story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بعد 15 شهراً من التضامن المغربي.. ما هي المرحلة التالية في دعم فلسطين؟

ص ص

بالتزامن مع المعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل المغاربة التظاهر بشكل يومي طيلة 15 شهراً، دعماً للشعب الفلسطيني، وذلك عبر آلاف المظاهرات الشعبية، من بينها 9 مسيرات وطنية كبرى منذ السابع من أكتوبر 2023.

وشهدت فعاليات التضامن المغربي، التي تزامنت مع معركة “طوفان الأقصى” في غزة، مشاركة واسعة من هيئات سياسية وحقوقية، برزت منها في قيادة هذا الحراك كل من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إلى جانب الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، فضلاً عن حركة المقاطعة العالمية “بي دي إس” (BDS) التي تقود حراكاً دولياً ضد شركات داعمة للاحتلال.

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية-حماس حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير 2025، يُثار التساؤل حول المرحلة التالية للحراك المغربي في دعم القضية الفلسطينية بعد هذه الملحمة التاريخية التي أعادت إحياء التضامن الشعبي في المنطقة والعالم.

مواجهة مستمرة للتطبيع

يرى عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنه “بعد النصر الذي حققته المقاومة، لا شك في أن القضية الفلسطينية مازالت بحاجة إلى الدعم والمساندة”، مشيراً إلى أن “العمل متواصل نصرة لفلسطين مثلما كان الحال قبل طوفان الأقصى”.

ويضيف: “لكننا سنعمل بإرادة استلهمت روحها من معركة ‘طوفان الأقصى’، وبروح تزكت بروحانية هذا الطوفان”، لافتاً إلى أن المغاربة يخوضون معركة أخرى، تتعلق بمناهضة التطبيع، والذي “ساهمت معركة غزة في وقف اندفاعه وفضح زيف الصهاينة”.

وأوضح فتحي، وهو نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن هذه المعركة “تتطلب العمل بخطى ثابتة، والتعاون بين جميع القوى الحية في البلاد، مع إشراك جميع المغاربة بمختلف فئاتهم، لزيادة وعيهم بخطورة التطبيع وضرورة رفض احتضان هذا ‘الكيان’ (إسرائيل) داخل المغرب”.

وتحدث عبد الصمد فتحي عن ضرورة تفعيل مختلف الوسائل والآليات المشروعة لمواجهة خطر التطبيع والاختراق الصهيوني للنسيج المجتمعي في المغرب، سواء على المستوى التربوي والتعليمي أو الاقتصادي أو السياسي، أو العسكري، منبهاً إلى أن المعركة ضد التطبيع “ليست سهلة، بل هي معركة شاقة تتقاطع مع معركة الأمة الكبرى ضد الصهيونية وحلفائها، ومعركة لها امتداداتها الإقليمية والدولية”.

وكشف المتحدث أنه سيجري تحيين البرنامج النضالي للجبهة المغربية، التي تضم أكثر من 15 هيئة سياسية وحقوقية ونقابية، لافتاً إلى أن “طوفان الأقصى” أسهم في تقدم مسار نصرة فلسطين ومناهضة التطبيع بالمغرب خطوات إلى الأمام، رافعاً مستوى الطموحات.

وأوضح أن المعركة “فرضت وتيرة سريعة في العمل من أجل القضية الفلسطينية، كما فتحت جبهات جديدة، وأشكال متنوعة للتضامن”.

دعم دائم لفلسطين

من جهته، أكد عبد الحفيظ السريتي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أن المغاربة كانوا وسيظلون دائماً داعمين للشعب الفلسطيني ومقاومته، وأوضح أن المجموعة التي تضم بدورها منتمين لعدة هيئات حزبية ومدنية وشخصيات قومية، “مستمرة في دعم كفاح الشعب الفلسطيني، من أجل تمكين الشعب المغربي من تقديم الدعم المادي لإخوانه الفلسطينيين”.

وأشار السريتي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إلى أن المغاربة “سباقون لبذل كل ما يستطيعون لتضميد جراح النساء والأطفال والشيوخ وهذا أقل الواجب تجاه شعب قدّم تضحيات جسام، وقوافل من الشهداء الأبرار وأعداد كبيرة من المعتقلين في سجون الاحتلال”.

