story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

تكوين فوسفاطي !

ص ص

الإتفاقية التي أبرمتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المكتب الشريف للفوسفاط بغرض إنشاء شركة مجهولة الإسم تتكفل بالتسيير المالي واللوجيستيكي لمراكز تكوين الناشئين التابعة للأندية الوطنية، لا يمكن إلا أن نقول عنها الآن إنها فكرة جيدة في ظل الإهمال التام الذي تقترفه الأندية المغربية في حق الفئات الصغرى وتَخليها عن جانب التكوين منذ سنوات طويلة وتفرغها للفريق الأول بشكل كامل.

المشروع الجديد الذي استمرت دراسته مدة سنة أو أكثر، هو إعلان رسمي عن نزع الجامعة لدور مهم من الأندية الذي هو التكوين والإستثمار في المواهب وتطعيم المنتخبات الوطنية بعناصر ذات مستوى عالي، بعدما تراجع المستوى العام للبطولة الوطنية، بوجود لاعبين يعانون من أعطاب فظيعة في التكوين، واتساع الفوارق التي تفصلهم عن اللاعبين المغاربة الذين تكونوا في الأكاديميات الأوربية على جميع المستويات.

نحن أمام انتقال حاسم في هيكلة الكرة الوطنية على المستوى التقني، ومن شأن نجاح مشروع التكوين الذي تم الإعلان عنه، أن ينهي هذا التفاوت الصارخ الذي أصبح بين الأندية وبطولتها الوطنية الضعيفة، وبين المنتخبات الوطنية التي تصنع إنجازات كبيرة بفضل اعتمادها كليا على أبناء الجالية المغربية الذين هم نتاج الأكاديميات الأوربية المتطورة.

طبعا نتائج هذا المشروع لن تظهر بين عشية وضحاها، بل لابد من مرحلة طويلة من التنزيل والتجريب وإصلاح أخطاء البداية، والأمر يتطلب بالإضافة إلى الدعم المالي واللوجيستيكي الذي ستوفره الشركة المستحدثة، وجود عدد كبير من المؤطرين المؤهلين على المستوى التقني والبيداغوجي والتربوي الذي ستوكل لهم مهمة تسيير مراكز التكوين هاته، وهي مهمة صعبة تنتظر الإدارة التقنية الوطنية بالإضافة إلى النموذج الموحد في التكوين الذي سيشكل هوية كروية مغربية خاصة يتكون داخلها جميع الممارسين.

تفاصيل كثيرة في هذا المشروع لازالت في حاجة إلى التدقيق وطرحها للنقاش من أجل تنزيلها بشكل سليم، لأن البداية على أسس متينة خير ضمان للنجاح ولو طال وقت انتظار النتائج.. المهم أن نبدأ لكي لا تزيد الهوة التي أصبحت تفصل كرتنا عن أوربا في الإتساع، ونحن الذين سنشترك معها في تنظيم حدث كروي كوني عملاق الذي هو كأس العالم بعد ست سنوات من الآن.