story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الفوتسال المغربي و”بروفا” الكان

ص ص

كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم داخل القاعة التي تدور أطوارها حاليا بالمغرب، يمكن اعتبارها “بروفا” جيدة على مستويين بالنسبة للجامعة الملكية المغربية ومعها باقي السلطات العمومية لإظهار القدرات التنظيمية للبلاد في أفق استضافة سلسلة من التظاهرات الكروية القارية والعالمية والتي من أبرزها كأس إفريقيا للأمم 2025 وکأس العالم 2030، وأيضا بالنسبة للمنتخب الوطني للفوتسال الذي أمامه فرصة تأكيد سطوته القارية والفوز بثالث لقب على التوالي، وإكساب العناصر الجديدة التي ألحقها الناخب الوطني هشام الدݣيݣ مزيدا من الإندماج في المجموعة، والاستعداد الجيد لمونديال كرة القدم داخل القاعة ورهان احتلال مكانة بين الأوائل عالميا في هذا النوع الرياضي.

على مستوى التنظيم، ورغم ما يمكن أن يقال عن قصر مدة البطولة وعدد المنتخبات المشاركة، فالأمور تسير بشكل مثالي أثار تنويه مسؤولي الاتحاد الإفريقي كالعادة، وأيضا إعجاب الوفود الإفريقية المقيمة بالعاصمة الرباط، خصوصا بعد الأشغال التي همت إعادة هيكلة قاعتي إبن ياسين والقاعة المغطاة للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، والشكل البديع التي أصبحت عليه من حيث أرضية التباري والمدرجات والإنارة، وأيضا الالتزام الصارم ببرنامج المباريات من حيث التوقيت وطريقة تنظيم الندوات الصحفية وضمان وصول الجمهور إلى القاعة عبر وسائل النقل المجانية.

وفيما يتعلق بالمنتخب الوطني للفوتسال، فكأس الأمم الإفريقية الحالية أوقعته في مجموعة تضم أنغولا وغانا وزامبيا، وطبعا هي مجموعة في متناول لاعبي المدرب هشام الدݣيݣ بحكم الفوارق الكبيرة في المستوى الذي أصبح يفصل المغرب عن باقي البلدان الإفريقية في كرة القدم داخل القاعة، لا من حيث الفرديات ولا على مستوى الآداء الجماعي، ويكفي أن نذكر أن المنتخب الوطني لم ينهزم في أية مباراة قارية منذ سنة 2016.

لكن رغم الفوز على أقوى “منافس” في المجموعة، منتخب أنغولا، بخمسة أهداف لاثنين في المباراة الأولى، واكتساح منتخب غانا في المباراة الثانية بثمانية أهداف لخمسة، إلا أن الجميع لمس الكثير من الأخطاء في آداء المنتخب الوطني على مستوى الطريقة التي يدافع بها، إذ أنه من غير الطبيعي أن تتلقى شباكه ثمانية أهداف في مبارتين أمام خصمين يتفوق عليهما بفوارق كثيرة في المستوى العام وفي التجربة، وهذا ما أكده أيضا الناخب الوطني هشام الدݣيݣ في الندوة الصحفية بعد مباراة غانا، إذ عبر عن عدم رضاه على ما يقدمه لاعبوه، ولمح إلى بعض الاستهانة بالخصوم والانسياق مع الحضور الجماهيري، وعدم التركيز أكثر على اللعب.

المنتخب الوطني للفوتسال بالإضافة إلى أنه بصدد الدفاع عن لقبه الذي فاز به في الدورتين الماضيتين وكسب بهما هيبة في القارة الإفريقية، فإنه فيما تبقى من مبارتي نصف النهاية والنهاية (احتمال كبير جدا أنه سيحوز اللقب الثالث على التوالي) أمام فرصة تطوير منظومته الدفاعية وزيادة منسوب الجدية لأن القادم بعد المنافسة الإفريقية هو كأس العالم، وما يعنيه من مواجهة منتخبات عريقة في اللعبة، ويجب أن تكون عناصرنا الوطنية في كامل استعدادها التكتيكي والذهني للتغلب عليها.

الفوز باللقب الإفريقي أو العربي، واحتلال الريادة فيهما، هي أمور صارت عادية ومن المسلمات وهي نتيجة لمخطط تطوير الفوتسال المغربي الذي انطلق منذ سنوات وأعطى كل هذا التفوق على جميع المستويات، وكأس إفريقيا للأمم أصبحت تشبه معسكرا تدريبيا يجب استغلاله جيدا على عدة أصعدة وخصوصا في تجريب نجاعة العمل الذي يقوم به هشام الدݣيݣ في تجديد دماء الفريق الوطني وتعاقب الأجيال بدون إحداث القطيعة بين مرحلة ومرحلة، وذلك لضمان استمرارية النتائج الإيجابية، والسعي إلى الوصول إلى إحدى المراكز الأربعة في المونديال، الذي ولاشك هو الرهان القادم بعدما ابتعد المغرب بمستواه كثيرا عن منافسيه العرب والأفارقة.