story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
فن |

السلطان الحسن الأول ينبعث من خلال لوحة لفان كوخ

ص ص

كشف موقع “نيوز وايرز” المتخصص في خدمات العلاقات العامة عن اكتشاف لوحة مفقودة للفنان الهولندي فنسنت فان كوخ بولاية فلوريدا الأمريكية، رسم فيها الفنان الهولاندي الشهير سلطانا مغربيا.

وحسب المعطيات الأولية التي كشف عنها الموقع، فإن اللوحة التي رسمها الفنان الهولندي بين عامي 1889 و1890، تظهر السلطان المغربي الحسن الأول عندما كان يبلغ من العمر آنذاك الـ 59 سنة، حيث استوحى فان كوخ أسلوب هذه اللوحة التي رسمت بشكل تخيلي، من رسومات أحد رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية، الفنان الفرنسي فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا، صاحب لوحة “سلطان المغرب”، وهي لوحة معروضة حاليا ضمن مقتنيات متحف أوغسطين.

تفاصيل اللوحة، تظهر أنها عبارة عن ألوان زيتية على قماش، إذ يعتقد أن فان كوخ استعار هذه الألوان من أخيه الفنان ثيو فان ريسيرج خلال سفرهما معا، لأن هذا الأخير استخدم نفس الألوان في لوحة تحمل عنوان “ماريا سيث”.

تعتبر اللوحة بمثابة اتصال مهم بالماضي، وتذكير بالتأثيرات الثقافية التي شكلت عالم الفن عبر التاريخ

المغرب قبلة المستشرقين

لوحة دولاكروا، تعتبر أول صورة غير متخيلة لسلطان مغربي، التي حفزت مخيال العديد من الرسامين في الغرب على رسم السلاطين المغاربة وتأريخ مراحل جد مهمة في فترة حكم العلويين، خاصة تلك التي أتت بعد مرحلة الانغلاق خلال سنوات حكم السلطان مولاي سليمان، الذي قطع جميع الصلات بين المغرب وأوروبا، وأغلق جميع المراسي ومنع العلاقات التجارية، خوفا من انتشار وباء الطاعون.

في هذا الإطار، سجل أستاذ التاريخ بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، عبد الحق الطاهيري، أنه من الأسباب التي يعزى إليها اهتمام الفنانين الغربيين بتوثيق المراحل الحكم السلطانية بالمغرب، هو الانفتاح الحاصل بعد مرحلة الانغلاق، مبرزا أن “مرحلة حكم سلطان الحسن الأول، والتي امتدت من 1873 إلى 1894، شكلت مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب، حيث ابنت عليها اهتمامات ديبلوماسية بحثية وعلمية”.

وتابع الطاهيري، “لا يخفى أن مؤتمر مدريد  الذي عقد سنة 1880، والذي حضرت فيه جميع الأطراف المعنية باحتلال المغرب، كان واحد من الاهتمامات الدبلوماسية الكبرى لمحاولة الانقضاض على المملكة العلوية”.

وعلى مستوى الكتابات الاستعمارية، التي قام بها العديد من المبشرون والسياسييون والعسكريون بدواعي استخبراتية، فنجد أن العديد من الباحثين الغربيين اعترفوا بأن جل تلك الأبحاث والكتابات التي أصدرت في تلك المرحلة، كانت بهدف الوصول إلى روح المغرب، “الاستعمار”، لذلك كانت الفئات المجندة تحاول دراسة المملكة دراسة مسحية في إمكانته وقدراته، حسب ما أكده أستاذ التاريخ بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.

فان كوخ، رسم خلال حياته حوالي 900 لوحة في أقل عشر سنوات، باع منها لوحة واحدة، ولم ينل نصيبه من الشهرة إلا بعد موته، هذا الفنان الهولندي، هو أحد رواد المدرسة “ما بعد الانطباعية”، وبالرغم من إصابته بمرض عقلي، فإنه طبع تاريخ الفن الغربي، بأجمل اللوحات، أشهرها “الليلة المشمعة”، التي رسمها خلال إقامته في مقاطعة سان ريمي الفرنسية.