story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

البكاري: العفو عن مزارعي “الكيف” كان من مطالب الحراك وخطوة لإنهاء مآسي المنطقة

ص ص

أثار العفو الملكي الذي شمل أمس، الإثنين 19 غشت 2024، مزارعي القنب الهندي ممن أدينوا أو لا زالت تلاحقهم تهم تتعلق بهذه الزراعة، نقاشاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين متفاجئ من القرار ومشيد به معتبراً إياه “خطوة مهمة في مسار إنهاء مآسي منطقة الريف”.

وفي هذا السياق، عد الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي خالد البكاري العفو الملكي عن مزارعي نبتة القنب الهندي (الكيف) “قراراً مهماً جداً” باعتبار أن أثره يمتد ليتجاوز أربعة آلاف المعفو عنهم إلى ما يفوق هذا الرقم بالعشرات، والذين “تظل قضيتهم قضية عدالة مجالية”، مشيراً إلى أن العفو عن مزارعي الكيف وإلغاء مذكرات البحث بحقهم، كان من مطالب حراك الريف.

وقال البكاري، في تدوينة على حائطه بموقع فايسبوك، “أنا ابن منطقة تعرف زراعة الكيف، وأدرك المآسي الاجتماعية الكبيرة للساكنة، وخصوصاً المتابعين والفارين من مذكرات بحث صدرت في حقهم، وأغلبها شكايات كيدية، بسبب نزاعات حول الأرض أو السقي، ومن طرف أباطرة كبار في حق مزارعين صغار، أو لتصفية حسابات بعضها من تدبير رجال سلطة”.

وعدد البكاري مظاهر المعاناة التي تصاحب مزارعي هذه النبتة في حياتهم اليومية، من خلال لفته الانتباه إلى حالات إنسانية بينها، قائلا: “زيجات كثيرة بدون توثيق لعقود الزواج، وأبناء بدون عقود ازدياد، ومحرومون من مقاعد دراسية”، فضلاً عن خوف مواطنين من تجديد هوياتهم الوطنية، مخافة أن تكون مذكرة بحث صادرة في حقهم.

وذكر الناشط الحقوقي أيضاً حالات تتعلق بأشخاص صدرت بحقهم مذكرات بحث، “ومع ذلك يستمرون في حرث الأرض مقابل الخضوع لرجال السلطة حتى لا يتم التبليغ عنهم”، إضافة إلى تعرض المزارع البسيط لتهديدات تخيره بين التبليغ عنه أو “القبول بالسعر الذي يريده أباطرة المخدرات الذين نشأت علاقات بينهم وبين نافذين في السلطة”.

إضافة إلى ذلك، تسببت قضايا متابعة مزارعي القنب الهندي في تشريد عدد منهم بين الجبال، مع وجود مرضى بحالات خطيرة يمتنعون عن الذهاب للمستشفى، فضلاً عن الذين تعرضوا لنصب سياسي في كل محطة انتخابية، “حيث يتم إياهمهم بأن التصويت عن مرشح ما، سيحقق مطلب الإفراج عن المزارعين المعتقلين، وإلغاء المذكرات في حق المبحوث عنهم، وأحياناً كثيرة بتوجيه من أعوان السلطة”، حسب المتحدث ذاته الذي أشار إلى أن “الأمر وصل لدرجة تهديدهم بالتبليغ عنهم إذا لم يصوتوا على مرشح معين”.

وشدد خالد البكاري على أن المعفو عنهم مزارعون بسطاء “منسيون مهمشون، يعيشون الفقر وقساوة كل شيء من مناخ وتضاريس وقانون وسلطة”، معبراً عن استيائه من كون من سماهم “مثقفو وسياسيو وحقوقيو المدن الكبرى والمركز بعيدين عن هموم ساكنة الجبال”، لافتاً إلى خصوصية المنطقة التي تعرف زراعة القنب الهندي من إكراهات جبلية “لا تسمح لأغلبهم بزراعة شيء في قطعهم الصغيرة سوى نبتة من الموروث الفلاحي، ولكنها مجرمة قانونياً”، ما يجعلهم يعيشون “خوفاً طيلة السنة من ممثلي السلطة وبطش الأباطرة، ومذكرات البحث، إلى جانب خوفهم من التقلبات المناخية وعدم بيع المحصول”.

وخلص البكاري إلى أن هذا العفو كان من مطالب حراك الريف، مشيراً في نفس الوقت، إلى أنه “بسبب ذلك ولأسباب أخرى يجب أن يتمتع ناصر ورفاقه بالحرية العاجلة”، معبراً عن أمله في “ورود أخبار تفيد بالإفراج عن معتقلي حراك الريف”.