story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

تجديد النية!

ص ص

جاءت ودية أنغولا ليلة الجمعة الماضية في ملعب أدرار بأݣادير، لتعلن عن مرحلة جديدة بدأها وليد الرݣراݣي داخل المنتخب الوطني من أجل “ترقيع جرة” الإقصاء المبكر من كأس إفريقيا، وطمأنة الجمهور المغربي الغاضب من أمور كثيرة حدثت بعد إنجاز مونديال قطر.

قدوم لاعبين جدد للفريق الوطني وعلى رأسهم النجم إبراهيم دياز، وتجريب عناصر احتياطية لأول مرة كأساسيين، وتغيير بعض المراكز، كان لابد وأن يغطي على كثير من المتغيرات الجديدة التي أحدثها وليد الرݣراݣي على مستوى طريقة اللعب بالإنتقال من شاكلة 4-1-4-1 المفرطة في الحذر من الخصم وانتظاره في الخلف، إلى شاكلة 4-2-3-1 المعتمدة على امتلاك الكرة والضغط على الخصم بالهجمات من الأطراف والإختراقات من الوسط بأغلبية عددية.

نعم، أخيرا وليد استجاب لمطالب الجمهور (أو اقتنع بذلك لوحده) وغيَّر طريقته “المقدسة” التي لم تُجدِ نفعا مع الأفارقة، وقام بتغيير جذري لمحاولة بناء فريق جديد بنفَسٍ هجومي واستغلال الإمكانيات المهارية الخارقة التي يتوفر عليها لاعبو الفريق الوطني، لكن اتضح من خلال أطوار مباراة أنغولا الودية أن الرݣراݣي قد غير فقط الطريقة دون الإشتغال على أوتوماتيزماتها، حيث شاهدنا الكثير من الإجتهادات الفردية للاعبين من حيث المراوغة والتمرير والتسديد نحو المرمى، وغابت الحلول الجماعية المتكررة، وهو ما يشير إلى أن عملا كبيرا لازال ينتظر الفريق الوطني في نسخته “الديازية” لكي تصبح الطريقة الجديدة أكثر فعالية وسرعة في الوصول إلى المرمى.

على المستوى الفردي يجب على وليد الرݣراݣي وطاقمه إضافة بعض جرعات الشجاعة في اختيار الأفضل للتشكيلة الرسمية، سيما في ظل توفره على قاعدة واسعة من الأسماء الشابة المتألقة في أنديتها، إذ لم يعد من المقبول أن تبقى بعض المراكز محجوزة لبعض اللاعبين لا لشيء سوى لأنهم “نجوم” صنعوا إنجاز مونديال قطر الذي مرت عليه قرابة عام ونصف حدثت فيها الكثير من حالات المد والجزر في تنافسيتهم مع أنديتهم، وآن الأوان لهم الآن أن يتركوا أماكنهم للعناصر الأكثر جاهزية وقابلية لتطبيق طريقة اللعب الجديدة.

على مستوى الخطوط وفي الدفاع تحديدا، ظهر أن تثبيت يحيى عطية الله في رسميته كظهير أيسر مسألة لم يعد فيها نقاش، وتأكد أن الإستعانة بمزراوي “اليمني” في ذلك المركز أصبح في عداد “التخربيق”، إضافة إلى ثنائية أكرد وعبقار في متوسط الدفاع، رغم أن الأخير يحتاج إلى مباريات أكثر ليستأنس برسميته ويصحح بعض أخطائه.
وسط الميدان اشتغل بشكل جيد في الطريقة الجديدة إذا استثنينا عز الدين أوناحي الذي يبدو أن الفريق الوطني في حاجة الآن إلى بروفايل مغاير له بجوار أمرابط.
خط الهجوم كان أكثر حيوية في صناعة فرص التسجيل سيما في وجود لاعبين جدد بمهارات خارقة كابراهيم دياز وإلياس بنصغير، لكن المشكل “الأزلي” لازال حاضرا، وهو إضاعة الفرص السانحة للتسجيل، بسبب استمرار الإعتماد على نوعية قلب الهجوم مثل النصيري والكعبي، والمفروض الآن تغيير هذا الإختيار كليا بالإعتماد على نوعية قلب هجوم يكون أكثر سرعة ومهارة وتعاملا مع اللمسة الأخيرة، ولن يجد وليد الرݣراݣي أفضل من سفيان رحيمي في هذا المركز.

سننتظر مباراة الغذ أمام موريتانيا حيث من المؤكد أن وليد الرݣراݣي سيمنح الفرصة لتجريب عناصر جديدة من كرسي الإحتياط، وسيمنحها دقائق أكثر لكي تتضح له الصورة نهائيا حول ملامح التشكيلة الرسمية التي سيلعب بها المباريات الرسمية المقبلة، كما ننتظر أن يتحسن البناء الهجومي الجماعي أكثر، ورفع الفعالية أمام المرمى باستغلال أكبر عدد من الفرص المتاحة.

سنجدد “النية” مرة أخرى عل وعسى أن يضرب هذا النحس الإفريقي في “الپوطو” ويخرج من غير رجعة.