story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

انتصار وبارانويا !

ص ص

مباراة المغرب والأرجنتين برسم أولى مباريات الفريق الوطني لأقل من 23 سنة في الألعاب الأولمبية بباريس، أنتجت كمًّا هائلا من “البارانويا” والخلاصات السوريالية التي لا علاقة بما جرى فوق أرضية ملعب جيوفراي غيشار بسانتيتيان.

صحيح أن المباراة شهدت سيناريو ناذر الحدوث، ومجريات غريبة لا يمكنها إلا أن تثير الجدل، ولكن هذا الجدل ازدادت حرارته مع ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مناطق مختلفة حول العالم، ليختلط “الصهد” بالتفاعل الحاد الذي واكب المباراة فوجدنا أنفسنا أمام هذيان ليس فيه “لاساس لا راس”.

هناك من ذهب به حماس الحديث عن المباراة إلى إسقاط ما وقع فيها على موضوع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والكرة الذهبية وهلوسات تشجيع البارصا والمدريد !!

وهناك في الأرجنتين من ربط إجراء المباراة فوق الأراضي الفرنسية للحديث عن انتقامٍ من هزيمة ديَكة ديديي ديشان أمام أرجنتين ميسي في نهائي كأس العالم الأخيرة بقطر !!

وفي المغرب اكتشف عندنا السياسيون بطريقة رياضة ركوب الموج، عن مؤامرة “رأسمالية” تستهدف المغرب لمنعه من تكرار إنجاز المونديال القطري !!

فيما بعض الفرنسيين “العايقين” فهموا بسرعة أن دخول الجمهور المغربي لأرضية الملعب هو دليل على وجود مخطط ضد فرنسا لنسف تنظيم الألعاب الأولمبية وإظهارها بمظهر العاجز عن توفير الأمن في أول منافسة رياضية في البرنامج العام!!

في حين أن الأمر بسيط للغاية ولا يحتمل كل هذا الهذيان البعيد عن المنطق وهذه الإستنتاجات المغرقة في العاطفة والوطنية الإستعراضية، ويمكن بقليل من الهدوء أن نعثر على تفسير بلا تعقيدات.

مباراة قادها حكم كان ضعيفا للغاية من خلال قراراته الخاطئة الكثيرة أثناء المباراة، وأي متتبع لكرة القدم يفهم قليلا في مجال التحكيم، سيلاحظ أن السويدي الذي أدار المواجهة كان في الكثير من اللحظات بعيد عن الكرة وعن الإلتحامات الثنائية، ويتخذ موقعا خاطئا لا يسمح له بإعلان القرار الصائب بفعل حجب الرؤية عليه، بحيث أن حالات عديدة (خصوصا للمنتخب المغربي) كانت تستوجب الإعلان عن ضربة خطأ وأيضا إنذار للأرجنتينيين، كما كان يتعمد ترك الإمتياز في بعض التدخلات الخشنة وهو ما جعل اللعب يحتد أكثر فأكثر، فكثرت التوقفات للإصابة وتوقفت المباراة أكثر من مرة.

فيما يخص الوقت بدل الضائع الغريب الذي أضافه، فهو لم يكن إلا تحصيل حاصل لما تسبب فيه ضعفه في إدارة المباراة، والراجح أنه مع كثرة التوقفات والرغبة في تعويض وقتها، قدرها بشكل مبالغ فيه وعلى غير المعتاد.. صحيح أن قانون التحكيم يقول إن حكم الساحة هو الميقاتي الوحيد الذي يقرر في الوقت بدل الضائع، ولكن في حالة من أدار مباراة أمس ليس هناك شك أنه “كبر عليه الماتش” وفقد القدرة على القيام بمهمته بشكل سليم.

ما جرى بعد تسجيل الأرجنتين لهدف التعادل الذي تم رفضه بعد ذلك، والذي وصفه مدرب التانغو خابيير ماسكيرانو ب”السيرك “، فقرار الحكم كان “لا غبار عليه” وقانونيا على أي حكم ألا ينهي المباراة إلا بعد أن يُلعبَ “السونطر” الذي يعقب الهدف، والحال أن مباراة أمس عرفت دخول الجمهور إلى أرضية الميدان مباشرة بعد تسجيل الأرجنتين لهدف التعادل، مما كان يحتم قانونيا على الحكم إيقاف المباراة وإرسال اللاعبين إلى مستودعات الملابس حتى تتوفر شروط استكمال الوقت المتبقي، وخلالها تمت مراجعة الهدف عن طريق تقنية الڤار فتبث أن المسجل كان في حالة تسلل وألغي الهدف واستكمل ما بقي من الوقت… وانتهى الأمر.