story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

البقالي وتندوفت.. وسراق الفرح

ص ص

أكثر ما بعث في نفوس المغاربة مشاعر الفخر والإعتزاز في ذهبية البطل العصامي الذي ينذر وجوده في هذا الزمان سفيان البقالي، هو سلوك بطل آخر في الظل كان إلى جوار سفيان في السباق، وساهم بشكل فعال في حصول المغرب على أول ميدالية في أولمبياد باريس، هذا البطل الشهم هو محمد تيندوفت.

الرجل المغمور قام بدور المضحي بنفسه وبإمكانية فوزه بإحدى ميداليات السباق البطئ، فقط لكي يكسر خطة الكينيين، ويساعد زميله سفيان البقالي على إخراج قوته في الأمتار الأخيرة قبل خط الوصول، والذي جرى سجلته العيون التقنية لكبار الخبراء بمزيج من الثناء والإعجاب، ففي الوقت الذي كان السباق بطيئا، لا جيرما أراد أن يبادر و لا الكينيين أرادوا رفع الإيقاع، فضحى تيندوفت بنفسه و رفع من إيقاع السباق في اللفات الآخيرة، و هذا الأمر خدم البقالي وتفادى الثنائي المغربي أية مفاجأة في السرعة النهائية، وما تقبيل سفيان لرأس البطل الشهم محمد تندوفت إلا امتنان لهذه التضحية التي سيسجلها التاريخ الرياضي المغربي بالكثير من عبارات التقدير والإمتنان.

عشاق ومتتبعو ألعاب القوى المغربية في زمن سطوتها، ذكرتهم تضحية محمد تندوفت لصالح سفيان البقالي، بتضحية شهم آخر لازال عالقا بذاكرتهم، ألا وهو العداء الواعد آنذاك عادل الكاوش الذي كان بطلا للعالم لمسافة 1500 متر شبان، وضحى أيضا بحظوظه من أجل لعب دور “أرنب السباق” لهشام الݣروج في نهائي بطولة العالم بإشبيلية سنة 1999 و أولمبياد أثينا 2004، وذلك برفع الإيقاع وعدم ترك أي إمكانية للكينيين للسيطرة على السباق وانتزاع الميدالية الذهبية التاريخية لهشام الݣروج التي كانت قد استعصت عليه في دورتي أطلنطا 1996 وسيدني 2000.

هي الرسائل النبيلة التي لازالت تبعثها رياضة أم الألعاب المغربية حول قيم التعاون والإيثار والتضحية بالمطامع الشخصية من أجل إسم الوطن لازالت تسكن أعماق المغاربة القادمين من عمق الفئات الشعبية الفقيرة، الذين رغم ما يمكن أن يتعرضون له من ظلم وتهميش و”حݣرة” من طرف أشباه المسؤولين، فإنهم ينسون ذلك عندما يجدوا المغرب منتصبا أمامهم يطلب تضحيتهم لحفظ ماء وجهه بين البلدان.

شكرا للبطل العصامي المكافح سفيان البقالي.. شكرا للبطل الشهم الخلوق محمد تيندوفت.. ولا عزاء لسراق لحظات الفرح العام من المغاربة، الجاثمين في كراسيهم بلا خجل طيلة سنوات، رغم توالي النكسات والإخفاقات وحصيلة الأصفار.