تقرير: لا آفاق لتحسن العلاقات بين المغرب والجزائر.. والولايات المتحدة حاسمة في النزاع

حذر تقرير حديث لمؤسسة “أوكسفورد أناليتيكا” البريطانية، من أن “أي تصعيد عسكري بين المغرب والجزائر قد يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة نحو أوروبا وتعطيل التجارة في البحر الأبيض المتوسط”، مسلطا الضوء على “عدم اليقين” الذي يتسم به مستقبل العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المؤسسة في تقريرها المعنون بـ”الآفاق القاتمة لتحسن العلاقات بين المغرب والجزائر”، أن التوتر بين المغرب والجزائر قائم دون مؤشرات واضحة للتهدئة، وذلك على الرغم من حرص الطرفين على تجنب الحرب.
وأشار تقرير المؤسسة المتخصصة في التحليلات الجيوسياسية والاستشارات الاستراتيجية، إلى أن “المغرب يبدي حذره تجاه القدرات العسكرية الجزائرية، بينما تنظر الجزائر بعين الريبة إلى علاقات المغرب مع كل من فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل”.
احتمالات التصعيد
وأبرز التقرير أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء المغربية في نونبر من سنة 2020 رفع من احتمالات التصعيد غير المقصود.
وأكد أن “الهدوء بين البلدين يعتمد على ضبط النفس، وهو نابع من مخاوف الطرفين من نتائج مجهولة العواقب، حيث أن أي حرب قد تقوض الشرعية الوطنية وتؤدي إلى عدم استقرار داخلي”.
وأشار التقرير إلى أن الجزائر تخصص ميزانية دفاعية أكبر من المغرب، حيث بلغت نفقاتها العسكرية عام 2023 نحو 18.3 مليار دولار مقابل 5.2 مليارات دولار للمغرب، مبرزا أن هذا الأخير في المقابل يتمتع بميزتين مهمتين تتمثلان في “التعاون العسكري المنتظم مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذا تحديث جيشه في مجالات الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار والدفاعات الجوية”.
سيناريوهات المحتملة
وأفادت “أوكسفورد أناليتيكا” في تقريرها بأن المغرب “يمكنه تأمين دعم طارئ من الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا في حالة نشوب حرب، في حين تعتمد الجزائر على روسيا”، مشيرة إلى أن المغرب “يعول على دعم أمريكي في قضية الصحراء، خاصة بعد اعتراف إدارة ترامب بسيادته على الإقليم”.
وتناول التقرير السيناريوهات المحتملة للموقف الأمريكي، موضحًا أن “واشنطن قد تنسحب ببساطة من المنطقة أو تدعم المغرب علنًا، وفي كلتا الحالتين ستتغير موازين القوى بشكل كبير”، مشيرا إلى أن أي من السيناريوهين “قد يزيل عائقًا رئيسيًا أمام التصعيد غير المقصود في المنطقة”.
ولفت المصدر إلى الضغوط الداخلية التي تواجهها جبهة “البوليساريو” الانفصالية، حيث “يرى بعض أعضائها أن الصراع المستمر لم يحقق نتائج ملموسة، مما قد يدفع القيادة نحو اتخاذ قرارات تصعيدية”.
ورغم أنَّ التقرير أكد أن احتمالية اندلاع صراع مباشر لا تزال “منخفضة”، إلا أنه حذر من أن “سباق التسلح والتصعيد الخطابي قد يؤديان إلى زيادة المخاطر في المستقبل، خاصة إذا استمرت التوترات دون تدخل دبلوماسي فعال”.