وقال المتحدث ذاته إن المجموعة “كانت حتى قبل طوفان الأقصى في الساحات والميادين مرابطة إلى جانب كل الشرفاء، دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية التي صمدت لأكثر من خمسة عشر شهراً، وأكدت أنها رقم صعب في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، وأن لا سبيل لتحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها إلا بالمقاومة وبكل أشكالها”.

ولفت السريتي، مباركاً الانتصار للمقاومة والشعب الفلسطينيين، وللقوى التي دعمته، إلى أن نتنياهو والإدارة الأمريكية فشلا في تحقيق الأهداف العسكرية، بحيث أنهم لم يتمكنوا من تحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة، التي ازداد الشعب الفلسطيني التفافاً حولها.

وأفاد بأن المقاومة وكل من يناصرها يدركون، رغم صفقة التبادل وانسحاب الاحتلال منن غزة، “أن العدو الصهيوني لا عهود له وبالتالي لا بد من الحذر”، مشيراً إلى أن المعركة الأخيرة هي فصل من معركة كبرى قادمة “تكون بحول الله نهاية لهذا الكيان العنصري الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية في حق الأطفال والنساء والشيوخ”.

أما بخصوص اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب، فدعا عبد الحفيظ السريتي إلى إسقاطه “وطرد المجرمين من المغرب”، معتبراً أن الأخبار حول قدوم -جنود الاحتلال الذين أصبحوا مطاردين حول العالم- إلى المغرب دون أن يتحرك المسؤولون لإلقاء القبض عليهم، وتقديمهم أمام القضاء بسبب الجرائم التي ارتكبوها في غزة “مثيرة للخيبة والحزن والأسى”.

حملة مقاطعة متصاعدة

وحول مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والعلامات التجارية الداعمة لجيش الاحتلال، والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة أثناء معركة “طوفان الأقصى”، يقول سيون أسيدون -أحد مؤسسي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس”، إن “توقفها بعد وقف إطلاق النار في غزة خطأ فادح”.

وأوضح أسيدون، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن حراك المقاطعة في المغرب سوف يستمر “لكن العظيم هو أن هذه الاستمرارية سوف تكون في ظروف جديدة كلياً، خاصة بعد فضح إسرائيل بحجم لم يكن واضحاً قبل 15 شهراً”.

وأشار المتحدث إلى أن الكثير من المغاربة “أدركوا أن المواطنة والديمقراطية تعني أن يكون المواطنون قادرين على التعبير مباشرة عن مواقفهم”، لافتاً إلى أن “المقاطعة شكل من أشكال العصيان المدني، وهي واحدة من الطرق الأساسية في هذا النضال”.

وأفاد بأن الشارع واسع، أمام حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارت منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس”، للتقدم في “تحقيق المزيد من العزل للاحتلال الإسرائيلي”، معتبراً أنه ليس من قبيل الصدفة، “انخراط فئة كبيرة من الشباب المغربي في حملة المقاطعة”.

مظاهرات متواصلة

وتستمر المظاهرات الشعبية بعدد من المدن بينها الرباط، في الأسبوع الأول بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ الأحد 19 يناير 2025.

وشهدت العاصمة الرباط مظاهرتين شعبيتين، هذا الأسبوع، دعت إليهما كل من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أمام مقر البرلمان، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وجنين، وللمطالبة بوقف اتفاقيات المغرب مع تل أبيب.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وهتافات تدين العدوان الإسرائيلي على جنين، وأخرى تطالب بوقف اتفاقيات التطبيع مثل “الشعب يريد إسقاط التطبيع” و”شعبنا ضد التطبيع فلسطين ماشي للبيع”.

هذا وتستمر احتفالات الشعب المغربي بوقف إطلاق النار، وانتصار المقاومة الفلسطينية؛ إذ خرجت فعاليات احتفالية، مساء الثلاثاء 21 يناير 2025، في كل من مدن العرائش والمضيق، والناظور، وسيدي بنور، وسوق أربعاء الغرب.

كما شهدت كل من الحسيمة وتاوريرت وبني تجيت، وبركان، وجرادة، وسيدي قاسم فعاليات شعبية أيضاً، مساء الإثنين 20 يناير 2025، احتفالاً بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، تنضاف إلى عشرات الفعاليات التي تواصلت منذ إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي حتى يوم الأحد، والتي كان من بينها مسيرتين حاشدتين في الدار البيضاء وطنجة.