story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

تفاصيل مشروع إسرائيلي للتنقيب ينتظر الضوء الأخضر من المغرب

ص ص

تنتظر شركة “إنرجيان”، المختصة في التنقيب وإنتاج النفط والغاز، موافقة الحكومة المغربية للبدء في عمليات التنقيب على الغاز بالمغرب، بعدما كانت قد أبرمت اتفاقا مع شركة “شاريوت ليميتد” للحصول على نسب من رخصها للتنقيب بالمغرب.

وينص الاتفاق على حصول شركة “إنرجيان” ذات الرأسمال الإسرائيلي والمدرجة في بورصتي لندن وتل أبيب، على حصص بنسبة 45 بالمائة في رخصة “ليكسوس”، حيث يقع مشروع تطوير حقل الغاز “أنشوا”،  و37.5 بالمائة في رخصة ريسانا، مع توليها التشغيل العملياتي للرخصتين.

مضار أكثر من منافع

وحول تأثير هاته الصفقة على قطاع الغاز في المغرب، أوضح الخبير الاقتصادي ياسين اعليا، أنها لن تؤثر بشكل كبير على مقدرات الاكتشاف، كون هذه الشركة تبقى شركة “بسيطة” وهي اشترت فقط أجزاء بسيطة من رخص التنقيب، مضيفا أنها ستحمل خسارة معنوية واقتصادية.

في المقابل أبرز اعليا أن هذه الصفقة قد تحمل تبعات اقتصادية أكبر على الاقتصاد المغربي، موضحا أنه في حال تموقع الشركة في السوق الوطنية والانفتاح أكثر على الاقتصاد الاسرائيلي فإن هذا قد يصنف المغرب مع” الدول المتعاملة مع إسرائيل”، وهو ما قد يعرض السفن المتوجهة من شرق آسيا إلى المغرب لهجوم الحوثيين.

كما قد “يضع بعض الشركات المغربية في فترات مقبلة أمام ضغوطات بعض الشركات الأوروبية الملتزمة مع القضايا الإنسانية كالقضية الفلسطينية”.

وتابع اعليا أن “الانفتاح على الاقتصاد الاسرائيلي بهذا الشكل يرهن المقدرات الوطنية لجهات خارجية، أثبتت أيما مرة أنها دائما تبحث عن مصالحها الذاتية ولا توفي بعهودها”، حيث أكد أن الجانب الاسرائيلي أثبت في علاقته مع دول أسبق في التعاون معه على مستوى الفلاحة وأيضا على مستوى التنقيب عن الغاز أثبت أنه يعمل على تخريب المنتوج المحلي والسيطرة على السوق المحلية.

وفي نفس السياق تابع الخبير أن في حالة لم تعد هناك حاجة للمقدرات الوطنية سيتم التخلي عنها بكل سهولة، بل وقد “تعمل مستقبلا ضد المصلحة المغربية”، مضيفا أن هذا يظهر جليا في القرارات التي اتخذتها اسرائيل في علاقتها مع مصر والأردن، حيث كانت إسرائيل هي التي تبحث دائما عن الاستفادة.

تأطير أخلاقي

وفي ذات السياق شدد اعليا على ضرورة وجود جانب أخلاقي يؤطر جميع المعاملات الاقتصادية، والذي يفرض على المغرب بناءا عليه قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، مبررا الأمر بالتأثير المباشر لهذا التعاون في تعزيز القدرات الاقتصادية، بالإضافة إلى حل الإشكاليات المتعلقة ببعض القطاعات في إسرائيل كقطاع الطاقة، مما يساعدها في تعزيز سيطرتها على المنطقة وتعزيز ضغطها العسكري على قطاع غزة،

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضرر العديد من حقول الغاز الحيوية بإسرائيل، كانت الشركة توفر في بعض الأحيان ما يصل إلى 60 في المائة من إجمالي الطلب الإسرائيلي على الغاز، خاصة بعد الإغلاق المؤقت لحقل “تامار” الذي كان يغطي 70 بالمائة من الاحتياجات الطاقية للبلاد.

وحسب صحيفة “فاينشال تايمز” البريطانية، فإن مخاوف من استهداف حزب الله لإحد حقول شركة “إنرجيان” أدى إلى تراجع أسهمها بنسبة 20 في المائة مع بدء الصراع، لكنها تعافت نسبيا لتصل قيمة شركة إنرجيان الإجمالية بنحو 1.7 مليار جنيه استرليني.

“استمرار التعاون مع إسرائيل”

وكان تقرير سابق لصحيفة “جيروسالم بوسط” أوضح أن دخول الشركة، التي يقع مقرها بلندن، إلى المغرب “قد يحمل أهمية لإسرائيل لكون الشركة معروفة بأنشطتها هناك”، مضيفا أن “هذا التعاون بين شركة “إنرجيان” و”شاريوت “يمثل علامة فارقة محتملة في التعاون الثنائي بين المغرب وإسرائيل الذي عززته اتفاقيات أبراهام التاريخية في عام 2020”.

وأكدت الصحيفة أن “التعاون بين المغرب و شركة “إنرجيان”، والذي تم تسهيله من خلال طرف ثالث، يظهر كخطوة استراتيجية تسمح للمغرب بمتابعة علاقاته التجارية مع إسرائيل بدون التطرق إلى التحديات التي طرحتها الأحداث الأخيرة”، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة.

وحاليا تنشط الشركة “إنرجيان ” في ثمان دول متوسطية بالإضافة إلى بريطانيا، وحسب البيان السنوي الأخير للشركة الذي اطلعت عليه “صوت المغرب”، فإن حجم إنتاج الشركة بلغ 123 ألف برميل من النفط (من بينها 83% غاز)، بمداخيل بلغت 1.4 مليار دولار (15 مليار درهم).