story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

العلام: التوجه نحو قيادة جماعية لحزب “البام” ليس اختيارا بل هو خيارا فرضته الأزمة

ص ص

انتهى يوم أمس الأحد 11 فبراير 2024 المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة الذي أفضى إلى اختيار قيادة ثلاثية مكونة من فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة  إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ورئيسة مجلسه الوطني السابق، ومحمد المهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل وعضو مكتبه السياسي، وصلاح الدين أبو الغالي النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي.

هذا الاختيار الذي جنح إليه الحزب، بعد الأزمة التي ألمت به في الشهور الأخيرة على خلفية تورط العديد من قيادييه وأعضائه في قضايا فساد زجت بعدد منهم في السجن، يضع علامة استفهام كبرى حول مدى صوابية هذا الاختيار التنظيمي وما تأثير ذلك على منهج والفكرة المؤسسة للحزب، وفكرة الزعيم السياسي داخل دواليبه بشكل عام.

تدبير وليس سياسة

هذا التساؤل نقلناه إلى أستاذ القانون الدستوري والفكر السياسي بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الرحيم العلام والذي يرى في لجوء حزب الأصالة والمعاصرة إلى قيادة ثلاثية هو ليس في حقيقته “اختيارا” بل هو “خيارا” فرضته الأزمة التي يعيشها حزب الجرار.

وفي معرض تحليله، اعتبر عبد الرحيم العلام أن “السياسة بدون زعامة هي في حقيقة الأمر تدبير فحسب”، قائلا في هذا الصدد إن الحزب يصبح حينها “مثل شركة تدبر بطريقة ثلاثية” مبررا هذه الكلام بكون أن السياسة “تحتاج إلى قيادة واحدة وزعيم واحد”.

وتابع الأستاذ الجامعي أن الممارسة السياسية مرتبطة بأعراف معينة، من بينها “شخصية الزعيم” معتبرا مسألة الزعامة في شخص قيادي واحد أمرا “مهم جدا” لافتا إلى أنه في غياب هذه الشخصية “سينعكس ذلك بدون شك على الهيكل التنظيمي للحزب الذي “يحتاج دائما إلى القدوة”.

وهو الأمر الذي يرى أستاذ الفكر السياسي أنه “لا يمكن لقيادة مكونة من ثلاثة أشخاص أن تمثله” مؤكدا أنها في هذه الحالة تظل مجرد “تدبير وليس ممارسة للسياسة”.

“قتل للسياسة”

ويرى أستاذ القانون الدستوري والفكر السياسي أنه حينما أقدم حزب “البام” على اختيار قيادة ثلاثية وعلى “قتل فكرة الزعيم السياسي” هو أقدم في الحقيقة على “قتل السياسة والحزب نفسه”، مضيفا أن هذا الاختيار سيعجل “بنهاية الحزب” في السنوات القليلة المقبلة.

ومن جانب آخر اعتبر الأستاذ الجامعي أنه بالرغم من اللجوء إلى هذه القيادة الجماعية التي “سوقوا لها” إلا “أنها قد تكون في شخص قيادة واحدة هي فاطمة الزهراء المنصوري وهو الأمر الذي كان الحزب يحضر له منذ سنة أو أكثر”.

ويرى أنه “لو لم يكن الحزب يعيش أزمة، لن يكون هذا الخيار الثلاثي في القيادة مطروحا من الأساس وستكون المنصوري أمينة عامة منذ البداية”، وأضاف تبعا لذلك أن “هذه الأزمة ربما خلقت لديها تخوفا من قيادة الحزب خلال هذه المرحلة ما سيؤثر على مستقبلها السياسي”.

ومقابل ذلك وضع أستاذ الفكر السياسي احتمالا آخر مفاده أن “الحزب نفسه لم يمتلك تلك الجرأة السياسية التي تجعله يدفع بامرأة إلى قمرة القيادة”، موضحا أن “تركيبة حزب الأصالة والمعاصرة هي مكونة أساسا من شخصيات انتخابية، وبالتالي قد يكون هنالك تخوف بداخل الحزب من فقدان هذه الكائنات الانتخابية”.

وخلص عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري والفكر السياسي بجامعة القاضي عياض بمراكش، إلى أن التوجه نحو قيادة ثلاثية داخل حزب الأصالة والمعاصرة ليست اختيارا ذاتيا للحزب بل هو خيار “فرضته عليه الأزمة”.

“دفاعا عن الاختيار”

ودافع القياديون الثلاثة عن هذا التوجه الذي تم اختياره للحزب، إذ قالت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة المشتركة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة إنه “ليس لدينا أزمة قيادة، بل هناك أطر من مستوى عال، ولدينا مؤسسون”.

ومن جانبه أوضح محمد المهدي بنسعيد، عضو “القيادة الجماعية المشتركة”، أن “القيادة الجماعية ستمكن من استحضار جميع التوجهات والخروج بقرار في مصلحة الحزب”.