تقرير: المغرب الأكثر استقرارًا مغاربيا.. وروسيا والصين تدرسان دعم الحكم الذاتي

أورد تقرير صادر عن معهد أبحاث الهجرة بعنوان “المغرب على مفترق الطرق” أن “المغرب يعدّ الدولة الأكثر استقرارًا في منطقة المغرب العربي، وتحظى بدعم شبه غير مشروط من الولايات المتحدة، رغم التوترات القائمة مع الجزائر”، متوقعا أن “تلتحق الصين وروسيا قريبًا بركب الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، على غرار فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة”.
وأشار التقرير إلى أن الصين وروسيا لم تعلنا بعد موقفًا رسميًا داعمًا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لكنه رجّح أن يصدر دعم مماثل منهما خلال الأشهر المقبلة، معتبرا أن “هذا التطور المحتمل سيكون خطوة حاسمة نحو الاعتراف الدولي الكامل بمغربية الصحراء”.
وفي هذا السياق، أوضح أن “هذا الموقف المتوقع يأتي في إطار التحولات الاقتصادية والجيوسياسية اللافتة التي تشهدها المنطقة”، مشيرا إلى أن المغرب أصبح مركزًا استراتيجيًا لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مستفيدًا من احتياطاته الكبيرة من الفوسفات، والتي تمثل 70% من الاحتياطي العالمي، مبرزا أن هذا القطاع شهد استثمارات صينية كبيرة، منها مشروع بقيمة 2 مليار دولار لشركة “CNGR”، إلى جانب مشاريع كورية وصينية أخرى تهدف إلى تصنيع الكاثودات وتكرير الليثيوم.
وفي السياق ذاته، أورد التقرير أن الشركات الصينية، مثل “CNGR”، تعمل بتنسيق مع الجهات الحاكمة في المغرب لإنتاج ما يصل إلى مليون سيارة كهربائية سنويًا لصالح علامات مثل تيسلا و”CATL” و”LG Chem”.
وأوضح أن “البنية الاقتصادية المغربية لا تقتصر على البطاريات فقط، بل تشمل أيضًا قطاعات قوية كالمصارف والصناعات الدوائية والفلاحية”، مشيرا إلى أن “ثلاثة بنوك مغربية تُعد من بين العشرة الأوائل في إفريقيا، وتمتد شبكاتها إلى 22 بلدًا إفريقيًا، ما يجعل المغرب مركزًا محوريًا للخدمات المالية في شمال وغرب إفريقيا”.
وفيما يخص روسيا، أورد التقرير أن العلاقات التاريخية التي تجمعها بالجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، قد تجعل موسكو مترددة في تبني موقف داعم للمبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي في الصحراء، موضحا أن هذا الموقف الحذر نابع من تحالفات روسية تقليدية في المنطقة، ما قد يعقد عملية انضمام روسيا إلى قائمة الدول التي تؤيد المبادرة المغربية داخل مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن تطورات الأوضاع وتحولات التحالفات في شمال أفريقيا قد تدفع روسيا إلى إعادة تقييم سياستها تجاه ملف الصحراء، خاصة في ظل تنامي دور المغرب في القضايا الإقليمية المهمة، مثل الأمن الإقليمي وقضايا الطاقة والهجرة.
وإلى جانب ذلك، أورد المصدر ذاته، أن الدعم الفرنسي للمبادرة المغربية في الصحراء المغربية قد تصاعد بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى الدور الفاعل لفرنسا في دعم السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، حيث ذكر أن وزير التجارة الفرنسي، فرانك رييستر، كشف عن إمكانية مساهمة شركة “Proparco”، التابعة لوكالة التنمية الفرنسية، في تمويل مشاريع استراتيجية في الصحراء، مثل خط كهربائي بين الداخلة والدار البيضاء، بالإضافة إلى بناء خط أنابيب الغاز بين المغرب وأوروبا.
كما أشار إلى التقارب الدبلوماسي بين الرباط وباريس، الذي تعزز عقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي لو ماري إلى المغرب في أبريل 2024، وأبرز أن التبادلات الثقافية بين البلدين، وخاصة في معرض الكتاب بالرباط، كانت ذات أهمية كبيرة، حيث وصف هذه الفعاليات بأنها “وقت لمصافحة الأيادي، والكتب، والذكاء الدبلوماسي”.