story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

انقطاعات متكررة للمياه تغضب السكان في بني ملال ومساءلة للحكومة عن أزمة الماء الشروب في عدد من المدن

ص ص

يعيش المغرب على وقع احتقان شعبي نتيجة أزمات مياه مستمرة بسبب تغيرات المناخ في البلاد، وسوء تدبيرها من قبل الإدارة في عدد من أقاليم المملكة، وكان آخرها الغضب وسط مواطني مدينة بني ملال لثلاثة أيام جراء تواصل انقطاع الماء الصالح للشرب عن منازلهم.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر مواطنين متضررين ينتظرون دورهم في الطوابير من أجل الحصول على حصص من صنابير مياه الآبار في المدينة، وذلك بعد استمرار انقطاع الماء لثلاثة أيام لى غاية السبت بعدما كانوا قد اتخذوا احتياطاتهم الضرورية بعد إعلامهم من طرف الوكالة المكلفة بتدبير القطاع، بأن الماء الشروب سيعرف انقطاعاً لثمان ساعات فقط، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة.

ومع تواصل انقطاع الماء الصالح للشرب بالمدينة بسبب عطل مفاجئ، أعلنت جماعة بني ملال اليوم، الأحد 1 شتنبر 2024، أنها قامت “بتقديم استجابة سريعة وفعالة لتخفيف معاناة الساكنة، من خلال وضع شاحنات صهريجية مخصصة لتوزيع المياه”، في ظل الظروف الحالية لانقطاع الماء الذي تعاني منه أحياء مدينة بني ملال.

وقالت الجماعة، في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية في فايسبوك، إنها “مستمرة في متابعة الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان توفير المياه بانتظام لجميع السكان”، داعية كافة المواطنين إلى “ضرورة ترشيد استهلاك المياه واستخدامها بحكمة”.

وذكرت مصادر محلية أن الماء عاد لحالته الطبيعية في منطقة أيت وعرضى، بينما تعرف المناطق العليا في بني ملال نقصاً خاصة في أفورار كالجم وتكانا، في الوقت الذي تتم فيه عملية إجلاء الوحل حيث مصدر الماء المتدفق على منطقة أسمسيل.

وكانت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء في تادلة قد أنهت، الأربعاء 28 غشت الماضي، إلى علم زبنائها بمدنتي بني ملال وسوق السبت ومراكز أولاد عياد و أولاد مبارك وفم أودي أن أحياء المدينة ستعرف انقطاعاً واضطرابات في عملية توزيع الماء ابتداء من العاشرة ليلاً، بعد توصلها بإرسالية من المكتب الوطني للكهرباء والماء (قطاع الماء)، تتعلق بارتفاع كبير في تعكر المياه الناتجة عن الفيضانات بمحطة التصفية أفورار التي تزود المناطق المذكورة بالماء الصالح للشرب.

واعتمد المواطنون في أحياء بني ملال وضواحيها، خلال هذه المدة، على مياه الشرب في المحلات وبعض السقايات وعيون المدينة، إضافة إلى صنابير المياه بالمنازل التي تعتمد على الآبار، معبرين عن غضبهم من تكرار انقطاع الماء ولمدة طويلة.

وتشهد عدة أقاليم بالمغرب، أزمات مشابهة ما يتسبب في انقطاع الماء الصالح للشرب عن المنازل، بينها صفرو الذي يشتكي سكانه من نقص كبير في المياه رغم توفر المنطقة تتوفر على فرشة مائية قادرة على تلبية حاجياتهم، وإقليم تاونات الذي يعيش أيضاً على وقع أزمة انقطاع الماء في عدد جماعاته القروية، أطلق على إثرها سكان جماعة سيدي المخفي، صرخة استغاثة بسبب الانقطاع المتكرر للمياه.

هذا وعاينت صحيفة “صوت المغرب” انقطاعاً متواصلاً للماء بمدينة الجديدة، وذلك بشكل يومي على الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كما يستمر الانقطاع في جماعات قروية في ضواحي المدينة لأيام عديدة.

وعاصمة دكالة ليست المدينة الوحيدة التي غزاها شبح انقطاع الماء بسبب أضرار تقنية أو أزمة الجفاف في غالب مدن المملكة، إذ تعاني منه كذلك مدن أخرى مثل سطات وبرشيد ومراكش ويهدد كذلك العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بعد جفاف السدود التي تزودها بالماء.

وفي هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني سؤالا كتابيا إلى وزير التجهيز والماء نزار بركة، بخصوص الانقطاع المتكرر للماء الشروب وتغير لونه ومذاقه الذي يعرفه إقليم سطات.

وأوضحت التامني أن ساكنة الإقليم تعاني من استمرار تردي الأوضاع على كافة المستويات ، وبما في ذلك الأضرار التي لحقت بالساكنة من جراء الانقطاعات المتكررة للماء والتحول في لونه ومذاقه، ما خلف هلعا وشكا وسط المواطنات والمواطنين بخصوص نوعية وصلاحية الماء المعتمد للشرب ومدى احترام المعايير الصحية الجاري بها العمل.

وسجلت النائبة في سؤالها “خللا ملحوظا في التواصل من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء الشاوية، وكل المؤسسات المتدخلة والمعنية بايجاد حلول للمشاكل المطروحة بما يستجيب لانتظارات المواطنين الذين يطالبون بالتدخل العاجل لمعالجة الوضعية”.

وفي هذا الإطار، ساءلت التامني وزير التجهيز والماء نزار بركة عن الاجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجة الوضع ، والوقوف على الأسباب الحقيقية لهذه الوضعية الشاذة، وإجراء تحاليل لقياس جودة الماء وصلاحيته للشرب ، وإشهار نتائج التحاليل ، تجنبا للأضرار الصحية المحتملة بسبب استعمال وشرب هذا الماء.

وكانت مدينة تيفلت هي الأخرى أحد المدن التي عانت من هذا المشكل الشهر الماضي، حيث ظل سكان المنطقة لمدة تفوق الـ10 أيان دون ماء، حسبما صرح عز العرب حليمي المستشار الجماعي بالمدينة، في حديثه لـ”صوت المغرب” واصفا الأمر“بالخطير جدا”، اضطرت الساكنة معه إلى القيام بمبادرات احتجاجية فردية أمام الجماعة وأمام المكتب الوطني للماء الصالح الشرب،

واعتبرت فيدرالية اليسار الديمقراطي الأمر في بيان لها “مروعا”، قائلة إنه “لا يعقل أن يعيش المواطنون دون مياه أو بصبيب مياه منخفض دون إصدار أي بلاغ رسمي أو بيان توضيحي من الجهات المسؤولة” معتبرة الأمر “استهتارا وعدم اكتراث للمواطن في قضية تهم حقا من الحقوق المكفولة له”.