الجيش الإسباني يرسخ حضوره في الأراضي المغربية المحتلة
تخوض إسبانيا معركة ترسيخ السيادة في سبتة ومليلية والجزر الجعفرية التي لا زال المغرب يطالب بها، وذلك بالزيادة في حضورها العسكري واستثماراتها في المنطقة.
نشر للجيش في محيط سبتة
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسبانية، أن أركان الدفاع الإسباني في سبتة المحتلة، منتشرة هذه الأيام “للمساهمة في أمن التراب الوطني”.
وتتكون القيادة العامة لسبتة حاليًا من حوالي 2700 عسكري، منهم 180 ضابطًا، وحوالي 500 ضابط صف و2037 فردًا من القوات من بينهم 233 امرأة، مهتمة بمراقبة محيط المدينة على مدار الساعة
وربطت الصحيفة هذه التحركات الإسبانية في المدينة المحتلة، بأساسية أمن واستقرار سبتة “خصوصا وأنها دائما ضمن مطالب المغرب”، مضيفة أن تحركات الجيش هي “إظهار لالتزام القوات المسلحة بالدفاع عن المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي”.
مشاريع للجيش في الجزر الجعفرية
من جانب آخر، وفي نفس الموضوع، فإن الجيش الإسباني يعتزم إنشاء محطة كبيرة للطاقة الشمسية في الجزر الجعفرية التي يطالب بها المغرب.
وخططت وزارة الدفاع لبدء تشغيل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الجزر الجعفرية، قبالة سواحل المغرب.
وسيتم تمويل المصنع بأموال أوروبية، من خطة التعافي والتحول والمرونة (PRTR) بتكلفة تبلغ التقديرية 555,579.14 يورو، كما هو مذكور في وثيقة العقد.
وتقع الجزر الجعفرية على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من الساحل المغربي وحوالي 46 من مليلية المحتلة، وتشمل عدة جزر إحداها تمثل مقر قاعدة عسكرية للجيش الإسباني، وعلى الرغم من صغر حجمها، تتمتع بقيمة استراتيجية مهمة، حيث يستخدمها الجيش الإسباني كنقاط مراقبة وسيطرة في منطقة ذات أهمية جيواستراتيجية حيوية.
وكانت المنطقة مسرحا لنوبات من التوتر مع المغرب، وفي نونبر 2021، سلمت وزارة الخارجية مذكرة احتجاج للسفارة المغربية على إنشاء مزرعة سمكية بجوار الجزر الجعفرية.
عين وزيرة الدفاع على سبتة ومليلية
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من زيارة أجرتها مارغريتا روبلز وزيرة الدفاع الإسبانية إلى مدينة سبتة المحتلة، لتكون بذلك أول وزيرة في حكومة بيدرو سانشيز الثانية، تطأ أقدامها الثغر المحتل خلال هذه الولاية.
وصفت روبلز سبتة بأنها “تلك القطعة من إسبانيا التي نشعر فيها بالحب الشديد والقرب من الجميع”، وعبرت عن دعمها لخطة “تحرير الأراضي” في سبتة المحتلة لزيادة عدد سكانها، إضافة إلى خطة تنمية اجتماعية واقتصادية شاملة في سبتة المحتلة.
اختيار روبلز لتكون أول وزيرة في الحكومة الجديدة تزور الثغر المحتل لم يكن مفاجئا، حيث عرفت الوزيرة باهتمامها الكبير بسبتة ومليلية المحتلتين، وكانت أول وزيرة دفاع إسبانية تجري زيارة لوحدات القيادة العامة المتمركزة في ثكنات سبتة المحتلة قبل سنة.
عقدة الاحتلال التي لا تفك
على الرغم من تجاوز المغرب وإسبانيا للمنعطف احاد الذي مرت منها العلاقات الثنائية قبل سنتين، ومرورحهما إلى علاقة يصفها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخرج على أنها “قصة نجاح”، إلا أن الخلافات لا زالت قائمة حول الأراضي المغربية المحتلة.
وعلى الرغم من “قصة النجاح”، ولم تكتم إسبانيا انزعاجها في شهر أبريل الماضي من تصريحات رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة عندما تحدث عن ثغري سبتة ومليلية المحتلين، وردت عليه وزيرة الدفاع في مقابلة تلفزيونية بالقول إن : “سبتة ومليلية إسبانيتان”، قبل أن تستطرد أن: “لا حاجة إلى المزيد من المناقشة” وفق تعبيرها.