بعد الاعتداء على مغاربة.. تحقيق قضائي مع زعيم “فوكس” في مورسيا بتهمة التحريض

أعلنت النيابة العامة العليا في إقليم مورسيا بإسبانيا عن فتح تحقيق أولي ضد زعيم حزب “فوكس” (Fox) اليميني المتطرف في الإقليم، خوسيه أنخيل أنتييلو، بتهمة ارتكاب جريمة تحريض على الكراهية، على خلفية الاعتداءات التي طالت مهاجرين مغاربة في بلدة توري باتشيكو.
وينطلق التحقيق يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، تحت إشراف النيابة المكلفة بجرائم الكراهية، وسيمتد ليشمل منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، والتي وردت فيها تصريحات أثارت جدلاً واسعاً بشأن المهاجرين.
وتأتي هذه الخطوة بعد شكاوى تقدم بها كل من الحزب الاشتراكي، وحزب اليسار الموحد، وحزب بوديموس، في أعقاب تصريحات أنتييلو ضد المهاجرين، بالتزامن مع الأحداث التي أفضت حتى الآن إلى اعتقال 13 شخصاً.
وقال الصحافي المقيم في إسبانيا محمد حاجي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن المظاهرة التي نُظمت السبت احتجاجاً على الاعتداء على مسن في بلدة توري باتشيكو “تحولت إلى حملة لمطاردة المهاجرين، بدعم مباشر من قوى اليمين المتطرف، بمن فيهم أعضاء من حزب فوكس”، مشيراً إلى أن بعضهم ظهر في البلدة مرددين عبارات ضد المهاجرين من قبيل “دافعوا عن أنفسكم”.
ويرى حاجي أن ما تشهده البلدة الواقعة في إقليم موريسيا من اعتداءات على المهاجرين، “هو تطور حتمي لمسلسل بدأ منذ عدة أسابيع في مناطق متفرقة من إسبانيا بعدما انتشرت فيديوهات، وأخبار على وسائل التواصل الإجتماعي تصور سلوكات إجرامية تتعلق بالسرقة والتخريب والشجار المسلح تتهم قاصرين وشبان من أصل مغربي”.
وأوضح أن انتشار هذه الفيديوهات رافقتها حملة تجييش كبيرة من طرف حزب “فوكس” اليميني المتطرف في جل المدن الإسبانية تتهم المهاجرين المغاربيين وأفارقة جنوب الصحراء “بالتسبب في انعدام الأمن وإحداث الفوضى ومظاهر التطرف الديني”، فضلاً عن “احتكار المساعدات الحكومية وتهديد قيم المجتمع الإسباني على حد تعبيرهم”.
وأشار إلى أن كل هذه الحملة لا تأتي بشكل عفوي، بل تتم وفق مخطط للحزب، وهو ما تؤكده تصريحات النائبة البرلمانية عن الحزب اليميني المتطرف، روتيو دي مير، والتي دعت إلى ترحيل 8 ملايين مهاجر وأبنائهم إلى بلدانهم الأصلية بدعوى “عدم اندماجهم في المجتمع الإسباني”.
وأضاف حاجي أن حزب فوكس دأب على جعل ملف الهجرة محوراً أساسياً في برنامجه الانتخابي، مستغلاً سلوكيات فئات محدودة من المهاجرين لكسب أصوات الناخبين الإسبان وتعزيز قاعدته الشعبية.
وفي السياق، أعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي في مورسيا، فرانسيسكو لوكاس، أن حزبه قدّم شكوى إلى النيابة ضد خوسيه أنخيل أنتييلو بتهمة التحريض على الكراهية ضد المهاجرين، بسبب تصريحاته حول الاعتداء الذي تعرض له أحد سكان توري باتشيكو، والذي يُشتبه في أن منفذيه من أصول مغاربية.
كما قدّم حزب بوديموس شكاوى إلى النيابة ضد عدد من قيادات حزب فوكس، من بينهم زعيمه الوطني سانتياغو أباسكال، متهماً إياهم بـ”نشر والتشجيع على تداول مقاطع فيديو تظهر عمليات مطاردة عنيفة” في تورّي باتشيكو، إلى جانب الأحداث التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي وصفها الحزب بأنها “حملة صيد ضد المهاجرين”.
وجاءت هذه التحركات القانونية رداً على تصريحات الزعيم اليميني المتطرف الذي قاد يوم السبت الماضي فعالية تحت عنوان “دافع عن نفسك من انعدام الأمن”، والتي اعتبرها الحزب الاشتراكي “تهديداً لأمن آلاف الأشخاص وتتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان”.
ربط أنتييلو، خلال الفعالية ذاتها، بين الهجرة والجريمة وقال أمام وسائل الإعلام: “لقد حذرنا مما سيحدث. الإسبان سيفقدون صبرهم على الاستمرار في تمويل هذه الهجرة غير الشرعية، التي تعتدي على كبار السن في الشوارع، وتهاجم المثليين وتغتصب بناتنا في الشوارع”.
وأضاف: “نحن لا نريد مثل هؤلاء الناس في بلادنا. سنقوم بترحيلهم جميعاً. لن نترك واحداً منهم”.
وتعود بداية الأحداث إلى اعتداء وقع يوم الأربعاء على رجل في الستين من عمره في البلدة، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص على خلفيته.
وقد استُغلت هذه الحادثة كذريعة للتحريض على مهاجمة المواطنين المغاربة، الذين يُقدّر عددهم بنحو 7 آلاف شخص من أصل إجمالي سكان البلدة البالغ نحو 42 ألف نسمة.