story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بعد حل البرلمان.. المغرب في قلب رجة سياسية تعصف بفرنسا

ص ص

في خطوة مفاجئة أقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم أمس الأحد 9 يونيو الجاري، الإعلان عن حل البرلمان الفرنسي وتنظيم انتخابات عاجلة، وذلك عقب اكتساح مدوي لليمين المتطرف الفرنسي خلال الانتخابات البرلمانية الأوروبية.

هذه الخطوة التي اختارها ماكرون “مضطرا” يراها محللون سياسيون “مقامرة” لا يمكن النبؤ بنتائجها، إذ أنها مفتوحة أمام احتمالات عدة، وفي علاقة بالمغرب، تقول ذات الآراء بأنه في حال تحقق احتمال صعود اليمين المتطرف الفرنسي، فإن هذا الأخير لا يكن أي عداء للمملكة.

احتمال “مستبعد” لكنه ممكن

وفي حديث له مع “صوت المغرب” يستبعد المحلل السياسي والاقتصادي زكرياء كارتي حصول اليمين المتطرف الفرنسي على أغلبية في البرلمان، معتبرا أن حصول هذا الاحتمال “سيكون كارثة” وفق تعبيره.

وبنى المتحدث ذاته هذا الاحتمال الذي استبعد حدوثه على طبيعة الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي تجرى على دورتين، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الذي من الممكن أن تلعبه قوى اليسار التي قال عنها “إنها حتى وإن كانت ستخسر، ستفعل كل شيء كي لا يفوز اليمين المتطرف”.

وعودة إلى بداية القصة، التي انطلقت فصولها يوم أمس الأحد 9 يونيو، حينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن حل البرلمان الفرنسي وتنظيم انتخابات على عجل، قال زكرياء كارتي إن “الدستور الفرنسي يمنح الرئيس هذه الصلاحية بعد إخبار رئيس الحكومة ورؤساء الغرفتين”.

وتابع مشيرا إلى أن هذه الخطوة ليست سابقة في تاريخ فرنسا، بل سبقتها حالات سابقة، ذاكرا قرارات مماثلة أقدم عليها شارل دوغول مرتين، وفورنسوا ميتيران الذي اتخذ ذات الخطوة في ثمانينيات القرن الماضي إلى جانب شاك شيراك.

وأوضح أنه يتم اتخاذ هذه الخطوة لسببين يتمثل الأول في الحالات التي يكون فيها الرئيس فاقدا للأغلبية في البرلمان، فيما يتجلى السبب الثاني في الحالة التي يحس فيها الرئيس الفرنسي بوجود تغير في المزاج السياسي في البلد، بطريقة لم تعد فيه الأغلبية تمثل التيارات السياسية في المجتمع.

وأكد كارتي أن هذا تحديدا ما جاءت به نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية، مشيرا إلى أنها شكلت “هزيمة حقيقية للرئيس الفرنسي”، وقال إنها “أول مرة منذ السبعينيات تحصل فيها لائحة معينة على أكثر من 30 بالمئة وهي النسبة التي حازها اليوم اليمين المتطرف الفرنسي”.

ماكرون وقطعة النرد

وفي معرض تحليله للخطوة التي أقدم عليها الرئيس الفرنسي يرى زكرياء كارتي أنها خطوة شبيهة بالمقامرة مشيرا في هذا الصدد إلى التجارب السابقة خاصة تجربة جاك شيراك الذي أتت صناديق الاقتراع بعكس ما كان يتمنى، إذ أتت وقتها باليسار. في هذه الحالة واصل المتحدث “حدث ما يسمى بالتعايش الذي يكون فيه رئيس الحكومة منتميا لحزب فيما رئيس الوزراء ينتمي لحزب آخر مغاير له”.

وجوابا على سؤال “صوت المغرب” عما إذا كان من المرجح أن يتكرر نفس هذا السيناريو في فرنسا اليوم، قال كارتي إنه لا يمكن التنبؤ بذلك، مشيرا إلى أن ما قام به ماكرون يعد “مقامرة” مفتوحة على جميع الاحتمالات الممكنة.

وعلى صعيد آخر تطرق المحلل السياسي إلى دور اليسار الفرنسي في كل هذا، وقال إن “السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو هل سيقوم اليسار الفرنسي مرة أخرى بتقديم لائحة موحدة” وواصل “أن تغيرات كثيرة طرأت عليه بعد آخر انتخابات” ذاكرا الاختلافات الحاصلة بشأن القضية الفلسطينية.

المغرب أمام التغيرات المحتملة

وفيما يتعلق بوضع المغرب أمام هذه التطورات التي تحصل داخل فرنسا، قال كارتي “إنه كان من المفترض أن يقوم رئيس الوزراء الفرنسي بزيارة للمغرب في الفترة الممتدة بين شهري يونيو ويوليوز” وهي الزيارة التي أشار المحلل السياسي إلى أنها “كانت بمثابة لبنة أساسية من لبنات المصالحة المغربية الفرنسية”.

وتابع المتحدث ذاته معتبرا أنها “كانت ربما تهييئ لزيارة إيمانويل ماكرون للمغرب خلال شهر أكتوبر المقبل،” إلا أنه توقع “أن رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال لن يأت إلى المغرب خلال ما تبقى له من أيام في الحكومة” مؤكدا “أن رئيس الحكومة فقد اليوم شرعيته السياسية”.

وأشار كارتي إلى أن عمل الحكومة الفرنسية من الآن وإلى غاية تنظيم الانتخابات التي أعلن عنها ماكرون، ستكون حكومة لتصريف الأعمال أكثر منها حكومة سياسية، وفق تعبيره، مضيفا أنه “إذا جاء أتال للمغرب فستكون زيارة رمزية فقط”.

العلاقات مع فرنسا ما بعد ماكرون

أكد المحلل السياسي والاقتصادي زكرياء كارتي، أن السؤال الذي يطرح نفسه خلال هذه الظرفية، هو علاقات المغرب مع فرنسا ما بعد ماكرون، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اليمين المتطرف ليست له علاقات عدائية مع المغرب، مؤكدا أن مواقفه العدائية هي تجاه المهاجرين أساسا.

واستدل على ذلك بتصريحات سابقة لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبين التي انتقدت فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية العلاقات المتوترة التي كانت له مع المغرب، والتي قالت إنه “ينبغي التركيز مع الجانب المغربي كحليف مهم”.

ويخلص المحلل السياسي والاقتصادي زكرياء كارتي إلى أن اليمين المتطرف لا يبدو عدائيا تجاه المغرب، لكنه بالمقابل من ذلك يكن عداء تاريخيا للجانب الجزائري منذ أيام حرب الجزائر.