story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

“الكان” في الشتاء ليس سيئا !

ص ص

سادت حالة من عدم الرضى وسط المغاربة بعد قرار المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم تنظيم “الكان” المقبل بالمغرب بين شهري دجنبر 2025 ويناير 2026، وسبب ذلك يعود إلى إصرار غير مفهوم على تنظيمه خلال فصل الصيف، وفقا لما صرح به فوزي لقجع ذات أمنية على راديو مارس عقب فوز المغرب بشرف تنظيم الدورة.

سبب هذه الرغبة التي كانت قبل أن يمحيها إصرار “الفيفا” وإذعان “الكاف”، هو أن كأس إفريقيا للأمم خلال فصل الصيف ستعرف نجاحا جماهيريا كبيرا بالنظر للطقس المناسب، وأيضا سيجلب رواجا سياحيا غير مسبوق خلال فترة المنافسات، ثم لكون الفترة ستكون مناسبة للجالية المغربية المقيمة بالخارج ليعيشوا أجواء “الكان” داخل البلاد، بالإضافة إلى احتفالات المغرب بذكرى عيد العرش وعيد الشباب.

لكن قبل أن نتلقى هذه التبريرات “من سماها لماها” ونصدقها “كيما جات”، دعونا نمحص فيها قليلا لعلنا نصل إلى نتيجة مناقضة لهذه الرغبة الجماعية، وهي أن فرص نجاح تنظيم كأس إفريقيا للأمم اقتصاديا وتقنيا وسياحيا وجماهيريا خلال فصل الشتاء، أكبر بكثير من فرص نجاح تنظيمه خلال فصل الصيف.

بالنسبة للرواج السياحي، فالفترة الصيفية التي كان يرغب المغرب في تنظيم كأس إفريقيا خلالها، تعرف عادة اكتضاضا كبيرا في جميع المدن والوجهات التخييمية، ورواجا مكثفا بدون الحاجة إلى “الكان” ولا كأس العالم، وأي توافد إضافي لجماهير  كرة القدم  خلال تلك الفترة قد تنتج عنه مشاكل تنظيمية كبيرة نتيجة اختناق الطرقات واختلال مواعيد وسائل النقل العمومية وعدم كفاية الطاقة الإستيعابية للفنادق ودور الإيواء، لذلك فالسياحة المغربية في حاجة إلى إنعاش خلال شهور الشتاء وخصوصا خلال شهر يناير “الميت” سياحيا، حيث من شأن تنظيم كأس إفريقيا خلال هذه الفترة، أن يساعده على تحقيق بعض التوازن بين شهور السنة من حيث المداخيل والحجوزات.

في موضوع حضور الجالية المغربية المقيمة في أوربا، فالفترة التي تقرر فيها “الكان” شتاءً، تصادف عطلة أعياد الميلاد الطويلة في جل البلدان الأوربية ( تمتد من 15 دجنبر إلى 10 يناير)، وستكون مناسبة جيدة وإضافية لفصل الصيف، لكي يتوافد الآلاف منهم لزيارة الأهل وحضور مباريات الكان.

تقنيا، فالفترة المقررة تصادف توقف جل البطولات الأوربية للإحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، مما سيعفي اللاعبين الأفارقة من الضغوطات التي يتعرضون لها من أجل عدم اللعب لمنتخباتهم في فترات أخرى، بالإضافة إلى أن الجاهزية البدنية للاعبين وسط الموسم تكون في ذروتها عكس شهري يونيو ويوليوز حيث تكون درجة الإنهاك كبيرة جراء الموسم الطويل والشاق، وهذا ما قد يعطينا مستوى جيد للمباريات ونجاحا للدورة على المستوى التقني.

بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، ففترة الشتاء والجو الذي يعرفه المغرب خلالها، مناسبة جدا للاعبينا “الأوربيين” الذين يشتكون دائما من حرارة إفريقيا المفرطة والرطوبة العالية في دول جنوب الصحراء، وإذا أضفنا جودة الملاعب والدعم الجماهيري، فستتهيأ كل الظروف لكي يفوز المغرب باللقب.

كأس إفريقيا للأمم بالمغرب خلال فصل شهري دجنبر ويناير له إمكانية النجاح أكثر من فصل الصيف، وما على إخواننا مسؤولي ملف التنظيم إلا أن يشتغلوا بكيفية احترافية على كل الجوانب من أجل احتضان أفضل نسخة للكأس، عوض الاستمرار في إعطاء الانطباع أن التاريخ المقرر هو “حصلة” خالفت رغبتنا المعلنة.