story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

العصا السحرية.. كيف رأب الاستقلال صدعه في اجتماع ليلة؟

ص ص

لا زال لغز تجاوز قيادة حزب الاستقلال لخلافات تراكمت لأزيد من عقد من الزمن في اجتماع ليلة دون جواب، خصوصا بعدما كانت قد اتضحت معالم أزمة جديدة تلوح في أفق الحزب قبيل انعقاد مجلسه الوطني بداية مارس، حيث بدأ كل تيار في حشد الدعم وإعداد عدة المواجهة، بعدما انقطع الأمل في حصول المعجزة.

توافق الاستقلاليون حول ملامح مؤتمره المقبل، لإطالة أمد الحزب، غير أنهم لم يتوافقوا حول رواية موحدة تفك لغز اجتماع الـ25 من فبراير للجنة التنفيذية، وهو تاريخ سيبقى راسخا في ذاكرة الحزب، حيث دخلت القيادة متفرقة، وخرجت منه موحدة ببلاغ شهير تعلن فيه “استحضار مصلحة الحزب والوطن” بتوافق حول كل ما تم الاختلاف حوله من قبل، بدءا بمرشح وحيد للأمانة العامة، ثم رئيس للجنة التحضيرية للمؤتمر، فرئيس للجنة القوانين.

العصا السحرية ولد الرشيد الإبن

مصادر من داخل الحزب، قالت إن كل شيء بدأ قبل أسبوع فقط، حينما حل محمد ولد الرشيد، نجل الرجل القوي في الحزب حمدي ولد الرشيد بالعاصمة الرباط، حيث قاد سلسلة اجتماعات مع ممثلين عن مختلف التيارات المكونة للحزب، لتقريب وجهات النظر بينها.

وأوضحت ذات المصادر، أن الجلسات اتسمت بالسرية، ونجحت في التقريب بشكل كبير بين وجهة نظر مختلف الفرقاء، وعلى نطاق ضيق، إلى أن وصل مركب الحزب إلى اجتماع اللجنة التنفيذية، والذي حضره ولد الرشيد، وألقى فيه كلمة يدعو فيها إلى ضرورة تغليب المصلحة العليا للحزب والترفع عن الخلافات.

وتضيف ذات المصادر، أن المهمة لم تكن سهلة، حيث أن الشحن كان قد وصل أوجه خصوصا في الأقاليم، ما كان يوحي بأن الانقسام قادم لا محالة.

التوافق سلوك أصيل داخل الحزب

من جانب آخر، مصادر أخرى من داخل الحزب، لا تمنح ولد الرشيد الإبن شرف الوقوف على رأب صدع الفرقاء، وترى أن ما وقع من توافق ولو كان بشكل مفاجئ، متوقعا، لأن مختلف التيارات داخل الحزب، تشكل لديها وعي بضرورة عدم إنتاج الممارسات السابقة.

وذكرت ذات المصادر بتجارب خاضها غاضبون في مؤتمرات سابقة للحزب، دخلت ردهات المحاكم والمواجهات، غير أنها لم تكن منتجة، وبناء عليها تم اتخاذ قرار عدم تكرارإنتاج هذه الممارسات.

وعلى الرغم من الخلاف حول من قاد هذه المصالحة، إلا أن هناك اتفاق على أن الأطراف قادت اتصالات مع مختلف الأطراف، شملت عبد الواحد الفاسي ونزار بركة وحمدي ولد الرشيد، لتوافق حول هذا الاستحقاق الذي يقبل عليه الحزب.

وعن قوة حمدي ولد الرشيد، تقول ذات المصادر إنه لم يعد بالقوة التي كان عليها من قبل داخل الحزب، بعد توالي انتكاساته في عدد من الملفات، منها مدينة الداخلة التي أصبحت خارج نفوذه، وفشله في إبعاد عدد من الأسماء من القيادة، وأثبتت الأحداث أنه مضطر للتوافق مع مختلف التيارات.

وتتحدث ذات المصادر عن أن السر في هذا التوافق المفاجئ بين القيادة، هو تحقق القناعة بعدم إمكانية دخول المؤتمر الوطني في أجواء مطبوعة بالصراع، كما كان عليه الحال منذ مؤتمر 2012، لكون الصراع يستنزف طاقة الحزب، ويلهيه عن معاركه الحقيقية، وعن خصومه الحقيقيين وهم خارج الحزب.

سيناريو الشتات

اختلفت الروايات حول ما حدث في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أمس، حتى تقع معجزة رأب صدع عمره 12 سنة، غير أن الآراء توحدت، حول ما كان سيؤول إليه الحزب لولا هذه المصالحة.

وتقول قيادات من حزب الاستقلال، إن الحزب خلال مؤتمر 2012 واجه لأول مرة فكرة التعددية في الترشح للأمانة العامة، بخلاف المؤتمرات التي سبقت هذا التاريخ ومنذ تأسيس الحزب، حيث كان معروفا إلى من ستؤول القيادة، ومع تعدد الراغبين في قيادة مركب الحزب، تعمقت الأزمة، وكان الحزب سيدخل مؤتمره الثالث مشتتا.

يحفظ المتابعون مشاهد صادمة من مؤتمرات سابقة لحزب الاستقلال، تحول فيها الصراع والمشاحنات إلى ما هو أكبر، وتقول قيادات من الحزب أنه لولا المصالحة التي انخرطت فيها كل المكونات، لآلت الأوضاع إلى ما هو أكبر، وربما كان الحزب ليشتت إلى أحزاب.

كل هذا يجعل الرهان على المصالحة الأخيرة كبيرا، أيا كان من قادها، وسط أمل كبير يعتري كل الاستقلاليين، بأن تضمد جراح ثلاث مؤتمرات سابقة، كانت قاسية على حزب اعتاد قبلها أجواء أكثر هدوء.