story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بعد أيام من إنجازها.. طمس جدارية فنية يثير غضب شباب تيفلت

ص ص

أثارت إزالة جدارية فنية من واجهة بناية تابعة لمحطة توزيع الكهرباء بساحة مركزية بمدينة تيفلت موجة استياء واسعة في صفوف الرأي العام المحلي، بعدما فوجئ سكان المدينة باختفاء العمل الفني الذي لم يمض على إنجازه سوى أيام قليلة.

وعبّر عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن انزعاجهم من الخطوة، معتبرين أن الجدارية شكلت إضافة جمالية للفضاء العام، وأن طمسها “صدام بين الفن والسياسة المحلية” و”استهانة بمجهود المتطوعين”.

كما تداول نشطاء صوراً للجدارية قبل وبعد الإزالة، من خلال الاحتجاج عبر هاشتاج “ما تقتلوش الفن”، مع تعليقات تنتقد ما وصفوه بـ”قرارات ارتجالية تسيء للذوق العام وللمشهد الحضري”

وفي هذا الصدد، اعتبر عز العرب حلمي، مستشار جماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بمدينة تيفلت، الجدارية “ثمرة إبداع ومجهود مجموعة من شباب المدينة”، مشيراً إلى أن “محوها واستبدالها بلون رمادي قاتم يكشف عن تباينٍ عميق في التصور للمدينة كمفهوم، وللمواطنة كقيمة وثقافة”، وليس مجرد “تعبير عن قرار تقني”.

وقال حلمي، في تدوينة على صفحته الرسمية في موقع “فايسبوك”، إن الشباب عملوا بأيديهم وقلوبهم “ليُقدموا جدارية تحمل الأمل، والجمال، والحياة. لكن الجمال اختفى بضربة طلاء واحدة”. مع ذلك يضيف المتحدث: “سنظل مستمرين في الدفاع عن الفضاء العام، وعن الفن، وعن حق الشباب في أن يتركوا بصمتهم على مدينتهم”.

وأعلن شباب فيي مدينة تيلفت رفضهم الشديد لإزالة جدارية فنية من على واجهة بناية مخصصة لمحطة توزيع الكهرباء في ساحة وسط المدينة.

واستنكرت جمعية شبكة الرواد الشباب، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني بتيفلت، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، ما وصفته بـ”الخطوة الصادمة وغير المسؤولة” المتمثلة في إقدام المجلس الجماعي على طمس جدارية فنية كانت قد أنجزتها الجمعية يوم 1 نونبر 2025.

وأوضحت الجمعية أن عملية الطمس تمت بعد أقل من 15 يوماً على إنجاز الجدارية، التي شارك في تنفيذها فنانون شباب ومتطوعون، وسخّرت لها الجمعية موارد مالية ضمن فعاليات مهرجانها “التشافي”، الهادف إلى تحويل الفضاء العام إلى فضاء ثقافي مفتوح لفائدة الساكنة.

وقالت الجمعية في بلاغها إن المجلس الجماعي أقدم على “إزالة الجدارية دون أي إشعار أو تشاور”، معتبرة أن القرار “يُسيء إلى المدينة وإلى مبادئ التدبير الرشيد، ويمثل اعتداءً واضحاً على مبادرة مدنية مشروعة”.

وأضاف البلاغ أن ما حدث “سلوك غير مسؤول وقرار ارتجالي يفتقر للمنطق التسييري والثقافي”، مؤكدة أن أي ملاحظات كان ينبغي أن تمر عبر قنوات التواصل المؤسساتي، لا من خلال “طمس جهد شبابي بضربة طلاء واحدة”.

وطالبت جمعية شبكة الرواد الشباب بتوضيح رسمي ومستعجل من المجلس الجماعي بشأن حيثيات القرار والأسس التي بُني عليها، إلى جانب الاعتذار للفنانين والطاقات الشابة التي “أُهين مجهودها دون سبب”.

كما دعت إلى احترام مبادرات المجتمع المدني وإشراكه قبل اتخاذ أي قرارات تمس الفضاء العمومي.

واختتمت الجمعية بلاغها بالتأكيد على أنها لن تقبل بتكرار مثل هذه السلوكيات، وأنها ستواصل الدفاع عن حق الشباب في الإبداع، وحق الساكنة في فضاء عمومي حي تحترمه المؤسسات بدل إفساده.

من جانبها، اعتبرت الناشطة في المجتمع المدني لطيفة بنعاشير أن محو جدارية تيفلت يعبر عن “مواجهة السياسة للفن”، وتساءلت “هل لأن هذا الفن مجرد مبادرة ثقافية، أم تجاوز للقوانين؟ هل تم الحصول على أي تصريح رسمي قبل الرسم؟ وهل الجمعية مستعدة لمواجهة أي مساءلة قانونية، أم كان العمل محسوبا على أنه رمزي؟”.

كما وجهت أسئلتها في الوقت نفسه لجماعة تيفلت، قائلة: “ما السبب الحقيقي وراء إزالة الجدارية؟ هل هو حماية الممتلكات العامة، أم تصفية حسابات سياسية أو حزبية؟ ولماذا لم يتم التواصل مع الجمعية قبل الإزالة؟ وكيف توازنون بين واجبكم في حماية البنايات وحرية التعبير الفني؟”.

وتابعت بنعاشير، عبر حسابها في فايسبوك، “هل التعبير الفني يجب أن يخضع دوما للتصاريح، أم هناك مساحة للإبداع المؤقت في الأماكن العامة؟ وهل ما حدث في تيفلت بداية لصدام بين الفن المدني والسياسة المحلية؟ وما هي الدروس المستفادة لتجنب النزاعات بين المبادرات الفنية والجهات الرسمية في المستقبل؟”.