story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مدن وجهات |

الجفاف و التلوث يهددان المناطق الرطبة بالمغرب

ص ص

تواجه المناطق الرطبة بالمغرب العديد من التحديات، فاقمتها مواسم الجفاف المتعاقبة، و تداعيات التغيرات المناخية، وهو ما يجعل التنوع البيولوجي الذي تحتوي عليه محط تهديد حقيقي بالزوال.

في الثاني من فبراير من كل سنة، يخلد العالم اليوم العالمي للمناطق الرطبة، وهي مناسبة للوقوف على الإنجازات التي تحققت في سبيل الحفاظ على هذه النظم البيئية الحساسة جدا.

ويؤكد محمد بنعطا، وهو ناشط بيئي و رئيس فضاء التضامن والتعاون بجهة الشرق، أن العالم في القرن الماضي فقد نحو 70 في المائة من هذه المناطق، ذات الأهمية البيولوجية والايكولوجية.

وصنف المغرب حتى الآن، 38 موقعا كمواقع رطبة ضمن اتفاقية “رامسار”، وهي اتفاقية دولية تعنى بالحفاظ على الأراضي والمناطق الرطبة واستخدامها بشكل مستدام.

وتسعى الوكالة حسب تصريح مديرها العام عبد الرحيم هومي، أمس الجمعة للقناة الأولى المغربية، إلى تسجيل 10 مواقع أخرى ضمن اللائحة.

وأكد بنعطا في تصريح لـ”ًصوت المغرب”، أن المناطق الرطبة تلعب أدوار هامة على العديد من المستويات، وبخاصة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، و أيضا في تنظيم دورة المياه، لكن العديد من المواقع اليوم تواجه تحدي مهم وهو ضرورة تغذيتها بالمياه الكافية وبالخصوص المواقع التي تقع في مصبات الأنهار.

في هذا السياق أكد بنعطا، على هامش الزيارة التي أشرف عليها في إطار فضاء التضامن والتعاون رفقة عدد من الباحثين والطلبة والتلاميذ، إلى الموقع البيولوجي لمصب نهر ملوية بمنطقة رأس الماء، أن هذا الموقع المصنف ضمن المناطق الرطبة يعاني من التلوث بمختلف أنواعه.

إذ سبق أن شهد “كارثة بيئية” على حد تعبيره نتيجة التلوث بمواد كيماوية، من مخلفات معمل للسكر، ويعيش اليوم انتشارا كبيرا للنفايات والمواد البلاستيكية، غير أن التحدي الأبرز هو الصبيب الايكولوجي الذي لم يعد يصل الموقع كما هو مطلوب.

والمقصود بالصبيب الإيكولوجي، حسب نفس المصدر، هو كمية المياه التي يجب أن تمر إلى المنطقة لتحافظ على الحياة والتنوع البيولوجي القائم والذي أضحى مهددا بشكل كبير.

وتراجع الصبيب إلى مستوياته الدنيا، حسب بنعطا بسبب المنشآت المائية التي أنجزت على طول ملوية، إذ أن الأمل الذي تَبَقى  لنشطاء البيئة وحماة الطبيعة بعد تشييد العديد من السدود لتلبية الحاجيات المائية للقطاع الفلاحي بالخصوص، كانت هي العيون المتدفقة أسفل اخر سد، وهو سد مشرع حمادي، إلا أن وزارة الفلاحة قامت في السنوات الأخيرة بتشييد محطات ضخ أسفل السد وتستعد لتشييد سد جديد بمنطقة “مشرع الصفصاف”.

وأبرز أن القضاء على الصبيب الإيكولوجي، يعنى القضاء على الحياة في هذا الموقع الهام، الذي يعتبر خزانا للتنوع البيولوجي باحتوائه على نحو 290 طير، و 430 من أنواع النبات، والتنوع البيولوجي يقول بنعطا “هو مستقبل الإنسان..لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون تنوع بيولوجي”.