هذا الأسبوع، وفدا جامعيا من القدس ومن غزة، يضم عماد أبو كشك، رئيس جامعة القدس، وخليل أبو فول، رئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر في غزة، وعمر ميلاد، رئيس جامعة الأزهر، وصفاء ناصر الدين، أمين عام شؤون الرئاسة بجامعة القدس.

وعبرت الجامعة المغربية عن استعدادها لتوجيه كل أشكال الدعم والمواساة للسكان الفلسطينيين في القطاع، وفي مناطق فلسطينية أخرى لا تقل معاناة عن غزة، كما دعا رئيسها إلى خلق الملتقى الجامعي السنوي الفلسطيني كإطار مستدام للتعاون والشراكة.

كما تأسف فريد الباشا، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، لحالة الشلل التي ضربت قطاع التعليم في قطاع غزة، على غرار باقي قطاعات الحياة الأخرى، منذ أحداث السابع من أكتوبر، مرحبا بالأفكار التي طرحتها جامعة الأزهر حتى يعود الطلاب إلى كلياتهم ومدرجاتهم.

جامعة محمد الخامس في الرباط لم يسبق لها أن أعلنت بشكل واضح عن تعاون مع إسرائيل، إلا أن الرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي، دافيد غوفرين، كان قد أعلن في شتنبر 2021 أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين جامعتي محمد الخامس، وبن غوريون، للعمل على مشاريع مشتركة في مجالات مختلفة، ولتعميق البحث في التراث الثقافي لليهود المغاربة.

وفي السياق ذاته، كان ملفتا استقبال جامعة محمد السادس متعدد التخصصات لمسؤول فلسطيني، ووضع العلمي الفلسطيني وخصه بصورة يتم الترويج لها على منصات المؤسسة على شبطات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تعالي أصوات طلابها بوقف تطبيعها مع الجامعات الإسرائيلية.

واستقبلت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أمس السبت 29 يونيو 2024 وفدا من سفراء وممثلي 24 بعثة دبلوماسية بالمغرب، حضرت بينها فلسطين وغابت إسرائيل.

وتقول الجامعة إن الزيارة التي نظمت بشراكة مع المؤسسة الدبلوماسية ، تهدف إلى تسليط الضوء على التقدم الذي حققه المغرب في مجال البحث والتعليم، وتم خلالها منافشة التعاون المحتمل مع جامعات من البلدان الممثلة.

ومن بين 24 بعثة دبلوماسية، وكان ملفتا، أن الجامعة أخذت بشكل خاص صورة لقاسم القدرة، السكرتير الأول في السفارة الفلسطينية في الرباط، وأمامه العلم الفلسطيني، ليتم نشرها على نطاق واسع على صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للجامعة.

تعيش جامعة محمد السادس متعددة التخصصات على وقع التوتر، بعد تقدم أزيد من 1200 طالب وخريج بطلب لرئاستها لوقف تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ورد الرئاسة بالرفض.

وقال الطلبة والخريجون في بلاغ لهم، إن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لم تكتف بالانخراط في التطبيع، بل كانت سباقة إلى عقد أكبر عدد من الشراكات، والقيام بزيارات لوفود كبيرة من أعلى مستوى.

وكشف الطلبة عن إحداث الجامعة لمنصب عالي “مكلف بمهمة لدى الرئيس مسؤول عن الشراكات الإسرائيلية”، وهو ما يرى فيه الطلبة “إمعان في العبث والاستفزاز بالنظر إلى عدم وجود أي منصب خاص لمكلف بالشراكات مع أي دولة أخرى في العالم!”.

ومن بين ما كشفه الطلبة، أن الجامعة لا تعقد شراكة فقط مع جامعة بن غوريون، ولكن شراكاتها مع الجامعات والمؤسسات العليا الإسرائيلية تبلغ على الأقل ثمانية، وهي تقريبا كل الجامعات الموجودة في إسرائيل، بالإضافة إلى التعاون مع شركات ومراكز بحوث إسرائيلية.

وعبر الطلبة الغاضبون عن براءتهم من الاتفاقيات التي تجمع جامعتهم بشركائها الإسرائيليين الذين يقولون إنهم “مساهمون في الاحتلال والفصل العنصري وجرائم الحرب وجريمة الإبادة التي تجري حاليا في قطاع غزة”. كما أكدوا عزمهم مواصلة رفضهم لهذه الشراكة بكل الطرق المشروعة.

يشار إلى أن الحراك ضد تطبيع الجامعات المغربية مع نظيرتها الإسرائيلية، كان قد شمل الأساتذة كذلك إلى جانب الطلاب، حيث وقع نحو 600 أستاذ جامعي وموظف عريضة تطالب بوقف “تطبيع” جامعة عبد المالك السعدي مع جامعة حيفا.

وقال الموقعون في العريضة التي أطلقت نهاية شهر ماي الماضي، إن هذه المبادرة التي أقدموا عليها “تأتي كخطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها منذ أكثر من 8 أشهر، والتي صدمت بفظاعتها كل الضمائر الحية في العالم واستدعت استصدار قرارات قضائية وسياسية ضد الكيان الصهيوني”.